|
آه لو أنّه تبلد حسّي |
وتقوقعت حول حاجات نفسي |
لرأيت الدنيا على خير وجه |
وكأني في كل يوم بعرس |
ما لنفسي من الحياة مزيد |
من هناء تغدو إليه وتمسي |
أنا زوج محبّب ومحبّ |
وأب يزدهي بأطيب غرس |
وأنا الجدّ يستريح لحضني |
حفدائي من كل لون وجنس |
وأنا ابن أناله والداه |
بركات الرضى وقرّا برمس |
وأنا الأخّ والأخوة فيض |
من حنان يحيط فيّ كلبسي |
وحواليّ في بلادي رفاق |
قربهم فرحتي وسعدي وأنسي |
وسخاء الأبناء حرّر فكري |
من عناء استعباد (قرش وفلس) |
غير أني برغم ما أنا فيه |
لاأراني إلا بحالة بؤس !!! |
شاأني الله شاعرا وابتلاني |
بالمجانين من شياطين شعري |
وسوسات من كل فجّ عميق |
بين سرّ في الوسوسات وجهر |
وانفعالي بكل أمر صغير |
أوكبير في الكون ، يوقر ظهري |
حاكم ظالم وشعب ضعيف |
وغنى فاحش وكافر فقر |
وحقوق مهضومة لشعوب |
من شعوب ذاقت مرارة قهر!!! |
وبلادي تجزّأت وتولى |
أمر أجزائها عصابات شرّ |
بعضها ضدّ بعضها في عداء |
ما لأيّ منها به أيّ عذر |
تتعادى على الصحارى |
وتعطي للعدو الغازي ترابا كتبر |
وتعامت عن كل نصح وصمّت |
أذنيها كمن أصيب بوقر |
وإذا شئت أن أغيّب نفسي |
عن مآسي أخبار أرضي وشعبي |
وسوست لي شيطانة الحب تغري |
ما تبقى مني بعشق وحب |
تنفخ الجمر كامنا في رمادي |
وتروّي يباس غصني وعشبي |
فإذا بي أعدو وراء جمال |
أتملاه بين شرق وغرب |
وأعاني وحدي عناء محب |
عاش وهم افتراقه عن محبّ |
لهفة الشوق مثلما عرفتها |
أعين العاشقين ، تحرق هدبي |
وكما يخفق الفؤاد المعنّى |
لإقتراب اللقاء، يخفق قلبي |
أنا بوح على شفاه العذارى |
يتلوّى ما بين مدّ وجذب |
إيه شيطانة الهوى ليس ذنبي |
ما أعانيه في الهوى ، ليس ذنبي |
أنت وسوست لي بما أنا فيه |
من عناء أليس ذلك حسبي!!! |