|
زحف الصباحُ كعاشق ٍ يتغزلُ |
في زحفه يمضي المساء ويجفلُ |
ولدارها قد جاء يهمس رِقةً |
( قومي بثينة إن وعدكِ يرحلُ ) |
قومي ففي الإشراق ِ يكمنُ موعدٌ |
يمسى المحب لوصله يتعجلُ |
فأتت على كل المروج حرارةً |
تجري بها كل الدماءِ وتنهلُ |
وتفتق الوردُ الجميلُ بحسنهِ |
فبنظرةٍ منه العيون ستُغسلُ |
فإذا الطيور يثيرها من نومها |
عبق الورود فحين ذلك تذهلُ |
فتنفست أرض الحديقةِ حينما |
رقصت فراشاتٍ وغنى بلبلُ |
تلك الحديقة في فلسطين التي |
أضحت تموت بها الورود وتذبلُ |
لا زلت أذكرها وأذكر أهلها |
قد شردوا منها بحربٍ تصطلُ |
شعبٌ تمجد في الحياة لأنهُ |
شعبٌ عظيمٌ بالمنايا يُصقّلُ |
ما ضرهم كسرى وقيصر إنما |
قد ضرهم أن العروبة تخذلُ؟ |
ما فادهم عهد الشعوب وإنهم |
قبضوا بعهد الله عهداً يعدلُ |
أنظر إليهم كيف يعلو شأنهم |
بين الشعوب وعزهم لا يرحلُ |
رغم العداء العالمي عليهمُ |
هم موطن العز المقيم الأكملُ |
رمزُ الجهادِ ورمزُ كل فضيلةٍ |
والخير فيهم دائمٌ لا يرحلُ |
لله وصلٌ صانهم لما بهِ |
صانوا العهود ووثقوه وأكملوا |
عهدي بهم عند الشدائد حِنكة ً |
وتحملٌ وتصبرٌ وتجملُ |
مرت بهم كل السنين ولم يزل |
في صبرهم عهداً قوياً أطولُ |
أمستْ تعِدُ له العِداة شرورها |
فتزيده شراً وليست تبخلُ |
يُمسي المواطن في جحيمٍ دائم ٍ |
مما جنوه وقلبه يتحملُ |
خاب الذي قد كان يجعل أمرهُ |
في عصبةٍ بهوانها تتجملُ |
يُصغي لأهل الكفر يتبع قولهم |
فمشاربٍ لعدوهِ ومآكلُ |
وهو الذي لا عدل في ميزانه |
بالظلم ِ يحكم بيننا ويعاملُ |
منع السلاح على البريء وخصمهُ |
شد العتاد يزيدُ فيهِ ويُكملُ |
وأعدهُ للقتلِ دون تصبرٍ |
يمضي على جثث الجميع ويقتلُ |
قد جاء شارون اللعين يؤزه |
نومٌ رآهُ بقادةٍ لا تخجلُ |
مثلُ النعام ِ بنومهم بل إنهم |
شرُ الأنامِ فذلهم لا يُجهلُ |
صمتوا على أن الديار أسيرة |
والقدس بات بكل وقت يُقفلُ |
فالشعب يقتلُ دائماً وجنودهم |
في غفلةٍ وسلاحهم لا يعملُ |
ليت المجاهد لا يُردُ فيفتدي |
بالروح أرضاً لا تخرُ وتغفلُ |
دنياهُ دار معزةٍ ومماتهُ |
نصرٌ فذلك ما يريدُ و يسألُ |
ماذا جناهُ وأي ذنبٍ ذنبهُ ؟ |
حتى يكون لدى العِداةِ الأولُ |
الصدر عارٍ ليس يملك سيفهُ |
وسلاحهُ حجرٌ أصمٌ يجهلُ |
حجرٌ ولكن في يديه كأنه |
أذكى سلاحاً بل أشد وأفضلُ |
صد الجيوش بعزمهِ وبروحهِ |
ما قصدهُ هرباً أذلك يعقلُ ؟ |
هل كان يأمل أن ينال هديةً |
أم كان يأملُ نُصرةً وتجندلُ؟ |
قدم العدو بجحفلٍ لديارهِ |
هُدمت عليه فمن عساهُ سيسألُ؟ |
رُفِعَ الحِداد بظالمٍ وبقاتلٍ |
ووفودهم تُذّكي الخِداع وتغزِلُ |
زعموا العدالة والجريمة فعلهم |
وأتى الجميعُ بوفدهِ يتجاهلُ |
جعلوا الحداد منافعٍ قدموا لها |
فتمازحوا وتبايعوا لم يسألوا |
حل الخضوع بأمتي فجهادها |
شجبٌ وإنكارٌ وصمتٌ مخجلُ |
فيم البكاء؟ وإنما أطلالهم |
نسجت لعجز فيكم وتخاذل |
ذاك التباكي لن يفيد فيرتجى |
تعساً لكم يا أمة ً لا تعملُ |