..رُبَّما..لنْ تَصِلَ أبَدًا..
لا زالَ يَسْمَعُها، تَهادَى في أروِقَةِ قلْبِهِ الأحْمَق،
يُدْرِكُ أنَّ البَوْصَلةَ لا تُمارِسُ الحِياد; مَعَهُ على الأقَلِّ!..
عِقْدانِ، لَمَّا يَنْطَفِي السُّهْدُ
يَصْطَخِبانِ: القُرْبُ والبُعْدُ
مَهابَةُ الأشْجارِ،
تَنْتابُهُ
فَظِلُّها كالغَيْبِ يَمْتَدُّ
تُغْرِيهِ بالذِّكْرى التي حاصَرَتْ جَناحَهُ،
فَرَيَّشَ الوَجْدُ
أسْلَمَ للحُبِّ تَلابِيْبَهُ
أ بعْدَ هذا، سوف يَرْتَدُّ؟!
تُسافِرُ الأشواقُ في قلبِهِ!
والرِّيْحُ;
تَحْتَ خَطْوِهِ تَعْدُو
والجِهَةُ الحَمْقاءُ،
في مَكْرِها تَبْدُو لِعَيْنَيْهِ، ولا تَبْدُو!!
مُسافِرٌ،
كُلُّ مَحطَّاتِهِ مِن وهْمِهِ;
كأنَّها الوَعْدُ
كأنَّ ذا القَرْنَيْنِ في صَدْرِهِ تاهَ،
فَتاهَ عَنْهُما السَّدُّ!!
مُمَنِّيَ الحُلْمِ بأُرْجُوحَةٍ
يَلْهُو بِها،
فاغْتالَهُ الوَأْدُ
يُصافِحُ الآلامَ..
مُسْتَعْصِمًا
وليس مِنْ عِناقِها بُدُّ!
تَحْتَ حَفِيفِ تِيْهِهِ..
صاخِبٌ
والرِّحْلَةُ العَمْياءُ تَشْتَدُّ
بِعُرْوَةِ الآمالِ مُسْتَمْسِكٌ!
بِحُمْقِهِ; ما زالَ يَعْتَدُّ؟!
صاحَ بِهِ مِنْ ذاتِهِ واعِظٌ
ما هكذا تُوْرَدُ...يا سَعْدُ!
مِنْ ألف رحْلٍ..
لَمْ يَصِلْ موطِنًا
كَيفَ إذَنْ، ودَرْبُهُ وغْدُ!.
مَجِيد،
جيزان-أبو عريش،
6/11/1434هـ