الدكتور إبراهيم المقادمة....
سيرة جهادية
تقرير خاص:
ولد الدكتور إبراهيم احمد المقادمة "ابو احمد" عام 1950 في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ثم انتقل للعيش في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، ويعود أهله الذين هجروا من فلسطين عام 1948الى بلدة بيت دراس، وهو متزوج وأب لسبع من الأبناء، وانتقل للعيش في مدينة غزة .
عاش المقادمة في مخيم جباليا وتعلم في مدارس وكالة الغوث فيها وكان من الطلاب النابغين وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية طب الأسنان في احدى الجامعات المصرية وتخرج منها طبيبا للأسنان.
انضم المقادمة الى حركة الاخوان المسلمين في السنوات شبابه الأولى وبعد عودته إلى قطاع غزة بعد ان أنهى دراسته الجامعية انضم إلى قادة حركة الأخوان وكان من المقربين للشيخ احمد ياسين.
شكل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكر ي الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة هو وعدد من قادة الإخوان وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1983 اعتقل المرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات.
عمل الدكتور إبراهيم المقادمة طبيبا للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية فصل من عمله في وزارة الصحة الفلسطينية وعمل طبيبا للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة.
كان المقادمة من اشد المعارضين لاتفاق اوسلو وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع إسرائيل سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم وان المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية وان كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني.
يعد الدكتور المقامة من أصحاب التيار المتشدد في حركة حماس وصاحب عقلية مفكرة ونظرة استراتيجية ، اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996 بتهمة تأسيس الجهاز العسكر ي السري لحركة حماس في غزة وتعرض لعملية تعذيب شديدة جدا ومكث في سجون السلطة لمدة ثلاث سنوات خرج بعدها ، وعاودت أجهزة الأمن اعتقاله لأكثر من مرة .
نشط الدكتور المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية وخاصة بين شباب حركة حماس وخاصة الجامعيين وكان له حضور كبير.
ألف الدكتور المقادمة عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه منها، معالم في الطريق لتحرير فلسطين، كانت له دراسة صدرت قبل عدة اشهر حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان " الصراع السكاني في فلسطين " كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.
كان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذا بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه انه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة .
********
القائد المقادمة أفنى حياته دفاعا عن فلسطين وارتقى إلى عليين !!
تقرير خاص:
الدكتور إبراهيم المقادمة رجل المواقف الصعبة ، رجل تحلى بالصبر والجلد ، وعاش مفنيا حياته من اجل فلسطين ، كان من أوائل مؤسسي الجهاز العسكري لحماس في قطاع غزة ، ومن جنرالات العمل العسكري قبل أن ينتقل للعمل السياسي والدعوي ، كان دائما يردد على مسامع من حوله : الحقوق تنتزع ولا توهب والإرادة حتما ستنتصر ، فكان بحق رجل في زمن غاب فيه الفعل ، وندرت الرجولة ، وتقاصرت النيات وتطاطات الجباه والهمم ، فكان يؤمن دائما ان نشوة النصر تنبئ عنها حجم التضحيات وغزارة شلالات الدم ، وكتب أخيرا بدمائه القانية على كراسة الأرض الممتده فلتستمر الجهاد والمقاومة .
ميلاد القائد
زرع في نفوس الشباب جذوة الجهاد المقدس وأسس قواعد للمجد لن تتراجع وأدرك ان الحق لا بد له من قوة تحميه ، ولد الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة "ابو احمد" عام 1950 في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، ثم انتقل للعيش في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، ويعود أهله الذين هجروا من فلسطين عام 1948الى بلدة يبنا، وهو متزوج وأب لسبع من الأبناء، وانتقل للعيش في مدينة غزة .
عاش المقادمة في مخيم جباليا وتعلم في مدارس وكالة الغوث، وكان من الطلاب النابغين وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية وتخرج منها طبيبا للأسنان.
انضم المقادمة إلى حركة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى، وبعد عودته إلى قطاع غزة، بعد أن أنهى دراسته الجامعية، انضم إلى قادة حركة الإخوان وكان من المقربين للشيخ أحمد ياسين.
النواة الأولى
شكل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة " مجد " ،هو وعدد من قادة الإخوان، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1983 اعتقل المرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات.
عمل المقادمة طبيبا للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة، وبعد اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية فصل من عمله في وزارة الصحة الفلسطينية وعمل طبيبا للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة.
من اشد المعارضين لاتفاق اوسلو
كان المقادمة من اشد المعارضين لاتفاق اوسلو، وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع "إسرائيل" سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم، وان المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية.
صاحب عقلية مفكرة ونظرة استراتيجية
يعد الدكتور المقادمة من أصحاب التيار المتشدد في حركة حماس وصاحب عقلية مفكرة ونظرة استراتيجية ، اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996 بتهمة تأسيس الجهاز العسكر ي السري لحركة حماس في غزة، وتعرض لعملية تعذيب شديدة جدا، ومكث في سجون السلطة لمدة ثلاث سنوات خرج بعدها ، وعاودت أجهزة الأمن اعتقاله لأكثر من مرة .
نشيطا في المجال الدعوى
نشط الدكتور المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس، وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية وخاصة بين شباب حركة حماس، وخاصة الجامعيين منهم، وكان له حضور كبير.
ألف الدكتور المقادمة عدة كتب ودراسات في الأمن وهو داخل السجن وخارجه منها "معالم في الطريق لتحرير فلسطين"، كانت له دراسة صدرت قبل عدة اشهر حول الوضع السكاني في فلسطين وهي بعنوان " الصراع السكاني في فلسطين " كما كانت له عدة دراسات في المجال الأمني.
أكثر الشخصيات القيادية أخذا بالاحتياطيات الأمنية
كان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذا بالاحتياطيات الأمنية، وكان قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه انه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة .
رحلة الصعود
وترجل القائد الفارس الى عليين حين اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الدكتور إبراهيم المقادمة أحد كبار قادة حماس في قطاع غزة، كما استشهد معه ثلاثة من مرافقية عندما قامت أربع طائرات أباتشي إسرائيلية بقصف سيارة خاصة كان المقادمة ومرافقيه يستقلونها في شارع فلسطين في حي الرمال وسط القطاع .
واكد شهود عيان أن أربعة طائرات مروحية اسرائيلية من نوع اباتشي اطلقت ما لا يقل عن ستة صواريخ في شارع فلسطين بحي الرمال الشمال في مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد اربعة فلسطينيين على الأقل، تحولت أجسادهم إلى أشلاء.
كما ادى القصف الى تحويل السيارة الى قطعة من الحديد المتفحم .
وأصيب خلال القصف عدد من المارة في الشارع، ودمرت عدة سيارات وتحطمت نوافذ العشرات من المنازل .
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الشهداء هم :إبراهيم المقادمة ( 53 عاما)، وهو طبيب أسنان ومن القادة المؤسسين لحركة حماس وقائد جهازها العسكري عام 1996 والذي اعتقل لدى الاسرائيليين اكثر من عشر سنوات ، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عدة مرات وتعرض لعمليات تعذيب شديدة .
ومن بين الشهداء أيضا عبد الرحمن زهير العمودي (27 عاما)، وخالد جمعة (29 عاما)، وعلاء شكري ( 24 عاما)، وهم من مرافقي الدكتور المقادمة .
الضوء الأخضر
أعطت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسري لحركة المقاومة الاسمية حماس الضوء الأخضر لجميع خلاياها المسلحة و الاستشهادية لضرب كل هدف سياسي و عسكري صهيوني ردا على اغتيال العدو الصهيوني للشهيد القائد الدكتور إبراهيم المقادمة صباح اليوم السبت و ثلاثة من مرافقيه.
انتظروا الرد المزلزل
و قال بيان لكتائب القسام صدر عقب الجريمة البشعة اليوم السبت " هاهي قوات الاحتلال الصهيوني تصعد عدوانها الغاشم على شعبنا الأعزل مستهدفة نساءه وشيوخه وأطفاله والأجنة في أرحام أمهاتهم وهاهي اليوم تستهدف القادة السياسيين ، إن كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ تحتسب عند الله تعالى القائد والمفكر الكبير عضو القيادة السياسية لحركتنا الراشدة حركة المقاومة الإسلامية حماس وعلم من أعلام جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين إنه القائد السياسي البارز الشهيد المجاهد الدكتور/ إبراهيم أحمد المقادمة ومرافقيه الشهيد المجاهد / خالد حسن جمعة و الشهيد المجاهد / علاء محمد الشكري و الشهيد المجاهد / عبد الرحمن زهير العامودي ".
و أضاف البيان " أن كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ تحتسب عند الله الدكتور القائد السياسي البارز ومرافقيه تدعو جميع الخلايا العسكرية للرد بشدة في عمق الكيان المسخ واستهداف كل شبر من أرضنا يقف عليها مغتصب يهودي " .
التخطيط المنظم
و طالبت كتائب القسام خلاياها في الخليل ونابلس وجنين ورام الله وبيت لحم وغزة ورفح وخان يونس وجباليا وفي كل شبر من أرضنا المحتلة، للإعداد والتخطيط المنظم لضرب الاحتلال في مقتل ، و أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام لكافة خلاياها أن جميع الخيارات العسكرية مفتوحة أمامهم وعلى رأسها استهداف القادة السياسيين اليهود مشددة على أن حكومة الإرهاب ستعلم حجم الكارثة التي جلبتها لها باغتيال القائد السياسي والمفكر الكبير ومرافقيه .
الزهار يتوعد :
وفي اول رد فعل وتصريح لحركة حماس على عملية اغتيال المقادمه اعتبر الدكتور محمود الزهار أحد قادة حماس عملية اغتيال المقادمة تصعيدا إسرائيليا خطيرا.
و قال :" نرى ان هذا تصعيد خطير يستلزم تصعيد ايضا من الجانب الفلسطيني و من حركة حماس بالذات و اعتقد أن "اسرائيل" عندما اغتالت الدكتور ابراهيم المقادمة فتحت بوابة جديدة من الصراع هل تستطيع أن تغلقها أنا اشك في ذلك و بالتالي كل الساحة الان مفتوحة على كل وسيلة للدفاع عن النفس و الانتقام ".
و أوضح الزهار أن استهداف حركة حماس في هذه المرحلة يرجع إلى كونها تحمل برنامج المقاومة، مضيفا " حماس ترفع راية المقاومة عاليا و تحظى بتأييد و تحقق انجازات عملية فعملية حيفا انجاز امني كبير و كذلك اقتحام مستوطنة كريات أربعة واحدة من أكثر المستوطنات تحصنا ايضا انجاز كبير و بالتالي هذه محاولة لموازنة حالة الرعب النفسي في الكيان الاسرائيلي باغتيالات جبانة مثل هذا النوع " .
الشعب الفلسطيني كله حماس
من جانبه أكد اسماعيل هنية القيادي في حماس أن اغتيال القائد المقادمة سيجعل من الشعب الفلسطيني كله حماس حيث قال " ان النصر سيكون لحركتنا و لشعبنا وهذا العدو سيبدأ بالخسران باذن الله" مدللا بأن عملية كريات أربع بالأمس وعملية حيفا قبلها هي خير برهان علي قدرة المقاومة علي الوصول الي كل بقعة يتمترس فيها العدو.وقال القيادي في حماس" لن نوقف اطلاق الصواريخ باتحاه المستوطنات بل اننا الأن سنكثف من اطلاقها شلء من شاء و أبي من أبي" وتطرق هنية الي اتهام اسرائيل للدكتور المقادمة بأنه كان ذاهبا لتنفيذ عملية استشهادية حيث قال " هذا الاتهام ما هو الا سخافة تعكس حالة الارتباك التي انتابت الصهاينة بعد ما أقدموا عليه اليوم" و أضاف" ليس بمقدور الدكتور المقادمة القيام بعملية استشهادية و لا حتي التفكير في ذلك"
ويرسمون شكل الانتقام
هكذا ايها القائد "ابا احمد" أبيت إلا ان تعانق السماء لقد كنت كبيرا بافعالك وكبيرا باستشهادك ورفع الله بك راية الحق على طول المدى فلن ننساك لان ايدى تلاميذك ما زالت ضاغطة على الزناد ويحفظون عهدك ويرسمون شكل الانتقام الذي علمتهم اياه بالدماء .
******
مما كتب عنه
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً "
أيها الشهيد السعيد أبا أحمد :
ماذا ترانا نقول في يوم استشهادك الذي كنت تشتاق إليه ، ويشتاق إليك ، وكنا نتوقعه في كل لحظة من لحظات عمرك الذي قضيته داعية إلى الله ، مجاهداً في سبيل الله ، لا تفتر ولا تلين ، كأنك كنت ترى أجلك قد طال أكثر مما كنت تتمنى فتستحث إليه الخطى ، وتبادره بالصالحات ؟!
ماذا نقول في هذا المصاب الجلل بفقدك وثلة من إخوانك الذين آثروا من حبهم لك وخوفهم عليك أن يحيطوك بأجسادهم فيعيشوا معك أو ينالوا الشهادة معك :
يودون لو خاطوا عليك جلودهم ولا يدفع الموت النفوس الشحائح
ماذا نقول وأنت الذي كنت عصياً على نصائح إخوانك في الخلود إلى الهدوء والراحة ، لأن قتلة الأنبياء والصالحين من الصهاينة اليهود يستهدفونك منذ سنين ، وتأبى استجابة التي تبعدك عن ساحات الجهاد والدعوة والالتحام بشعبك والتواصل مع إخوانك تشد أزرهم وترفع معنوياتهم وتودع شهداءهم وتهتف مع كل شهيد :
ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف فردا
لا نجد ما نقول في هذا الموقف العصيب والمصاب الجلل إلا أن نردد امتثالاً لأمر ربنا سبحانه وتعالى :" إنا لله وإنا إليه راجعون " لنكون من عباده الصابرين الذين قال فيهم : " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " .
ولا نجد ما نقول ـ وأعيننا تفيض بالدمع السخين ، وقلوبنا تكاد تنفطر لألم الوداع شوقاً إلى حبيب من أحبائه وأصفيائه ومريديه وتلاميذه ـ إلا أن نردد مع حبيبنا ورسولنا وشفيعنا محمد (عليه صلوات الله وسلامه ) يوم فقد ولده الحبيب إبراهيم ـ وأنت سميّه ـ :" إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يرضى الله .. إنا لله وإنا إليه راجعون " .
أبا أحمد الحبيب :
يتوق الناس الذين لم يعرفوك لأن يعرفوك ، ولا سيما أنّ الكثير منهم لم يسمعوك أو يسمعوا ، عنك لأنك كنت الخفي التقي الذي إذا حضر لم يعرف وإذا غاب لم يفتقد ، وكنت من مصابيح الهدى الذين تنجلي بهم الظلماء ، فقد كنت حريصاً على عدم نشر صورك ، وكنت عازفاً عن الظهور الإعلامي ، وكنت تعمل في صمت عملاً تريده خالصاً لوجه الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي لقيته اليوم ـ إن شاء الله ـ راضياً مرضياً :" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " .
في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ولدت عام 1952م بعد أربع سنوات من تهجير أهلك إلى قطاع غزة من قريتك " بيت دراس " التي أنجبت الرجال الأشداء المجاهدين على يد المغتصبين الصهاينة عام 1948م بعد جهاد طويل وعناء شديد ، ولدت وأنت تتوق لاستكمال درب جهاد الآباء والأجداد ، ونشأت وأنت تردد مع شاعر فلسطين " أبي سلمى "
يا فلسطينُ ولا أغلى ولا أحلى وأطهر كلما جاهدتُ من أجلكِ أحببتكِ أكثر
وقد نهلت في مخيم جباليا دروس العقيدة والثورة في مدارس وكالة الغوث متميزاً في دراستك ، متفوقاً على أقرانك ، قيادياً فيهم ، ولم يطل بأهلك المقام في مخيم الجهاد والثورة في جباليا حتى انتقلوا إلى خندق آخر من خنادق الثورة إلى معسكر البريج ، وقد جمعت الأيام الأخيرة بين المخيمين في تواصل الدم والشهادة والإرهاب الصهيوني ، وهناك أكملت دراستك الثانوية وحصلت على علامات عالية في الثانوية العامة " التوجيهية " أهلتك لدخول كلية طب الأسنان التي كنت ترغب فيها بجامعة القاهرة ، وأعانك ذكاؤك الخارق ، وذاكرتك المتميزة على الجمع بين الخيرين : الانتماء المبكر إلى الحركة الإسلامية في قطاع غزة ونشاطك الدعوي المتميز فيها ، وتفوقك في الدراسة ، بحيث أصبحت أحد أهم المسئولين عن النشاط الطلابي الإسلامي الفلسطيني في الجامعات المصرية ، لتعود بعد التخرج داعية وقائداً قد استكمل شروط القيادة مقرباً من الشيخ المجاهد الداعية أحمد ياسين الذي أحبك كثيراً ، وأكبر صدقك وإخلاصك ، وكيف لا وأنت قد شكلت معه ومع الشهيد القائد صلاح شحادة وبعض إخوانكم النواة الأولى للجهاز العسكري في قطاع غزة ، وجمعتم الكثير من السلاح استعداداً للجهاد والمقاومة قبل أن يتم اعتقال الخلية من قبل الصهاينة عام 1983م ، ويحكم على الشيخ أحمد ياسين بثلاثة عشر عاماً ، وعليك بثماني سنوات تخرج بعدها أشد مضاء وأقوى شكيمة وأحرص على الجهاد والمقاومة ، ولم تفتّ سنوات السجن ، ولا فقد ولدك الأكبر أحمد الذي كنت تحبه حباً شديداً وأنت في سجون الصهاينة في عضدك ، بل زادتك يقيناً وثباتاً ، ولم تتوقف عن خدمة شعبك طبيباً للأسنان بالعلاج المجاني لفقراء شعبك في عيادتك في مخيم جباليا منذ تخرجك ، بل زدت من علمك بتخصص جديد في التصوير الإشعاعي لتصبح خبيراً وأخصائياً متميزاً في خدمة شعبك المجاهد الصبور عملاً وجهاداً ودعوة وتوعية
أيها الشهيد الكبير :
كم كانت مرارة نفسك ونفوس شعبنا الفلسطيني عندما تم توقيع اتفاق أوسلو التفريطي الذي فرط بثمانين في المائة من أرض فلسطين ، وأراد أن يحرمك ويحرم شعبنا من الجهاد لتحرير قريتك بيت دراس وغيرها من مدننا الحبيبة وقرانا العزيزة ، لذا فقد عارضته كما عارضه شعبنا في الداخل والشتات بشدة ، مما دفع أجهزة أمن سلطة الحكم الذاتي إلى اعتقالك واعتقال الآلاف من أبناء " حماس " وغيرها من أبناء التنظيمات المقاومة لتلقى من التعذيب مالا تحتمله الجبال الرواسي بتهمة قيادتك للجهاز العسكري السري لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " في غزة خلال ثلاث سنوات من الاعتقال الأول ، لقيت فيها أشد أنواع التعذيب حتى نقص وزنك أكثر من أربعين كيلوجرام ، وكُسـرت أضلاعك ، ونقلت إلى مستشفى الشفاء سراً بين الموت والحياة مرات عديدة، وكنت تردد :
وظلم ذوي القربى أشد غضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
ولم تكتف سلطة الحكم الذاتي بتعذيبك بل عمدت إلى قطع رزق أطفالك السبعة وأمهم فعمدت إلى فصلك من عملك كطبيب في إدارة صحتها ، مما دفعك إلى العمل طبيباً في الجامعة الإسلامية بغزة ، ومع ذلك كنت ابن حركتك " حماس " البار في الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وعدم الانجرار إلى الصراع والفتن والحرب الأهلية ، حريصاً على توجيه الرصاص .. كل الرصاص إلى صدور الأعداء الصهاينة ، وتحريم توجيهه إلى صدور أبناء الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد .
وعلى الرغم من ملاحقة العدو الصهيوني الإرهابي لك ، وعلمك بمتابعة العملاء لك ، ورصدهم المستمر لحركاتك وسكناتك ، إلا أن ذلك كله لم يشغلك عن الدعوة إلى الله وإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية بين أبناء شعبك وأبناء المقاومة وفي الجامعات ، ولم يشغلك السجن والبلاء عن التوعية والإرشاد الأمني والديني والوطني من خلال نشر عدة كتب منها : " معالم في الطريق لتحرير فلسطين " ، والصراع السكاني في فلسطين " وعشرات الدراسات والنشرات والمقالات .