شـهقة الغريـق
مؤثرةٌ هي شهقة الغريق
مؤلمةٌ مثلها أدمع الفجر
أجبرتني التخلي عن بعض تفاؤلي
تفاؤلي المتكلف المزعوم
فما عاد أمام الدموع إلا صبحٌ هزيل
وهاهو قد ودع إلى غير عودة
ترك عينيّ وقد سكنها رماد الغروب
غروبٌ بشفقٍ أسود
استأنس الكحل زينة
~*~ ~*~
كل الأماكن استغارت أمامي
تجمعت في قبضة الموت
غدتْ أزمنتي في الأمس البعيد
ولم يعُد للغد أي وجودٌ
ولا حتى في قاموس ألفاظي
~*~ ~*~
الروح تبحر في ضحالة الخوف من الآتي
تستحث خفقات الموت
تهدي الانتحار أنفاسها
تحمل ماءها في غربال الجفاف
ترسله إلى نبع الخريف
تجده ينتظر سحابة تموز
لتقص حكايات السيل القديم
~*~ ~*~
تدق طبول الاحتضار
تروي أهزوجة المسافر
علَّ الريح بامانةٍ توصلها
إلى ما بعد حدود الإنتماء
فتدوي أنشودة بلادي البعيدة
~*~ ~*~
تبحث عن بسمةٍ ضالة
بين خطوط خريطة الاغتراب
لتجدها بعد استهلاك المسافة
وقد غلفت أعمدة القبيلة
وافترشت ساحات المدينة
وما إن سمعت انشودة بلادي
سارعت تمسح دمعةً متحجرة
في أقرب ركنٍ للضياع
~*~ ~*~
وتهتف: اشتقتك بلادي حد الفتون
فهلاّ آتيكِ على رفات المنون
لأنعمَ بدفء حضنك المأمون؟
أم أعود إلى قبل الميلاد
أنتظر الاسكندر المقدوني
ليقيم بيني وبين اغترابي سدا
فأنهل من أساطير الغفاة و ِردا
أفترش شهقات الغريب
وألتحف بقايا أدمع الفجر
21 يناير 2005
تحيااااااتي