أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: شــــــاهد إحتـــلال

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي شــــــاهد إحتـــلال

    شاهد احتلال
    -1-


    الاعزاء / شهادات على واقع مر جاء بعد حين وان كان منذ ردح من الزمن يحكى على اعتاب مقهورة في ازقة مخيمات فُرضت ان تكون على اجيال واجيال تنتظر على رصيف العودة ان تكمل ذكرياتها تحت شجرة برتقال ياقوية او على باب طابون في اللد او ربما امام شاهد آخر هو انتم / الزملين الصحفيين في جريدة الدستور الاردنية /جمانة ابو حليمة وكمال زكارنة كانوا في وقت مضى قد اقطتفوا شيئا من هذه الحكايات على وقع شهادات مؤلمة ما زالت تتنظر /

    لهم منكم ومن مني اجمل باقة ود ومحبة دائمةعلى منحهم لي هذا الحق بتصرف وبالنشر .

    / عبد السلام العطاري
    /


    شاهد احتلال
    1/ 25


    ظل الفلسطيني برغم ترحيله وتهجيره القسري منذ نكبة 48 مروراً بنكسة 67 اكبر بكثير من مساحة المخيم المقترح عليه، وظلت ذاكرة اللجوء الأول والنزوح الثاني تنشط باتجاه البوح لأصغر الأحفاد عن حادثة العدوان الاسرائيلي التي اقتلعت الفلسطيني من مكانه الأول "الوطن" واذا كانت الشفاهية ورغبة النطق قد رافقت الفلسطيني لأكثر من نصف قرن مضى، فإن على الموثقين العودة لسماع الحكاية من اصحابها، ولكي تأخذ حادثة التهجير وما رافقها وضعها الصحيح في التاريخ. إذا ان الشفاهية التي ظلت تعتقل القضية الفلسطينية وتفاصيلها تحتاج منا إلى اعادة اطلاقها كي تضيء على فجيعة التهجير الفلسطيني لتكشف عن ادق تفاصيل هذا العدوان. و"الدستور" اذ تفتح ملف "الشفاهية" الفلسطينية هنا على لسان شاهد عيان فإنها تأمل ان تنقذ بعض ادق تفاصيل احتلال فلسطين وتهجير اصحابها. وانقاذ الحكاية.
    مريم ياسين ابو دية: في مخيم البقعة ..
    اقتلعنا نبات العدس وافترشناه في الخيام للنوم عليه
    "كنا نائمين بطمأنينة في احدى ليالي شهر رمضان المبارك في العام 1948 فإذا بالمجرمين اليهود الصهاينة يهاجمون تل الصافي – قضاء الخليل من جميع الجهات ويطلقون النار في كل الاتجاهات وشرد اهلها فلجأ معظمهم إلى قريتنا".. هذا ما بدأ بالحديث به معنا الحاجة مريم ياسين ابو دية التي تبعد قريتها ومسقط رأسها "عجور" عن تل الصافي كيلو مترين فقط، حيث ان هاجس الاحتلال ومرارته وارهابه لا يزال يشغل الحيز الأكبر في ذاكرتها الفلسطينية.
    "بعد ان احتل اليهود قرية تل الصافي ولجأ من اهلها من لجأ الينا وقتل من قتل، واصلوا هجومهم على قرى اخرى فهاجموا قرية دير الذبان القريبة من قريتنا، اذ كنا انذاك في البيارة وقمحنا هناك. قال الناس ان اليهود دخلوا "جدر البلد" (عجور) فقام والدي بترحيلنا انا واخوتي الثلاث وشقيقاتي، أخذ الناس حلالهم ورحلوا ورحلنا معهم إلى خربة اسمها حوران – في قضاء الخليل – وهذه الخربة كلها مغارات وبدود، اقمنا فيها ليلتين.
    طاردنا اليهود من بيت جبرين ومن ثم من دير نخاس إلى زكريا ثم خرجنا سيرا على الأقدام مع حلالنا إلى تبولة ومن ثم إلى دير ابو كبسة حيث كان من المفترض ان يكون جهز لنا مخيم هناك.
    لحق بنا اليهود فرحلنا إلى خربة دير ابو الجلود وهناك باع والدي الغنم ورحلنا إلى مخيم الفوار حيث كنت على وشك انجاب ابني الأول، لم نمكث طويلا في مخيم الفوار، لظروف مختلفة، فرحلنا إلى اريحا واقمنا في مخيم عقبة جبر لسنة 1967 وهناك انجبت ثلاثة اولاد وبنتين.
    في العام 1967 بعد العدوان الاسرائيلي هاجرنا إلى مخيم سوف في جرش حيث كان الجو سيئا جداً فالأمطار غزيرة ونحن في العراء ومن هناك رحلنا إلى مثلث دامية في غور الأردن وهناك بدأ اليهود بقصف المخيم بشكل متواصل، فقد استمروا بإطلاق الرصاص علينا وعلى اطفالنا بهدف ابعادنا عن المخيم المحاذي لفلسطين لكي نبتعد عنها اكثر.
    هربنا من دامية إلى مخيم البقعة، واذكر اننا عندما وصلنا المخيم كانت الأرض مزروعة بالعدس واضطررنا لقلعة وافتراشه داخل الخيم حيث لم نكن نملك أو نحمل ما نفترش به الأرض نحن واطفالنا الصغار وشيوخنا.
    لا زلت احلم بالعودة إلى عجور وادعو الله دائما ان يحقق لي هذا الحلم قبل ان اموت.


    عبدالســـلام العَطـــاري
    (نبض من الوطـن)
    _______________________
    "من يعرف اين هو الشر لا يحق له أن، يخطيء"

  2. #2
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 2/25

    شاهد احتلال
    -2-

    ظل الفلسطيني برغم ترحيله وتهجيره القسري منذ نكبة 48 مروراً بنكسة 67 اكبر بكثير من مساحة المخيم المقترح عليه، وظلت ذاكرة اللجوء الأول والنزوح الثاني تنشط باتجاه البوح لأصغر الأحفاد عن حادثة العدوان الاسرائيلي التي اقتلعت الفلسطيني من مكانه الأول "الوطن" واذا كانت الشفاهية ورغبة النطق قد رافقت الفلسطيني لأكثر من نصف قرن مضى، فإن على الموثقين العودة لسماع الحكاية من اصحابها، ولكي تأخذ حادثة التهجير وما رافقها وضعها الصحيح في التاريخ. إذا ان الشفاهية التي ظلت تعتقل القضية الفلسطينية وتفاصيلها تحتاج منا إلى اعادة اطلاقها كي تضيء على فجيعة التهجير الفلسطيني لتكشف عن ادق تفاصيل هذا العدوان. و"الدستور" اذ تفتح ملف "الشفاهية" الفلسطينية هنا على لسان شاهد عيان فإنها تأمل ان تنقذ بعض ادق تفاصيل احتلال فلسطين وتهجير اصحابها. وانقاذ الحكاية.
    احمد العايدي: كنا ندفن المحاصيل الزراعية في حفر عميقة في الأرض كي تسلم من اليهود
    من بسط الفالك – قضاء طولكرم التي تمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط حتى تصل إلى طيرة بني صعب غرب الطيبة والطيرة. التقينا السيد احمد حسن علي العايدي ابن الثمانين عاماً، في مخيم البقعة فحدثنا طويلاً عن هجرته ومعاناته التي عاشها منذ العام 1948 حتى الآن.
    كنا في بسط الفالك في العم 1948 نعيش حياة هادئة مستقرة نزرع ونربّي الحلال حتى اصبحت الحياة صعبة للغاية ومهدّدة بالمخاطر عندما بدأت العصابات الصهيونية تهاجم الناس وتسرق حلالهم وتهدد حياتهم وتزرع الخوف في نفوسهم، حتى ان اليهود الذين كانوا يعيشون بسلام على اطراف القرى الفلسطينية ويعملون في الزراعة ايضاً اخذوا يحذروننا من ارهاب العصابات الصهيونية وخاصة "الهاجاناه" وفعلاً بدأت العصابات تهاجم القرية وتوقع العديد من الشهداء وتدمر أملاك المواطنين وتقتل مواشيهم، وتحت وطأة ما حدث اضطررنا إلى الرحيل من بسط الفالك إلى جنوب فلسطين، بعض اهلة القرية هاجروا إلى غزة والبعض الآخر إلى خانيويس، اما انا وعائلتي فهاجرنا إلى بئر السبع.. قضينا فيها شتا ء كاملاً.
    كنا نعمل في الزراعة هناك، وعندما نجني المحصول كنا نحفر حفراً كبيرة في الأرض وندفن فيها المحصول وثم نغطيها بالتين ونخفي أي اثر لها بواسطة الحلال، حتى لا يتمكن اليهود من مصادرتها أو اتلافها.
    من بئر السبع رحلنا إلى الظاهرية قضاء الخليل ثم إلى السموع وقرى اخرى من قرى قضاء الخليل، حيث كانت هذه القرى عبارة عن محطات لالتقاط الأنفاس، ثم نواصل الرحيل.. إلى ان وصلنا إلى مدينة القدس ومنها إلى اريحا ومن هناك رحلنا شمالاً إلى طيرة بني صعب ومنطقة طولكرم وهناك التحقت بصفوف الثوار المناضلين ثم رحلنا إلى صندلة ومقيبلة – شمال جنين ومرج ابن عامر وهناك كان لأكل البطيخ اثره في رفع معنويات المقاتلين، فمن شدة حلاوته كانت يد المقاتل تمسك البارودة بقوة وصلابة.
    في جنين قضينا صيفاً كاملاً حيث كنا نقيم في جبل الدّن مقابل المزار ثم إلى قرية دير غزالة – قضاء جنين ايضا وقضينا فيها عدة شهور ومن ثم سكنا في صانور وعملت هناك في تجارة الحلال.. ومن صانور إلى قرية السيلة ثم إلى الفارعة التي اقمنا فيها حتى العام 1967.
    وعندما حدث عدوان حرب الأيام الستة، في ذلك العام رحلنا إلى الغور شرقي النهر وعشنا فيه 10 سنوات قضينا فيها اوقاتاً عصيبة، حيث الحر الشديد والزواحف والقوارض. عملت خلال هذه الفترة في عدة مجالات لكن بيع الحلال هو الرئيسي ومن الغور رحلنا إلى مخيم البقعة.. كم اتمنى العودة إلى فلسطين وشاطئ البحر الأبيض المتوسط "من طين بلادك حط على خدادك".

  3. #3
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 3 / 25

    شاهد احتلال
    -3-
    ظل الفلسطيني برغم ترحيله وتهجيره القسري منذ نكبة 48 مروراً بنكسة 67 اكبر بكثير من مساحة المخيم المقترح عليه، وظلت ذاكرة اللجوء الأول والنزوح الثاني تنشط باتجاه البوح لأصغر الأحفاد عن حادثة العدوان الاسرائيلي التي اقتلعت الفلسطيني من مكانه الأول "الوطن" واذا كانت الشفاهية ورغبة النطق قد رافقت الفلسطيني لأكثر من نصف قرن مضى، فإن على الموثقين العودة لسماع الحكاية من اصحابها، ولكي تأخذ حادثة التهجير وما رافقها وضعها الصحيح في التاريخ. إذا ان الشفاهية التي ظلت تعتقل القضية الفلسطينية وتفاصيلها تحتاج منا إلى اعادة اطلاقها كي تضيء على فجيعة التهجير الفلسطيني لتكشف عن ادق تفاصيل هذا العدوان. و"الدستور" اذ تفتح ملف "الشفاهية" الفلسطينية هنا على لسان شاهد عيان فإنها تأمل ان تنقذ بعض ادق تفاصيل احتلال فلسطين وتهجير اصحابها. وانقاذ الحكاية.
    خليل العبد ابراهيم: زرع اليهود الألغام الأرضية في طرقات القرية قبل مهاجمتها
    خليل العبد ابراهيم.. بعد ثمانين عاما من المعاناة المتواصلة التقيناه في دكان صغير في احد ازقة مخيم البقعة في مدينة عمان…..
    "ولدت في العام 1923 في قرية صرفند الخراب- قضاء الرملة والتي كان عد سكانها 1000 نسمة حيث عشت كل طفولتي درست للصف الرابع الابتدائي في مدرسة القرية "مدرسة صرفند الخراب" حيث كان اعلى صف في المدرسة وكنا بعد ذلك نكمل دراستنا في مدينة الرملة.
    كان والدي يملك بيارتين فيهما بئران ارتوازيان، وكان كل اهل القرية يشربون الماء منهما.
    بعد الصف الرابع تعلمت مهنة الميكانيك من اليهود حيث كانوا يعيشون في اربع مستوطنات تحيط بقريتنا وهي رحوفوت، ليستيون، بئير يعقوب، ووادي جنين.. كانوا يعيشون في بيوت عادية لم تأخذ شكل المستوطنات الحالية. كانوا يعيشون حياة طبيعية لم يتعرضوا فيها لأي اذى من قبل اهالي القرية.
    في الفترة ما بين العام 1940 – 1948 كنت اعمل ميكانيكا مع الجيش البريطاني حيث كنت اعمل في تصليح سيارات الجيش وعندما انسحب الجيش البريطاني رحلت معهم إلى رفح لمواصلة العمل هناك.
    هاجرنا من قريتنا صرفند الخراب في العام 1948 عندما بدأ اليهود يقتلون أبناء القرية، حيث بدؤا يستخدمون شرقا مختلفة لذلك، هدفهم تهجيرنا وتشريدنا والاستيلاء على اراضينا. بدأوا باستخدام الألغام الأرضية. حيث قتل اثنان من ابناء القرية ومن ثم تمادوا في اعمال التخريب طرقا والقتل العمل والتدمير حتى الماشية قتلوها، فرحل جميع اهالي القرية إلى مدينة الرملة في صيف ذلك العام. اقمنا هناك حوالي شهر حيث استأجرنا بيوتا للإقامة فيها وكنا نعتاش من مبلغ من الماء حملناه معنا عند خروجنا، ثم رحلنا إلى جنين.
    اذكر انه برز من قريتنا عدد من الثوار شاركوا في ثورة 1936 مع الحاج امين الحسيني رحمه الله ومنهم علي بدر ومصطفى عمارة والحوراني.
    وقد استشهد علي بدر ومصطفى عمارة في اشتباك مع الانجليز الذين اقاموا بمطاردة الثوار.
    من جنين رحلنا إلى اريحا، حيث اختارها من هاجروا لأن الطقس فيها حار وكانوا يرتدون ملابس خفيفة جداً وقليلة تناسب جو اريحا.
    أقمنا في عقبة جبر، التي كانت تكثر فيها الأفاعي والعقارب، عشنا اياما صعبة للغاية، لا يحتملها بشر، ورغم ذلك حوّلنا الأرض التي كانت مسكنا للأفاعي والعقارب إلى بساتين صغيرة.
    حيث بقينا هناك حتى العام 1967 فقد اصبح هذا المخيم عبارة عن مدينة فلسطينية جديدة تضم اهالي 120 قرية فلسطينية.
    لقد سمعت من الناس عن مذبحة دير ياسين التي ارعبت كل المهجرين في المخيم.
    وفي اريحا فتحت كراجا خاصا بي لتصليح السيارات، فعملت فيه لمدة 16 عاماً بعد ذلك سافرت إلى ليبيا، للعمل في نفس المهن واقمت هناك 20 عاماً، اما اهلي فقد رحلوا من اريحا إلى مخيم الوحدات في عمان في العام 1967م. عاشوا في هذا المخيم لمدة عامين ثم رحلوا إلى مخيم البقعة.
    منذ مجيئنا إلى عمان، لم اذهب إلى الضفة الغربية، فأنا لا احتمل رؤية ارضي وهي محتلة، ولو اتيحت لنا العودة الكاملة إلى فلسطين فسأعود فورا بدون تردد أو تفكير".

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 4 / 25

    شاهد احتلال
    -4-


    الحاج محمد ابو مسلّم: في عام 48 جمع اليهود المئات في مسجد دهمش في اللد وادعموهم جميعا
    سرح خياله بعيداً إلى مسقط رأسه في مدينة اللد في فلسطين بدأ يتذكر بيارات البرتقال وسكة الحديد وسوف البرين الذين كان ملتقى لمواطنين من دول عربية كثيرة كل يوم اثنين من كل اسبوع، ولم تفلت من ذاكرته جرائم ووحشية العصابات الصهيونية في قرى ومدن فلسطين
    الحاج محمد ابو مسلّم من مدينة اللد ومن مواليد العام 1934 يروي لنا احداث هجرته من هناك إلى هنا..
    كان عدد سكان مدينة اللد في عام 1948 حوالي 40 الف نسمة يعمل معظمهم في الزراعة وتربية الحلال، واراضيها زراعية وخصبة جداً، كما انها تتميز عن باقي المدن الفلسطينية بتربية وتجارة المواشي حيث كان يجتمع تجار الحلال كل يوم اثنين في سوق البرين، كل منهم يعرض حلاله، ولا يقتصر فقط على اهل فلسطين انما كان يشارك فيه تجار حلال من مصر وسوريا والعراق وغيرها من دول الجوار.
    كما ان مدينة اللد كانت تشتهر بمعاصر السمسم والزيتون، فقد كانت تنتج كميات كبيرة من السمسم وزيته.
    احتل الانجليز اللد وسلموها لليهود في عام 1948 حيث كان اول هجوم لليهود على مطار اللد. واستولوا عليه بسبب تفوقهم العسكري ومن اجل مقاومة اليهود وبسبب ضعف الامكانات قام اهالي اللد بتصفيح بعض السيارات لمواجهة الآلة العسكرية الصهيونية لكن لم تصمد امامها.
    في شهر حزيران من ذلك العام وفي الليل هاجم اليهود مدينة اللد طوال الشهر فرحلنا في شهر تموز بعد ان حاصر اليهود المدينة من جميع الجهات واستولوا على جميع القرى المجاورة، فقد قاوم المناضلون العصابات الصهيونية بقيادة حمزة صبح لكن المقاومة لم تدم طويلاً بسبب التفوق العسكري وضعف امكانات المناضلين العسكرية، بالإضافة إلى ان اليهود استخدموا مكرهم في الهجوم على اللد حيث لبسوا لباس الجيش العربي ودخلوا إلى المدينة بسهولة وبدأوا يقتلون الناس دون رحمة.
    وبعد ان دخلوا المدينة جمعوا اعداداً كبيرة من اهلها في جامع دهمش وادعموهم جميعا وظلت جثثهم في المسج المدمر لأكثر من عشرين عاما، إلى ان جاءت لجنة اصلاح المساجد في مناطق 48 وقاموا بترميمه فقاموا بإخراج الجثث منه ودفنها.
    في هذه الاثناء رحلنا إلى برفيليا ثم إلى رام الله وبير زيت، ثم إلى مدينة نابلس حيث اقمنا في المساجد وتحديدا في جامع الساطور في حارة الياسمينة، عشنا في نابلس عامين ثم رحلنا إلى مخيم عسكر حيث اقمنا ثلاث سنوات.
    في عام 19545 هاجرنا إلى عمان، مباشرة إلى مخيم الحسين الذين اقيم لاستقبال اللاجئين الفلسطينين، وبدأنا نعمل في بيع الخضرة ولا يزال هناك حتى هذه اللحظة، نعيش على امل الرجوع إلى الوطن فهو عزيز فالرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما هاجر من مكة إلى المدينة استدار نحو مكة وقال: "والله لولا أهلك اخرجوني منك لما خرجت".. الوطن مجبول بدمنا….

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي


    شاهد احتلال
    -5-

    خليل المطري: في العام 1948 هاجم اليهود حي العجمي في يافا بمدافع "المورتر" ونسفوا السرايا
    "لن انسى مدرستين.. مدرسة سمير عرفة .. طلاب الصف الرابع الابتدائي ..اساتذتي خاصة الاستاذ خير الدين ابو الجبين…".
    ما زالت طفولة السيد خليل عبد القادر المطري حاضرة في ذاكرته بنقائها وشقاوتها، تلك الطفولة التي عاشها في حي العجمي في يافا حيث ولد هناك في العام 1937 وغادرها مع من غادروها مرغمين في العام 1948 عندما كان في الصف الرابع الابتدائي، التقيناه في مخيم الحسين حيث يقيم وسرد لنا بعضا مما تختزنه ذاكرته.
    "كان والدي يعمل في التجارة في مدينة يافا يبيع الحلاوة والبقالة عندما هاجمنا اليهود في صيف العام 1948 بمدافع "المورتر" ونسفوا السرايا التي كانت مقر للايتام وتقدم خدمات خيرية مختلفة لأهل البلد.
    واذكر انه في هذه الهجمات الصهيونية الوحشية استشهد من مدينتنا يافا المرحوم يوسف ابو غليون.
    عندما اغتصب اليهود يافا رحلنا إلى عمان على الفور، حيث استأجرنا سيارة بملغ 150 جنيها، لتقلنا إلى الأردن، فسكنا في حي المهاجرين في وسط المدينة عمان لعدة شهور.. كانت حياة صعبة وقاسية جداً عانينا فيها الكثير، ثم رحلنا إلى إلى اللويبدة حيث قمنا ببناء "سقيفة زينكو" لنسكن فيها، ايضا الحياة كانت صعبة جدا، فقد تعرضها جميعاً، الشعب الفلسطيني للظل الشديد الذي لا يمكن نسيانه ابدا.
    في العالم 1950 رحلنا من اللويبدة إلى مخيم الحسين الذي اعيش فيه حتى الآن مدينتي يافا مدينة رائعة.. اذكر انني كنت اسبح في البحر ثم انزل في ساعات الظهيرة إلى وسط البلد، قرب السرايا. لا زلت اذكر الحناطير، ذلك المشهد الذي لن يفارق ذاكرتي طالما حييت، كذلك اذكر الساعة التي كان يجتمع الشباب عندها كل يوم، يتسامرون ويتحدثون بأمور كثيرة تعنيهم. ومما اذكره في العام 1948 عندما خرجنا من يافا، اننا كنا نسير في قافلة كبيرة، وكان احد الشباب يحمل سلاحا، فأطلق الرصاص على يهودي فأراده قتيلاً، فرد اليهود بإطلاق النار على ذلك الشاب فقتلوه وجرحوا عددا من المواطنين.
    خمسة وخمسون عاما ونحن نعيش في شقاء وحرمان وعذاب، لا ندري إلى متى سيستمر، وفي كل يوم يمر ننتظر الرجوع إلى فلسطين، إلى يافا".

  6. #6
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    شاهد احتلال
    -6-

    عرفات حجازي: في 12 آذار 1948 استشهد منا 8 عندما تعرضت سيارتنا لرصاص اليهود بين المجدل وغزة
    صحفي، مثقف ومؤرخ هضم القضية الفلسطينية بأبعادها وتفاصيلها عاش معظم احداث النكبة والنكسة وما تبعهما وشهد المعاناة وسمع عنها بحكم انتمائه وعمله وتنقله في مواقع المسؤولية.. غاص في وحل الكارثة التي حلت بفلسطين وشعبها .. الاستاذ عرفات حجازي يروي:
    في مطلع عام 1954 التقيت مع نخبة من اهل بلدي في غرفة متواضعة في مخيم عقبة جبر بأريحا في الضفة الغربية وكان معنا ثلاثة اطفال من ابناء الشهداء الذين لم يبق لهم من معيل فاستأجرنا لهم غرفة متواضعة في المخيم من اجل رعايتهم ومن اجل الترحم على الشهداء ابائهم وامهاتهم الذين غدر بهم العدو الصهيوني وقتلهم دون ذنب جنوه..
    وكنا الذين التقينا في ذلك الحين: محمد عبد الرحمن خليفة وكامل عريقات وزكي محمد سعدي ومحمود سعيد وقررنا ان لا نقصر رعايتنا على هؤلاء الأطفال الثلاثة بل لا بد من تحويل هذا الملجأ المتواضع إلى صرح يتناسب وما يستحقه هؤلاء الأحسن منا جميعاً الشهداء الأبرز الذين تركوا لنا فلذات اكبادهم حتى نهيئها لتواصل درب الجهاد والاستشهاد حتى بإذن الله يتحقق لهذه الأمة النصر…
    مئات المجازر
    وتاريخ العصابات الصهيونية في فلسطين حافل بالمجازر وليست مجزرة البراق عام 1929 التي ارتكبها هؤلاء الصهاينة عندما هاجموا العرب في القدس وهم يحتفلون بموسم البني موسى وقتلوا العشرات من العرب بداية المجازر مما تسبب بنشوب اولى الثورات الدامية التي عرفت باسم ثورة البراق التي كشفت عن النوايا الخبيثة التي كان يخطط لها هؤلاء الذين جاءوا إلى فلسطين على حراب ودبابات الانتداب البريطاني.
    وعندما انهى الانتداب البريطاني وجوده يوم الخامس عشر من أيار 1948 وترك سلاحه وذخيرته للصهاينة المعتدين قام هؤلاء بارتكاب ابشع مجازر التاريخ عندما قاموا بإبادة وهدم 425 قرية في مختلف انحاء فلسطين وقتل سكانها وكانت مذبحة دير ياسين نموذجا حزيناً للمصير المؤلم الذي لقيه الأطفال والنساء على ايدي رجال العصابات من تسافي لؤمي وشتيرن والهاغناه الذين كانوا يخططون لإبادة الشعب الفلسطيني لانتزاعه من وطنه واغتصاب الأرض المقدمة التي رويت بدماء الفلسطينين.
    ويوم الثاني عشر من آذار 1948 وقبل ان تنشب الحرب بين العرب واليهود وبينما كنا في ثلاث سيارات قادمة من يافا وما بين مدينتي المجدل وغزة قريبا من مستعمرة دير سنيد واذا بالنيران تنصب علينا من كل الانحاء واستشهد من ركاب هذه السيارات ثمانية مسافرين ما كانوا يتوقعون ان الغدر بلغ هذا الحد وقد كتبت النجاة لنا الباقين وكان عددنا اربعة من المرافقين!

    مجزرة كفر قاسم
    وهؤلاء الأعداء الصهاينة لم يكتفوا بما قتلوا وبما احتلوا بل انهم دائما يطلبون المزيد غير عابئين بما اقاموه بعد نكبة فلسطين من هدنات ووقف اطلاق النار وقد فعلوا في ذلك الحين ما فعلوه في الغزو الأخير للعراق وعندما استغلوا انشغال العالم بالحرب على العراق فقاموا باجتياح كل المدن والمخيمات الفلسطينية وكانوا كل يوم يقومون باقتراف مذبحة جديدة ويقتلون العشرات من الأطفال والنساء والأبرياء هذا الذي فعلوه اليوم سبق ان ارتكبوا مثيلا له عندما قامت كل من بريطانيا وفرنسا بالعدوان الثلاثي مع اسرائيل على مصر وفي اليوم العشرين من كانون الأول 1956 وبينما العالم منشغل بالحرب الثلاثية التي شنها الثلاثي العدواني على سيناء قام الجيش الاسرائيلي المجرم بارتكاب مجزرة من ابشع ما يمكن ان يفعله مجرم عندما اقتحموا احدى القرى العربية الواقعة في اسرائيل وهي قرية كفر قاسم وبينما كان سكانها المسالمون يغطون في نوم عميق واذا برجال الجيش المتعطشين للدماء يقتحمون القرية ويذبحون 42 طفلاً وامرأة وشابا من الوريد إلى الوريد ويحولون القرية المسالمة إلى مسلخ ولكن لذبح المواطنين العرب الذين لم يجدوا في اسرائيل من يخشى ربه وينقذهم من غدر هؤلاء المجرمين الحاقدين….

    جمعية ابناء الشهداء
    امام هذا الكم الكبير من ابناء الشهداء الذين وجدوا انفسهم بدون معين بعد الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الغزاة المتعطشون للدماء ما كان منا ألا تأسيس جمعية لأبناء الشهداء واقمنا لها صرحا في مخيم عقبة جبر يحوي سكنا ومطاعم وغرفا دراسية واجنحة للتعليم المهني مثل الصناعة والحدادة والمنجرة وبعد شهور من افتتاح الجمعية ارتفع عدد ابناء الشهداء الذين اصبح لهم مكان يتشرف برعايتهم ارتفع عددهم من ثلاثة اطفال إلى ان تجاوزوا المايتي ابن شهيد وفي حفل الافتتاح اعلنا ان يوم الخامس والعشرين من آذار سيكون يوم الشهداء وهو الذي استمر الاحتفال به إلى ان بدأ الطلاب ينهون دراستهم وتدريبهم ولكن ليتوجهوا بعد ذلك إلى الميدان الحقيقي للحياة فكانت تلك الطلائع من جمعية البر بأبناء الشهداء هي طلائع العمل الفدائي وكم من خريجي جمعية البر بأبناء الشهداء قادوا فصائل الشعب الذي قرر ان يعد نفسه جيلا بعد جيل إلى ان تصبح اسرائيل هدفاً لانتقام هؤلاء الأبطال الذي يؤمنون ان اسرائيل لن تتوقف عن ارتكاب مجازرها ألا إذا ايقنت ان ابناء الشهداء اصبحوا قادرين على ان يكونوا المثال والقدوة التي رسمها لهم آباؤهم الشهداء حتى يتمكنوا من ارساء السلام العادل والدائم للشعب العربي الفلسطيني على ارضه التي رواها الآباء والأجداد بالدماء الطاهرة

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 7 / 25

    شاهد احتلال
    -7-


    عطاف ابو حميدة: وقع عدوان 67 ونحن في الحصيدة في مدينة الرمثا
    كان عمرها خمس سنوات عندما تعرضت قرية ذكرين احدى قرى جبل الخليل لهجمات الاحتلال الصهيوني في العام 1948 كسائر القرى والمدن الفلسطينية التي شرد اهلها، التقيناها في مخيم البقعة في عمان لتسرد لنا مخزون ذاكرة الطفولة وقد بدت على وجهها ملامح الحزن والهم والكبر.
    "عطاف محمد مسلم ابو حميدة، ولدت في قرية ذكرين، من اكبر القرى في جبل الخليل، وكان اهلي يعملون في الزراعة، مثل باقي اهل القرية وكانت بيوتنا بسيطة وصغيرة والحياة سهلة والجميع يعيشون كأسرة واحدة.
    هاجمنا اليهود في العام 1948 مما اضطرنا للهجرة إلى يطا – ايضاً احدى قرى الخليل – لم يكن اهل القرية يملكون السلاح سوى بنادق قديمة كان يملكها بعض الشباب.
    سبب خروجنا من القرية هجوم اليهود وما سمعناه عن مذابح نفذها اليهود الصهاينة في ديرياسين والدوايمة وتل الصافي، الأمر الذي ارعب الناس كثيراً، إذا سمعنا كثيراً عن جرائم بشعة نفذها اليهود بحق الناس هناك من قتل واغتصاب وتدمير.
    كما عندما يحل الظلام وتبدأ ساعات الليل نهرب إلى الجبال للبحث عن مكان آمن للنوم فيه وفي النهار ونرجع إلى بيوتنا نطبخ ونغسل ونخبز.
    كثير من الناس همّوا بالرحيل عندما شاهدوا بعض كبار القرية يحزمون امتعتهم للرحيل.
    اقمنا في يطا سنتين عند اقارب امي ومعارف لجدي، واخذنا نعمل معهم في الأرض.
    بعد ذلك خرج جدي إلى مخيم عين السلطان في اريحا ونحن خرجنا إلى منطقة اسمها الريحية، والتي تقع بين يطا والخليل وهي عبارة عن خربة واقمنا فيها فترة طويلة، حوالي 17 عاماً إلى ان حصل خلاف بين ابي وعمي فرحلنا إلى مخيم الفوار في الخليل وبقينا فيه حتى حزيران 1967.
    عندما وقع العدوان الاسرائيلي عام 67 كنا نعمل في الحصيدة في مدينة الرمثا، حيث لم يكن هناك حدود بين الأردن وفلسطين آنذاك، وبقينا في الحصيدة، اذ لم تسمح الأوضاع من عودتنا إلى فلسطين، فلم نرجع إلى بلدنا ورحلنا بعد انتهاء موسم الحصيدة إلى مخيم الوحدات في عمان، في الرمثا كنا نتقاضى كمية من القمح "المد" مقابل عملنا، وقبل ان نرحل إلى مخيم الوحدات، رحلنا إلى ام الحيران في عمان واقمنا فيها سنة كاملة.
    في حرب 1967 كنت "عروس جديدة" حيث لم يمض على زواجي سوى اربعة اشهر، حيث تركنا انا وزوجي كل ما نملك وعفشنا الجديد في عين السلطان حيث لم يتجرأ ولم يتمكن احد من الناس على حمل أي متاع.
    بعد العام 1967 سمح اليهود للناس بنقل اغراضهم من فلسطين إلى الأردن فقط لتشجيعهم على الهجرة وعدم التفكير في العودة إلى ارضهم.
    اتذكر اننا عندما هاجرنا من قريتنا كنا نمشي حفاة والدم يسيل من اقدامنا لكثرة ما مشينا باحثين عن مأوى.
    من مخيم الوحدات رحلنا إلى مخيم البقعة الذي ما زلنا نقيم فيه حتى الآن ونحلم بالعودة إلى فلسطين وقريتنا ذكرين التي افضلها على افخم منازل الدنيا".

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 8/25

    شاهد احتلال
    -8-



    جميل محسن: في العام 1948 قتل اليهود "20" واختطفوا "30" من ابناء قريتنا "الغبّية"
    ولد في العام 1928 في قرية من قرى الساحل الفلسطيني.. وشرد عنها في العام 1948 مع من شردتهم عصابات الاحتلال الصهيوني فعاشوا مرارة النكبة والتشرد إلى الآن… يعيش الآن في مخيم البقعة في بيت متواضع ينتظر العودة.
    "انا جميل عبد الرحمن موسى محسن، من عشائر عرب التركمان، ولدت في العام 1928 في قريبة الغبية – قضاء حيفا والتي كان يبلغ عدد سكانها عام 1948 500 نسمة.
    في العام 1948 دارت اشتباكات بين المناضلين الفلسطينيين وعصابات الإجرام الصهيونية. وعندما دخل جيش الانقاذ اشتبك هو ايضا مع العصابات الصهيونية، ألا ان الاشتباك لم يدم طويلاً وحصلت هدنة مدتها 48 ساعة تمكنت خلالها العصابات اليهودية من اعادة تجميع صفوفها ونقل جرحاها والتزود بالسلاح لتعود للمهاجمة من جديد بقوة وشراسة اكبر من ذي قبل.. لم يكن لدى المناضلين الفلسطينيين ألا اسلحة خفيفة ومعظمها غير صالح.
    اذكر انه في هذه المعركة استشهد المرحوم عبد القادر الرزي من نفس البلد وأصيب علي الهنداوي وعلي الحسين بجراح وبعد الهجمات الصهيونية الوحشية المتتالية علنيا مع الفارق في التسليح لصالحهم رحلنا إلى قرية المنسي قضاء حيفا واقمنا فيها يومين.
    هاجم اليهود قرية ابو شوشة المجاورة والتي كانت تسكنها عشائرة الشقيرات وقرية ابو زريق التي كان يسكنها عرب الطواطحة وقتل اليهود الكثيرين منهم فقد بلغ عددهم حوالي 20 شهيدا واختطفوا 30 آخرين.
    ثم رحلنا إلى قرى اللجون ومصمس ومشيرفة وجميعها قرى مجاورة لقريتنا الغبية.
    كانت هجرة صعبة وقاسية، لا طعام ولا ماء حيث لم نتمكن من حمل أي شيء معنا.
    واستمرت الهجرة فقد توجهن بعد ذلك إلى قضاء جنين حيث ذهب قسم منا إلى قرية رمانة وقسم آخر إلى قباطية وهناك جاءت وكالة الغوث الدولية، احصونا وسلمونا بطاقات تموين وصرفوا 10 كيلوا طحين للنفر، لكن ما لبثت الوكالة ان قطعت هذه المعونة.
    في العام 1953 رحلنا انا وعائلتي إلى الكرامة للعمل في المزارع هناك وعشنا فيها 20 عاماً "حياة مثل القطران".
    في العام 1967 رحل بعض من هاجروا إلى عمان وبعضهم الآخر إلى اربد اما انا فرحلت من الكرامة إلى الجويدة واقمنا فيها ثلاثة اشهر مريرة حيث سكنا الكهوف إلى ان اخبرنا الناس أن الوكالة اقامت مخيما للمهجرين في البقعة فانتقلنا إلى هناك. كل حياتنا كانت تعيسة ونكرة.. كنت اعمل بعشرة قروش يوميا واحياناً بخمسة قروش لأعيل ابنائي الستة.
    واود ان اذكر ان اول شهيد من قريتنا في العام 1948 كان ابن خالتي محمد شهاب العلي وآخرين لحقوا به منهم محمود عبد الرحمن نبهان في نفس القرية ومحمد اشتيوي ابو الرب من المنسي وجمعة الجندي وحمود السليم من المنسي.
    ارضنا احسن ارض، فهي كلها مرح تمتد من جنين إلى بوابة حيفا كلها لعشيرتنا عرب التركمان.
    اما العشائر التي كانت تسكن المرج فهي:
    1- عرب العوادين – سكن في لد العرب
    2- الشقيرات – قرية ابو شوشة
    3- عرب الطواطحة – قرية ابو زريق
    4- عرب العلاجمة – قرية المنسي
    5- عرب ابن سعيدان قرية المنسي
    6- عرب الضبايا + بني غرة – قرية المنسي.
    هذه العشائر السبع تشكل بمجموعها عرب التركمان.
    والله انني مستعد للعودة إلى بلدي لو اعيش في كهف أو مغارة.

  9. #9
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 9 / 25

    شاهد احتلال
    -9-

    رمضان الشطرات: عام 1948 قتل اليهود مجموعة من ابناء قريتنا دير نخاس بدم بارد
    كان يبلغ من العمر خمسة اعوام عندما خسرت تركيا الحرب.. وكان يجلس مع بنات عمه الأربع واخته تحت شجرة التين في قريتهم دير نخاس قضاء الخليل عندما هاجم اليهود القرية في العام 1948 في أواخر شهر رمضان المبارك فنهبوا ما نهبوا وقتلوا من قتلوا… وها هو السيد رمضان عبد الفتاح الشطرات الذي تجاوز عمره 90 عاما يقبع في مخيم البقعة ويقص لنا الحكاية.
    "طلعنا من دير نخاس – قضاء الخليل في العام 1948 لا نعرف إلى اين نتجه، فأقمنا وعائلات اخرى مهاجرة في الخرب، وبعد سنة من الشتات نصبت لنا خيم في مخيم بير السفلى الواقع بين اذنه وترقوميا حيث اقمنا فيه ثلاثة اشهر ثم رحلنا منه إلى مخيم الفوار حيث اقمنا هناك فترة ست سنوات من العام 1949 حتى العام 1955. كان الوضع صعبا والحياة يرثى لها حيث لا عمل يعمله من تركوا اراضيهم ولا مال ولا طعام.. وضع صعب للغاية.
    من مخيم الفوار رحلنا إلى مخيم عين السلطان في اريحا، وهناك كنا نعمل بأجر قليل جدا لا يتجاوز 15 قرشاً يومياً.. عشنا فيه 15 عاماً من العام 1955 حتى العام 1967.
    في العام 1967 بدأت هجرتنا إلى الأردن اثر العدوان الاسرائيلي على اراضي الضفة الغربية.. كانت رحلة العبور إلى الأردن شاقة وقاسية جدا فمعاناتنا آنذاك لا توصف.. فالجسور مدمرة والطرق غير آمنة.
    واذكر انه في العام الذي سبق عام النكسة كنا نعمل في الحصيدة في الضفة الشرقية، كنا نجوب المحافظات الأردنية بحثا عن عمل في هذا المجال خاصة واننا كنا في فلسطين مزارعين ونملك اراضي واسعة وخصبة نزرعها ونجني ثمارها.
    كما اذكر انه في العام 1948 عام النكبة عندما رحلنا، قتل اليهود ثلاثة من رجال قريتنا هم مسلّم وعبد وسليمان وتمكن صديقهم الرابع الذي كان برفقتهم آنذاك من الإفلات، حيث كانوا يحضرون العلف للمواشي عندما قتلهم الصهاينة مع بزوغ الشمس وبدم بارد، وابن سالم ابراهيم قتل عندما انفجر فيه لغم اسرائيلي في قريتنا. اما محمد رباح فقد قتل في مكان يقع بين الدوايمة واذنا.
    اعرف فلسطين "بالشّبر" من اقصاها إلى اقصاها.. كنا نحلم بالعودة دائما ونتمناها ولا زلنا حتى الآن وانا الذي تجاوز عمري التسعين عاما اتمنى ان اعود إلى فلسطين.. إلى قريتي ولو ليوم واحد واموت وادفن هناك

  10. #10
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 139
    المواضيع : 19
    الردود : 139
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي 10/ 25

    شاهد احتلال
    -10-


    محمد نبابته: هجم اليهود على قريتنا وامطرونا بوابل من الرصاص
    قرأنا الحزن والمعاناة على تقاسيم وجهه الذي خط فيه الزمان قسوة الحياة.. يجلس امام احد المحال التجارية في مخيم الحسين في عمان يستعيد شريط ذاكرته في قريته القباب/ قضاء الرملة التي ولد فيها في العام 1935 وهجّر منها في العام 1948. محمد كايد نبابته.. ينتظر العودة.
    "هجم اليهود على قريتنا القباب من جميع الجهات وامطروها بوابل من الرصاص الذي اثار الرعب في نفوسنا مما اضطرنا إلى الخروج ولم يبق احد في القرية، خرجنا لا نعلم إلى اين بعد ان استشهد عدد كبير من ابناء قريتنا استشهد الكثيرون من جميع الأعمار، رجالاً ونساء واطفالاً.. لم يرحموا احداً، كان عدد سكان قريتنا في ذلك الحين 7 آلاف نسمة.
    تشردنا في اماكن عديدة اولها دير بزيا – قضاء رام الله – حيث اقمنا هناك عدة ايام، كانت اياما صعبة جدا أو ظروفا قاسية، هاجرنا بعد ذلك إلى قرية بيت عور التحتا والفوقا ماكثين هناك عدة ايام صعبة اخرى.
    اذكر انه عندما هاجم اليهود قريتنا واجبرنا على الخروج منها لم نتمكن من حمل الكثير من امتعتنا وحاجياتنا، فحملنا القليل مما استطعنا حمله وتمكنت دوابنا من حمله ايضاً.
    ثم هاجرنا إلى قرية بيت صفافا إذ اقمن تحت الشجر عدة ايام، ثم تنقلنا بين اماكن عديدة بحثا عن المكان الأكثر امنا لنا ولأطفالنا وشيوخنا ونسائنا حتى وصلنا إلى الصفة الشرقية – الأردن – مشيا على الأقدام.
    ومشينا يوما كاملاً حتى وصلنا "الشريعة" - الجسر حاليا – ومن ثم تفرقت العائلات إلى اماكن مختلفة في الأردن.
    نحن – انا واسرتي – ذهبنا إلى مدينة السلط، عشنا فيها مدة عامين وتزوجت هناك احدى قريباتي حيث لم يتجاوز عمري الستة عشر عاما انذاك.
    في السلط اشتغلنا عمالا وعتالين وكنا نسكن بيتا متواضعا وبسيطا جدا في منطقة الجدعة في وادي الأكراد بأجر شهري مقداره ديناران.
    في العام 1950 خرجنا من مدينة السلط إلى عمان العاصمة واقمنا في مخيم الحسين، واتذكر ان اعداداً كبيرة من اهل القرية هاجروا إلى قطاع غزة واقاموا هناك حتى الآن، تاركين القرية التي اصبحت خالية تماما من اهلها الأصليين والشرعيين.
    واتذكر ايضا ان اليهود عندما كانوا يمسكون بأحد من اهل القرية كانوا يطلقون النار على رأسه فورا بهدف القتل الأكيد والفوري والإبادة الجماعية السريعة.
    طالما تمنيت العودة .. وطالما حلمت بها وانا جالس هنا في مكاني هذا الذي لن ابرحه ألا إذا كان المكان الثاني فلسطين التي ستبقى في الذاكرة مورثة من جيل إلى جيل".

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة