أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التخوين أفيون الحركة الاسلامية

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي التخوين أفيون الحركة الاسلامية

    هشام النجار : التخوين أفيون الحركة الاسلامية ولا استقامة لها الا بالمراجعات

    حاوره / محمد الدرس

    - الأداء السياسى والميدانى لقادة تحالف دعم الشرعية ضعيف وأضر بالقضية .
    - الدكتور ناجح ابراهيم رأى أن الجماعة غير مؤهلة للعب دور سياسى فى هذه الفترة .
    - الجماعة الاسلامية لها دور فى محاربة الفكر التكفيرى .
    - أبناء الجماعة الاسلامية هم الأولى باهتمامها من أى شئ آخر فى هذه المرحلة .
    - لا أشجع الانتقال من حزب اسلامى لحزب اسلامى آخر لأسباب عديدة .
    - لغة الخطاب والتعامل الميدانى والسياسى والجمود والتعنت .. أسوأ خطايا الأزمة .
    - طارق الزمر خانه حظه وهو شخصية اصلاحية مميزة بعيدة عن العنف .
    - القيادات الاسلامية .. لا بلغت الحسن فى تضحيته ولا بلغت الحسين فى صموده فى الميدان .
    - مصلحة الوطن فوق كل شئ ، فعندما تكون مصر قوية يقوى الاسلام .
    - الجماعة الاسلامية لا تتحمل ضربة أمنية أخرى .. بعكس الاخوان .
    - التخوين أفيون الحركة الاسلامية ، والتحالف الوطنى شل حركتهم وتفكيرهم .
    - أسوأ ما سيسجل فى تاريخ الدكتور مرسى تقديمه السلطة على حقن الدماء .
    كانت هذه أهم نقاط الحوار مع الكاتب والأديب هشام النجار القيادى السابق بحزب البناء والتنمية ، والى تفاصيل الحوار الذى أجراه معه محمد الدرس .
    س : هل فى الجماعه الاسلامية تياران متصارعان ، وما علاقتها بأنصار بيت المقدس ؟
    ج : ليست هناك علاقة تربط بين الجماعة الاسلامية وأنصار بيت المقدس ؛ فتاريخ الجماعة الاسلامية معروف منذ نشأتها فى جامعات الصعيد ، مروراً بفترة الصدام مع نظام الرئيس مبارك والمحنة ، وانتهاءاً بمبادرة انهاء العنف والمراجعات والفرز الذى تم اثرَ انتخابات مجلس الشورى الشهيرة وعلى اثره فضلت قيادات تاريخية مؤسسة قادت المبادرة والمراجعات كالدكتور ناجح ابراهيم والشيخ كرم زهدى وغيرهما الاستقلالية ، وهذا ليس على خلفية اختلاف بين القيادات حول القضايا الكبيرة كنبذ العنف وانهاء الصدام مع الدولة واعتماد المنهج السلمى فى التغيير ، انما كان من منطلق الخلاف حول بعض القضايا الفرعية التى كانت محل خلاف قديم .
    س : ما هى أهم نقاط الخلاف ؟
    ج : القضية الهامة الأولى أن الدكتور ناجح ابراهيم رأى عدمَ الاسراع وتعجل الانغماس فى الشأن السياسى حتى تشم الجماعة نفسها وترسخ مفاهيمها الجديدة وحتى يتم تأهيل جيل جديد من القيادات الشابة لديها المقدرة والاحترافية على تحمل مسئولية الممارسة السياسية المتوازنة البناءة الهادفة المنضبطة ، لكن الفريق الآخر فضل الاسراع فى هذا الأمر بشخصيات غير مؤهلة تماماً لخوض هذه التجربة وبخلط بين الحزبى والدعوى والسياسى والعقدى ؛ فالخلاف اذن كان فى ترتيب أولويات المرحلة ، حيث رأى فريق – وهو الذى فضل الاستقلالية – ضرورة ترميم شروخ الفترة الماضية والتى كان لها أثراً بالغاً على الجماعة ككيان وعلى الأفراد نفسياً واجتماعياً واقتصادياً ورأى أن الجماعة تحتاج من قيادتها جهوداً مضاعفة لادماج أبنائها فى المجتمع من جديد واعادة الثقة المفقودة بين الجماعة وبين فئات المجتمع المصرى ، والأهم فى حاجة لترويج مفاهيم المبادرة وتقديم الجماعة للرأى العام المحلى والدولى بالشكل اللائق لتصحيح الصورة المشوشة السابقة . لكن الفريق الآخر خالفَ هذا الرأى فكانت القفزة الواسعة السريعة غير المنطقية من السجون والمحنة الى صدارة المشهد السياسى ، فحدثت أخطاء كثيرة أدت لما نراه الآن ، وأثبتت الأيام حكمة مهندسى المبادرة ومنظريها من قبل ورؤيتهم البعيدة . أما قضايا نبذ العنف ومحاربة التكفير وعدم العودة للسلاح والتنظيمات السرية والأجنحة العسكرية .. الخ ، فهذا كله متفق عليه بين الجميع .
    س : ما دور الجماعة الاسلامى فى الحد من الفكر التكفيرى ومحاربته ؟
    ج : كان للجماعة الاسلامية داخل السجون - ومع أعضاء جماعات التكفير من سيناء على وجه الخصوص - ، جولات من الحوار والنقاش قادها الدكتور ناجح ابراهيم ، أفرزت عودة الكثيرين منهم الى المنهج الوسطى المعتدل .
    س : ما تفسيرك لتنامى هذا الفكر وقوته فى سيناء ؟
    ج : تنظيم أنصار بيت المقدس هو مزيج من تكفيريى سيناء – خاصة تنظيم التوحيد والجهاد – وبعض التكفيرين القادمين من غزة ، وقد تطورت عملياته وتركزت بعد 30- يونيو على الأهداف المصرية ووحدات الجيش ودوريات الشرطة ونقاط الحراسة .. الخ ، لأسباب تتعلق برغبتهم فى اثبات الوجود ومحاولة لكسب مؤيدين من شباب الاسلاميين المفجوعين فى اسقاط الدكتور مرسى ، وجرهم الى مستنقع التكفير والعزلة وانتهاج العنف فى التغيير ، ليثبتوا لباقى الاسلاميين أن السير فى طريق الديمقراطية والمنافسة السلمية والمصالحة مع مؤسسات الدولة كان خطأً وأن الصحيح والمجدى هو فكرهم التكفيرى ونهجهم التدميرى – بحسب تصورهم –
    س : ماهى حقيقه الاستقالات التى توالت بعد انفصالك عن الحزب ؟
    ج : لا أتابع هذا الملف وهو لا يعنينى بالمرة ، انما الذى أهتم به الآن هو ايصال رؤيتى ونصائحى المتواضعة لعموم شباب الحركة الاسلامية – وليس للجماعة الاسلامية فقط - ، لانهاض روح الايجابية والتفاعل الثرى المؤثر فى الأحداث ، خاصة فى مثل هذه الظروف الحرجة التى تمر بها مصر ، ولخلق مناخ صحى للعمل يتيح التنوع والرأى والرأى الآخر واحترام الاختلاف داخل الفصيل الواحد ، وينهى عهد الأحادية وقداسة الرموز والسير فقط كعميان وفق تعليمات وارشادات القيادة . فالعمل الحزبى والسياسى يحتملُ ويتيح المشاركة والايجابية واختلاف وجهات النظر والجدال ، وهو يختلف تماماً عن عمل الجماعة الذى تحكمه آليات ومفاهيم ووسائل مختلفة عن الحزب فى طريقة اتخاذ القرار وتعاطى القيادات المختلفة مع الأحداث .
    س : ماذا تفعل الآن بعد استقالتك ؟
    ج : اهتمامى الآن مُنصب على الكتابة والتأليف ، ولا أعطى أهمية كبيرة لردود الأفعال المُسيئة والمتشنجة التى أعقبت اعلان الاستقالة ، التى أردتها مجرد اضاءة للآخرين ، للتنبيه أنه هناك خلل كبير فى طريقة التعامل مع أحداث جسام قد يتهدد كيان الحركة ككل وكيان الوطن ، وعلى الجميع أن يتحمل مسئوليته بحسب موقعه ، أما من يصمت فى مثل هذه التحديات الخطيرة وهذا الخطب الجلل ، فهذا هو الخذلان بعينه وهذه هى السلبية وذاك هو الهروب ، خاصة اذا كان التزام الصمت من أناس نعدهم مفكرين وقيادات اصلاحية مؤثرة .
    س : سمعنا عن انضمام عناصر من حزب النور الى حزب البناء والتنميه هل من الممكن ان يحدث دمج بينهما بعد رحيل النظام الاسلامى ؟
    ج : كل شئ وارد هذه الأيام ؛ فالاجتهادات متنوعة ومتباينة وبينها مسافات شاسعة من أقصى اليسار الى أقصى اليمين بحجم المرحلة ووقائعها المذهلة والمُحَيرة ومتغيراتها المتسارعة . لكن – وبغض النظر عن هذه الواقعة بالتحديد وبشكل عام – لا أشجع الانتقال من حزب الى حزب خاصة فيما بين الأحزاب الاسلامية لعدة اعتبارات : أولاً : هذا الاجراء سيزيد من الفجوة وروح التشاحن بين فصائل الحركة الاسلامية فى وقت تحتاج فيها الى تبريد سخونة المشاحنات والملاسنات والتخوين المتبادل . ثانياً : أفضل ابتداءاً الاصلاح من داخل الحزب ذاته واعلان الموقف المختلف وابداء وجهات النظر المتعارضة بقوة وصرامة ، فان لم يجدوا استجابة ولم يعد هناك بد من الانسحاب فليكن ، ولكن ليظلوا محايدين دون الانضمام لهذا الفريق أو ذاك وليتريثوا وليدرسوا المسألة من كافة أبعادها وأوجهها ؛ فلكل فصيل وكل حزب ايجابياته ومثالبه واجتهاداته الصحيحة والخاطئة ، وظنى أن هؤلاء المُشار اليهم قد انتقلوا الى البناء والتنمية على خلفية دينية وتفسير حول ما اذا كان هذا الحزب أقرب أو أبعد من نصرة الدين والشرع والمقدسات ، وليس على أساس سياسى يحتمل الأخذ والرد والقبول والرفض ، ولو كانوا فكروا بناءاً على هذا الاعتبار الأخير لما اتخذوا موقفهم هذا ؛ فالموقف السياسى متغير وقد نكتشف عما قليل أن هذا الحزب بموقفه هذا كان أقرب لمصلحة الشرع من ذاك بالرغم من أن القراءة الأولية الظاهرية لا توحى بذلك . ثالثاً : هذه الانتقالات ستغذى مشاعر التفوق على أساس دينى بين الأحزاب ، وهذه آفة كبرى فى الأحزاب الاسلامية ، حيث يعتبر الكثيرون بها – وهم وحدهم دون الحزب الاسلامى الآخر – أنهم الأحق والأقرب لنصرة الدين والشرع وأن الآخر متخاذل وخائن للشرع والدين ، أما الحقيقة والواقع فمختلف تماماً وبعيد عن هذه النظرة ؛ حيث تخوض تلك الأحزاب صراعاً وتنافساً سياسياً بمرجعيات وخلفيات اسلامية ، وكل منهم له وجهة نظره فى رؤاه وطريقة تطبيق برامجه وفى آلية وطريقة نصرة الشرع ، وقد يكون هذا على صواب أو خطأ فى اجتهاداته ، لكن الذى يظل يحكمنا هو المتغير السياسى الذى يستوعب فقط صاحب الحنكة والمرونة والبدائل فى مواجهة مواقف مختلفة وواقع دائم وسريع التغير ، وهناك من ينظر الى أن الحكم هى الثوابت ، وهذا فى ظاهره صحيح بشكل عام من خلال الممارسة الحياتية ، أما فى السياسة فالواقع مختلف وهو واقع طارد للجمود والتعنت والتقليد . رابعاً : القضية متعلقة بالأحزاب وبقياداتها وأفرادها كذلك ، والحزب قائم على جهود أفراده وابداعاتهم وبالجديد الذى يقدمونه يظهر اختلافه وتميزه ، وهنا كان الأجدى ابقاء التميز الحزبى واللون الفكرى من خلال سعى الأفراد المختلفين مع القيادات للاصلاح والمراجعة والنقد من داخله أو خارجه ، أما الانتقال بهذه الصورة فلا أراه مُجدياً على اعتبار أن الأحزاب كلها تحتاج الى مراجعات قوية واصلاح كبير ، وعلى مستوى الأفراد يظل الموقف باهتاً جداً وغير مقنع اذا وضعنا عدة أسئلة من قبيل : هل تركوا الأكثر مرونة سياسية الى الأكثر تصلباً وثباتاً على مواقفه ؟ أم تركوا الأكثر تفريطاً فى الثوابت – من وجهة النظر الدينية للبعض – الى الأكثر استمساكاً بها ؟ وهل قمتم بجهد ما فى اصلاح ما ترونه عيوباً وتفريطاً فى حزب النور ؟ واذا لم تفعلوا فهل يُنتظر منكم القيام بجهد اصلاحى فى حزب البناء والتنمية ؟ الخلاصة هنا أن هناك ضبابية شديدة وعدم وضوح رؤية لدى الكثيرين للأسف ؛ بأن هذه الأحزاب ما هى الا جهد بشرى محض وأن قادتها ورموزها ليسوا متحدثين حصريين باسم الدين والشريعة ، وأن ما يصدر عن تلك الأحزاب من مواقف انما هى اجتهادات بشرية فى واقع سياسى متغير لا تحتمل التكفير والتخوين عند الخطأ ، ولا تستتبع المفارقة على أساس عقائدى بقدر ما توجب المصارحة والنقد واعلان الموقف . أما بشأن امكانية ادماج هذا فى ذاك فهذا بالطبع مستبعد لأسباب كثيرة يطول شرحها ، لكن السبب الأهم هو ما وصلت اليه الأحزاب الاسلامية من مفاصلة وتراشقات تخوينية على أساس دينى ، بسبب تراكمات الفترة الأخيرة التى وصل فيها الاستقطاب الى ذروته ، فيما بين الأحزاب والتيارات الاسلامية والمدنية من جهة ، والاسلامية – الاسلامية من جهة أخرى بسبب الخطأ فى توصيف طبيعة الصراع الحالى ، واصرار البعض على تحويله الى صراع دينى واتخاذ شعارات عقائدية حماسية زاعقة ، مما أضرَ كثيراً بالحركة الاسلامية وحضورها ومكتسباتها السياسية القليلة بعد 25 يناير ، وكذلك أضر بالوطن وبالعلاقة بين فئاته وطبقاته وطوائفه .
    س : ما هو السبب الحقيقى فى انفصالك عن الحزب ؟
    ج : السبب الحقيقى أعلنته فى حينه وبالتحديد يوم الأحد 25أغسطس ، وكان اعلان الاستقالة يوم 23 أغسطس الماضى ، وقد دارَ أكثر من حديث بينى وبين قيادات فى الحزب ، أعربتُ خلالها عن رفضى لكثير من التصرفات وكانت هناك تراكمات كثيرة جعلتنى أفكر كثيراً فى الانسحاب والاكتفاء بمكانى الطبيعى ككاتب وأديب ومشرف ثقافى للموقع الاليكترونى الذى يشرف عليه فضيلة الدكتور ناجح ابراهيم . وأستطيعُ حصرَ أسباب الاستقالة فيما يلى : أولاً : كان لى اعتراض كبير ودائم على لغة الخطاب والخلط بين السياسى والعقدى والدعوى والحزبى ، وربما كانت المشاركة الوحيدة لى على منصة فى مليونية كانت فى مليونية " نبذ العنف " وحاولت الاعتراض على بعض ضيوفها ولهجة بعض متحدثيها على المنصة حتى لا يوظفه الاعلام توظيقاً سلبياً لكن دون استجابة ، وانسحبتُ منها مبكراً اثرَ مشادة مع أحدهم ورفضتُ يومها تكليف الظهور فى الفضائية المصرية – وهناك تفاصيل لمواقف أخرى أفضل الاحتفاظ بها - وفى آخر ظهور لى على التلفزيون يوم 26 يونيو الماضى وكان بفضائية " ماى سات " المعبرة عن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية رفضتُ الخلطَ فى الخطاب وحدة اللهجة وتصعيدها ، بل طلبتُ – وهذا مسجل فى الحلقة - وقف جميع الخطب على المنصات والاكتفاء برسالة العدد وحجم الحشد مع بيان منضبط ومتوازن فى نهاية كل مليونية . ومنذ ذلك التاريخ وأنا أرفض الظهور التلفزيونى وتكليفات الحزب بالذهاب الى الفضائيات ، ومن يومها بدأتُ فى مراجعة قرار انضمامى للحزب . ثانياً : كان التعامل الميدانى من القادة الاسلاميين وقادة تحالف دعم الشرعية – ومن ضمنهم قيادات الجماعة الاسلامية – مخزياً ومؤسفاً ، ففى الوقت الذى كانوا يحشدون الناس على أساس الصراع الدينى والعقدى وأنه جهاد فى سبيل الله ونصرة للاسلام والشرع ، ولاقى هذا الخطاب استجابة الغيورين على الدين ممن لديهم استعداد لفداء الاسلام بأرواحهم من المصريين ، لم يكن هناك ضمانات واستعدادات لحماية هذا العدد الهائل من الجمهور مع وجود مؤشرات قوية لمهاجمة الميدان واقتحامه بالقوة ، وبدلاً من أن يعلن هؤلاء القادة الانسحاب مع الخسائر الأولى ووقوع أول شهيد وأولى نُذر الفجيعة ، ظلوا على نفس الخطاب والدعوة للصمود حتى حدث ما حدث وشاهده العالم كله بحسرة وحزن ، وأنا – قبل تحميل الجيش وأجهزة الأمن المسئولية – أحمل المسئولية لتلك القيادات التى كانت صدمتى فيهم مُفجعة ، عندما هربوا جميعاً دون أن يسقط دم واحد منهم على أرض المواجهة ، وفروا تاركين الأبرياء غير المدركين للأبعاد الحقيقية للصراع لمصيرهم فى موقف مزرى عنوانه العار لتلك القيادات ، التى ما بلغت تضحية الحسن بن على بالتنازل عن الأحقية فى الحكم وشرعيته كحاكم منتخب حقناً للدماء ولمصلحة الأوطان ، ولا بلغوا فى المقابل تضحية الحسين بن على فى ساحة الفداء سعياً لاسترداد السلطة من يزيد بن معاوية ، حيث كان قائد الميدان وحاشد الجموع هو الفدائى الأول فى مركز الدفاع عن النساء والأطفال ، فيُقتلُ هو صامداً حتى آخر قطرة من دمه ، مُحارباً حتى وهو مصاب وقد خُلعَ كتفه وكُسرت يده ، ولينجو الأطفال والنساء ، أما ما حدث فى رابعة العدوية للأسف الشديد فهو العكس ، فمن نجا هرباً وفراراً هم القيادات التى شحنت وحشدتْ وغذت هذا التجمع الغفير دينياً ، ومن صمدَ هم الشباب والأطفال والنساء ؛ ومن قُتلَ هم الأبرياء من المعتصمين ، فلا بلغَ هؤلاء القادة " الحسنَ " فى تضحيته ولا بلغوا الحسين فى تضحيته وبسالته فى ميدان المواجهة ، ولا ضحوا سياسياً ولا ضحوا ميدانياً . ثالثاً : كان التعاطى السياسى مع الأزمة من قبل تحالف دعم الشرعية فى منتهى السوء ، ودل على أن من يتخذ القرار ويدبج البيانات ليس له دراية بالممارسة السياسية ولا قراءة المشهد الاقليمى والدولى والمحلى وكيفية التفاعل السريع والايجابى معه والتعاطى مع كل مرحلة بالأسلوب والخطاب الذى يناسبها ، وهذا أثر كثيراً على موقف مؤيدى ما قبل 30- 6 وسبب لهم خسائر سياسية فادحة مع استمرار نزيف الدم ، وهذا بسبب عجز القيادات عن استثمار الفعاليات القوية على الأرض لاحراز مكاسب سياسية وتحسين وضع التحالف بصورة مبكرة قبل تدهور الأوضاع . رابعاً : بالنسبة لحزب البناء والتنمية ، لم يتغير موقفه كثيراً ولم يختلف عن موقف التحالف رغم قوته كحليف قوى للاخوان المسلمين وتأثيره الكبير فى الوجه القبلى وامتلاكه أرواق مهمة يمكن اللعب والضغط بها على طاولة المفاوضات ، فى حال اتخاذ موقف ايجابى والخروج بمبادرة منضبطة مدروسة مبكرة تخلق واقعاً جديداً على الأرض وتجبر الطرف الآخر على الجلوس للتفاوض لانهاء الأزمة لمنع استنزاف الجيش والحركة الاسلامية معاً فى صراع لا طائل من ورائه . ورأيتُ ضرورة اقناع الاخوان بالمصالحة والسعى اليها بتقديم تنازلات واتخاذ خطوات عملية على الأرض تخلق مناخاً من الثقة وتعطى انطباعاً بجدية السعى الى الصلح ، وقلتُ لو رفض الاخوان ذلك فلتنسحب الجماعة الاسلامية من التحالف – فليس تنظيماً وكياناً مقدساً – وتقوم بالخطوة منفردة وليتحمل الاخوان وحدهم تبعات التصعيد على الأرض . وقد اقترحتُ مبادرة من ستة عشر بنداً وقدمتها لقيادات الجماعة والحزب يوم الثلاثاء 20 أغسطس وبها نحمى مصر وننقذ الوطن ونحقن الدماء ويقدم الطرفان تنازلات وصولاً لتفاهم مشترك ينهى الصراع . وظللتُ أتابع تفعيل هذه المبادرة مع المكتب الاعلامى للحزب أو طرح غيرها قبل جمعة 23 أغسطس لتدارك اضعاف الموقف التفاوضى للتحالف بالنظر الى تسارع الأحداث وتعقد الأمور وانتشار العنف ، الا أن الأمور كانت تدار بشكل وبعقلية مختلفة تماماً فى اصرار على الوصول بالصراع الى نهايته بالتمسك بنفس المطالب دون تنازلات ، وبالاكتفاء بردود الأفعال وبيانات الشجب والرفض اليومية الصادرة عن قيادة الحزب . وفوجئتُ أن مقالاتى توقف نشرُها على المواقع المعبرة عن الحزب والجماعة بسبب جنوحها الى الصلح والتهدئة وتقديم حقن الدماء .. الخ ، ، مع نشر مقالات أخرى لقيادات بالحزب بها الكثير من الوعيد والتهديد المباشر والقليل النادر من التحليل والرؤى . وهنا فضلت الانسحاب النهائى من هذا الفصيل ، مع بقائى خادماً للفكرة الاسلامية التى أؤمن بها ، لكن على طريق مختلف وبآليات مختلفة ، سعياً لممارسة أرقى وتطويراً للخطاب الاسلامى المتوازن وترسيخاً لروح الايجابية والمراجعة .
    س : لماذا لاتعود الجماعة الاسلامية للدعوة مرة أخرى فى المساجد فقط والبعد عن السياسة ؟
    ج : فى الأساس كانت بداية الجماعة الاسلامية كجماعة دعوية تهتم بايقاظ الوعى المجتمعى دينياً وثقافياً وتبصير الشباب بقضايا الأمة وبتعليم الأجيال صحيح الدين والدفاع عن الرموز والثوابت واحياء السنة واماتة البدعة بممارسة منضبطة وواعية لواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . وقد مرت الجماعة الاسلامية خلال عمرها القصير بتحولات ضخمة لا تناسب قصر عمرها فى الساحة المصرية بالمقارنة بجماعة أخرى لها ماض بعيد وتاريخ ممتد الى عشرينيات القرن الماضى كالاخوان المسلمين ؛ مما يؤكد وجهة النظر القائلة بأن الجماعة الاسلامية كانت تحتاج الى مجهودات كبيرة ووقت أطول وسنين أخرى من الاعداد والتأهيل قبل الاضطلاع بمهمة سياسية كبيرة فى بلد بحجم مصر ، خاصة وأن الجماعة خارجة لتوها من محنة كبيرة وطويلة اثر تجربة مريرة اصطدمت خلالها مع السلطة القائمة مخلفة عشرات الضحايا من الجانبين ، فضلاً عن مخلفات تجربة الاعتقال الطويلة النفسية والمادية والاجتماعية ، بما يشير فعلياً أن الجماعة كانت تحتاج الى فترة طويلة من الاستجمام الفكرى والرضا بالمسئولية الدعوية والاجتماعية فى طريق انشاء أجيال جديدة مزدهرة بالعلم الغزير وناضجة بالفهم المستنير وثرية بالتجارب ، لتبدأ على بصيرة وبانضباط تام فى تقديم تجربتها الفريدة المميزة فى المشاركة المجتمعية والسياسية ، يكون هدفها الأساسى الانضواء تحت راية هذا الوطن وتقديم مصالحه العليا على كل شئ ، فمصلحة مصر فيها مصلحة الاسلام وفيها اعزاز الدين . وبمناسبة المقارنة بين وضع الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية – وكان هذا سبباً فى الحاحى على عدم استمرار الجماعة فى تحالف واحد مع الاخوان المسلمين – ؛ فضربة أمنية أخرى للجماعة الاسلامية تستهدف أفرادها الخارجين لتوهم منهكين مادياً واجتماعياً من المعتقلات ستكون هى الضربة القاصمة ، أما الاخوان فهو كيان تنظيمى شاسع ومتماسك الى حد كبير ، وقادر على التعويض والضخ كيفاً وكماً ، ولديه الامكانيات المادية والعددية – فضلاً عن الامتداد الخارجى – مما يؤهله لامتصاص ضربات أمنية قوية بهذا الحجم والعودة من جديد للمواصلة . .
    س : كيف ترى التحالف الوطنى لدعم الشرعية ؟
    ج : يرى البعض ميزات للتحالف الوطنى لدعم الشرعية بادعاء أنه وحد الاسلاميين فى مواجهة التحديات .. الخ ، وأرى أن هذا الحلف أضعف الاسلاميين كثيراً وشل حركتهم ودمر تفكيرهم وحرمَ الحركة المرونة والتنوع واستصحاب البدائل التى تقى الصدام وتمنع اراقة الدماء كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فصحابته منهم من كان يرى التصعيد وعدم التنازل وكان هو يرى عكس ذلك ، وانسحبت كل مساوئ تنظيم الاخوان المسلمين فكراً وأداءاً سياسياً على الاسلاميين جميعاً بحيث أصبحت فصائل الحركة الاسلامية نسخة طبق الأصل من الاخوان ؛ على الرغم من أن أهداف الاخوان السياسية – لا الفكرية والعقدية – تختلف عن أهداف الفصائل الأخرى ؛ بصورة أعطتْ انطباعاً أن الاخوان توظف الحركة الاسلامية كلها فى صراعها على السلطة فى مواجهة الجيش . والاخوان لا يُوظفون الاسلاميين وحدهم ، بل الملايين فى الشارع لتحقيق أهداف أصبحت واقعياً مستحيلة التحقق .
    س : وما دورك فى هذا الصراع ؟
    ج : حذرتُ فى مقالاتى من دخول كل الفصائل الاسلامية فى أتون هذا الصراع ؛ فهذا يضر بالدعوة وبأدوار الحركة الأخرى الاجتماعية والخيرية . وكذلك ينبغى الى النظر الى المصالح والمفاسد بحسب ظروف المرحلة ، فاذا كانت بعض التنازلات ستبقى على بعض المكاسب فلا ضرر حتى لا يخسروا كل شئ ، واذا كان الاصرار على البقاء فى المشهد السياسى والمنافسة على كرسى السلطة ستعصف بالدعوة وستضر بمستقبل الحركة الاسلامية وبأبنائها ، فينبغى التضحية بهذا الحضور السياسى ولو بشكل مؤقت حفاظاً على الدعوة وترميماً للعلاقة التى اهترأت بين الاسلاميين وعموم الشعب . واجمالاً نرى أن الانغماس فى الصراع السياسى أضر بالدعوة ضرراً بالغاً ، وكذلك التنافس بين الفصائل الاسلامية أضرَ بواقع الحركة ، فالجميع أرادَ منافسة الاخوان المسلمين فى مضمار السياسة كل على طريقته ؛ فمنهم من حالفهم ومنهم تحالف ضدهم ، ونسوا جميعاً أن هناك مجالاً أرحب لخدمة الوطن والاسلام من تلك المُمَاحكات الصغيرة والمساحات الضيقة ، وفيها يتميز كل فصيل عن الآخر ، وهذا هو الابداع الحقيقى والعطاء الحقيقى ، خاصة أن تلك المجالات الدعوية والعلمية والخيرية هى ما عملت ونبغت فيها تلك التيارات منذ البداية .
    س : من القائم بعمل طارق الزمر بعد هروبه ؟
    ج : لا أدرى شيئاً عن سر اختفاء الدكتور طارق الزمر رئيس الحزب عن المشهد ، لكن ما أتذكره أن آخر تدوينة له على تويتر مع بداية الأزمة كان مضمونها الدعوة لقبول الانتخابات الرئاسية المبكرة ، وهذا موقف سياسى متطور ومبكر من قيادة بهذا الحجم ، كان يجب النظر اليها بعين الاعتبار ، وما أراه أن صوت الداعين لعودة الوضع على ما كان عليه قبل 3 يوليو كان هو صاحبَ الغلبة منذ البداية . وعتبى على الدكتور طارق أنه لم يدافع بقوة عن موقفه التاريخى الهام ، خاصة أنه يتمتع حينها بصلاحيات قوية كرئيس للحزب تتيح له التواصل مع وسائل الاعلام واعلان موقفه على الرأى العام ، مع بذل الجهود فى المضى بحزبه الى الانفراد بموقف سياسى مسئول يضمن للحزب نسيجه وتفرده ولونه السياسى الخاص به ، بعيداً عن اختيارات الاخوان المسلمين ، التى سارت بالحركة الاسلامية كلها نحو هذا المصير المؤسف ؛ فالتيار الاسلامى كله اليوم متهم ومطارد ومنعزل عن المجتمع ، بعدما كان قبل شهرين فى سدة السلطة وفى صدارة المشهد السياسى . وأنا أستبعد ضلوعَ الدكتور طارق الزمر فى أعمال عنف أو التحريض عليها فهو أعقل من هذا بكثير ، وأتصور أن حظه خانه فقد كان انتخابه رئيساً للحزب قبيل 30 يونية بأيام قليلة ، ولو كانت الظروف مُواتية وأخذ فرصته فى القيادة لقادَ عملية تغيير اصلاحية واسعة ، وأياً كان اسم من ينوبُ عنه الآن فى قيادة الحزب ، فطريقة التعاطى مع الأحداث ومستوى الأداء السياسى تدلنا بسهولة على أنه أقل بكثير من طارق الزمر حنكةً ومرونة وفهماً ووعياً وادراكاً للتحديات والمخاطر واستشرافاً للمستقبل .
    س : هل من الممكن اتحاد المنشقين عن الجماعة والدعوة الى العمل الدعوى والابتعاد عن السياسة ؟
    ج : أتمنى ألا تحدث انشقاقات وأن تحافظ الجماعة الاسلامية على تماسكها تحت قيادة رشيدة حكيمة ، تُعيدُ كيان الجماعة ككل الى دورها المنوط بها والى خطها الأصيل الذى يميزها عن غيرها ؛ وهذا الخط هو الدعوة والهداية بخطاب بليغ رصين عاقل ، أما الصدام والصراع فكان طارئاً على الجماعة لفترة محدودة وقد اضطرتْ اليه اضطراراً فى مرحلة لها ظروفها الخاصة ، أما اليوم فكان ينبغى استغلال مناخ الحرية استغلالاً جيداً بالاندماج فى المجتمع وتصحيح الصورة الخاطئة التى لازالت عالقة فى أذهان معظم المصريين ، أن الجماعة الاسلامية جماعة عنف وصدام وليست جماعة دعوة وهداية . وهذه الجماعة كتنظيم يحتاج منها أبناؤها الكثير والكثير من الاهتمام – وهذا أقوله عن دراية – وأزعمُ أن مسئولية الجماعة تجاه أبنائها وقواعدها فى مختلف المحافظات لتعوضهم وترمم جراحهم الكبيرة أسرياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً ، أسبق بمراحل وأولى ملايين المرات من مسئولية الجماعة تجاه المجتمع والناس . وللأسف كانت المرحلة الماضية منذ 25 يناير داخل الجماعة هى مرحلة نخبة أكثر من أى شئ آخر ، وللأسف أيضاً فان الأفراد العاديين هم من يدفعون الثمن فى جميع الأحوال .
    س : هل هناك علاقه او تنسيق بين القاعدة والجماعة ؟
    ج : لا ليس هناك تنسيق ولا تواصل بين تنظيم القاعدة والجماعة الاسلامية ، والجماعة الاسلامية تختلف فكراً وممارسةً عن تنظيم القاعدة ، وهذا منشور فى كتب وأدبيات الجماعة الاسلامية ومؤلفات قادتها ، خاصة الدكتور ناجح ابراهيم والدكتور عصام دربالة ، وقد أصلوا الردود على فكر هذا التنظيم شرعاً وواقعاً باسترسال واسهاب مُستفيض . والجماعة الاسلامية طلقت العنف والسلاح والصدام الساخن مع الدولة الى غير رجعة واعتبرت مبادرة انهاء العنف خياراً استراتيجياً .
    س : لكن ما هى المشاكل الحقيقية داخل الجماعة الاسلامية ؟
    ج : المشكلة الحقيقية داخل الجماعة الاسلامية تنحصر فى الآتى : أولاً : رغبة البعض فى القيادة والصدارة حرمتْ الجماعة من عقول كبيرة ومفكرة وقامات قيادية رشيدة تدرك قيمة التوافق وتفهم كيف تنجح المبادرات وقادرة على صناعة الأصدقاء وتحييد الخصوم كشخصية الدكتور ناجح ابراهيم الذى خسرته بالفعل الجماعة فى مثل هذه الظروف . ثانياً : الخلط بين الدعوى والسياسى وعدم وضوح الرؤية بشأن استقلالية الحزب عن الجماعة ، وكذلك الخطاب الذى انطلق من كثيرين ممن أسندت اليهم مهمة الحديث باسمها ، كان أقرب لخطاب الوعاظ والدعاة منه الى خطاب السياسيين . ثالثاً : حرق المراحل والقفز الى الأمام بسرعة لا تناسب امكانيات الجماعة البشرية وظروف المرحلة التى تمر بها . رابعاً : الجماعة فى حاجة الى مصالحة داخلية شاملة ، مع نفسها وجذورها الأولى وقادتها ومؤسسيها ورموزها دون استثناء ، وهى مَدينة باعتذار تاريخى للدكتور ناجح ابراهيم والشيخ كرم زهدى ، الذين أرادا الخير وضحيا بالكثير فنالهما ما نالهما من أذى واستخفاف واساءة وجحود ونكران .
    س : متى تكف الجماعة عن التصعيد فى الخطاب السياسى ضد الجيش وتأييد الاخوان ؟
    ج : عندما تعود الى خطابها الأصيل ولونها المتفرد وخطابها المنضبط بالشرع والملائم للواقع ، وعندما تُدرك أن القضية ليست بين الشعب والسلطة ولا بين الحركة الاسلامية والقوات المسلحة ، انما هو صراع سياسى له امتداداته لبداية الخمسينات على السلطة والانفراد بها ؛ لذا كان لدى للاخوان هواجس ومحاذير ونظر الى الماضى واساءة ظنون بالآخر لاعتبارات تخصها وتخص ماضيها ، أما باقى فصائل الحركة الاسلامية فما كان ينبغى أن تتلبس بهذه الهواجس والظنون السيئة والعلاقة المرتبكة مع المؤسسة العسكرية ، وكان عليها أن تدرك أن القضية سياسية فى الأساس وليست دينية ، وأن عدم مراجعة الاخوان المسلمين لأخطائهم قد أوقع الجماعة الاسلامية فى العنف وحمل السلاح فى التسعينات باعتبار تحميل جمال عبد الناصر والجيش كل الأوزار وكأن الاخوان ملائكة لا يخطئون وليست لهم تجاوزاتهم وأخطائهم ، كما أن عدم مراجعة الأخطاء اليوم أدى الى هذا المشهد البائس ، من التحام كل فصائل الحركة الاسلامية مع الاخوان فى صراع جنونى مع الجيش ، والمنطق يقول ، فلنترك الاخوان بمفردهم فى هذه الجولة – ليس تخلياً عنهم – فان كانوا على حق وصدق وفازوا بالمباراة شجعناهم وتمنينا لهم التوفيق فى اصلاح ما تم كسره ، وان كانوا على خطأ ودارت عليهم الدائرة كانت الفصائل الأخرى خارج نطاق هذه الدائرة واحتفظت الى حين بعافية الحركة الاسلامية وتماسكها .
    س : ما هى مصادر الدخل للجماعة والحزب ؟
    ج : هى أفقر الجماعات داخل مصر وحزبها من أفقر الأحزاب والاعتماد على التمويل الذاتى والاشتراكات وتبرعات أهل الخير من المحبين لها .
    س : ما تقييمك لجماعة الاخوان المسلمين ؟
    ج : الاخوان المسلمون جماعة مهمة بلا شك وكيان كبير له حضوره فى المشهد السياسى المصرى ، لكن الشاعر يقولُ :
    يٌقضى على المَرْء فى أيام محْنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسَن
    والعقود الماضية والسنوات التسعون منذ نشأة الجماعة الى اليوم هى أيام محنة لهذه الجماعة ، ومحنتها الحقيقية أنها وضعت الوصول للحكم فى مصر كغاية وأولوية ، وهذا أضاعَ عليها وعلى الوطن الكثير من الخيرات والعقول والكفاءات ، وحول طاقات البناء والنهضة والاعمار والتنمية الى طاقات للصراع والشحن والتنافس البارد حيناً والساخن حيناً آخر على السلطة وكراسى الحكم . ولن تستقيم هذه الجماعة الا بالمراجعات الحقيقية والاعتراف بالأخطاء والاعتذار للوطن ، والبدء من جديد انطلاقاً من التصورات والمفاهيم الجديدة التى أصلتها ، ولن يحالفها النجاح الا اذا تخلت عن هذه الرؤية القاصرة باعادة ترتيب الأولويات وجعل كراسى السلطة فى ذيل القائمة .
    س : وما تقييمك للرئيس مرسى ؟
    ج : أنا أتفق مع الدكتور معتز عبد الفتاح أن الدكتور مرسى يصلح كنائب برلمانى مقبول الأداء ، لكنه لا يصلح رئيساً للجمهورية ، وقد أعطيتُ للدكتور مرسى صوتى فى الجولة الثانية رفضاً لشفيق ، ومع تطورات الأحداث ثبت أن الرجل يفتقد الحنكة وروح رجل الدولة القادر على التعامل مع كافة مؤسسات الدولة لبسط هيمنته ونفوذه وترسيخ سلطته ، وفشل مرسى فيما نجح فيه الرئيس عبد الناصر من كسب الجيش لصالحه ، كما فشلَ فيما نجح فيه الرئيس السادات فى كيفية التعامل مع مراكز القوى والتعجيل بثورة التصحيح ، كما استخف بتذمر قطاع من الشعب ضده واستهان بعدم تعاون مؤسسات الدولة معه ، كما تعامل مع التحديات الاقليمية والدولية بخفة لا تليق برجل مسئول عن أكبر وأهم دولة فى المنطقة ، وسعى خلال عام واحد لتغيير موازين القوى فى عالم تحكمه القوة والمصالح ؛ وبمجرد تلويحه بتهديد مصالح الغرب وبعض القوى الاقليمية والخليجية تمت الاطاحة به سريعاً ؛ فكأنه أراد تحقيق أحلام الاخوان وطموحاتهم السياسية والاقليمية والدولية خلال تسعين سنة فى عام واحد أو أربعة أعوام ، وهذا مستحيل من الناحية العملية ! وأسوأ ما سيُسجل فى تاريخ الدكتور مرسى رغم صلاحه وطيبته أنه فضل السلطة وقدمها على حقن دماء المصريين .
    س : من سيكون بديل للاخوان فى المرحله القادمة ؟
    ج :تمنيتُ أن تقودَ الجماعة الاسلامية أو حزب الوسط الحركةَ الاسلامية بديلاً عن الاخوان فى الفترة القادمة ؛ لكن للأسف فضلا البقاء فى فلك الاخوان ، ووعى حزب النور مبكراً ضرورة التمايز عن الاخوان ، وبما أنه الفصيل الاسلامى الوحيد الذى قبلَ الظهور فى مشهد 30 يونيو وملحقاته ، فهو بحكم الأمر الواقع بديل الاخوان حتى اشعار آخر ، ؛
    س : نصيحتك للحركة الاسلامية .
    ج : فليكف الجميع عن تعاطى أفيون التخوين فهو مدمر للعقل السياسى داخل الحركة وتعاطيه منتشر بصورة مفزعة ، وليتعاملوا مع الواقع بحقائقه ومتغيراته ونتائجه ، وأهم متغير يرفض البعض التعامل معه والاستجابة لنتائجه أن الاخوان قد سقطوا من سدة السلطة بعد عام من الحكم الذى شابه الكثير من القصور

  2. #2
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    وأهم متغير يرفض البعض التعامل معه والاستجابة لنتائجه أن الاخوان قد سقطوا من سدة السلطة بعد عام من الحكم الذى شابه الكثير من القصور
    تحية لك أستاذ هشام

    واسمح لي ببعض التصحيح لما ورد في جملتك هذه وبموضوعية كاملة
    بعيدا عن اي تشنج الأخوان أُسقطوا ولم يَسقطوا بعد عام من الحكم
    الذي شابه بعض قصور وكثير تجني وهجوم

    أصبح معه النجاح بالحكم مستحيلا

    وما نتمناه أن تعي كل الأحزاب الإسلامية الدروس المستفادة من هذه التجربة
    وأقول الكل ولا أستثني أحدا

    مع تقديري الكبير
    ـــــــــــــــــ
    اقرؤوني فكراً لا حرفاً...

المواضيع المتشابهه

  1. الحركة التأريخية و الحركة الانسانية / الجزء الثاني والجزء الثالث
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-07-2016, 12:49 PM
  2. الحركة التأريخية و الحركة الانسانية / الجزء الأول
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-07-2016, 01:48 AM
  3. واقع ومستقبل الحركة الاسلامية
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-01-2014, 12:37 PM
  4. من يَحْْمى الحرَكة الاسْلامية
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-08-2013, 03:18 AM
  5. الحَركة الاسْلامية وفلسَفة أبناءِ الرسُول
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-08-2013, 01:38 PM