أتوق لي!
أن تورق الحياة بمعانيها المتعددة وتلحن لنا عزف داخلنا العميق الذي يتسع لأن يضم الكون بأسره ، هو بذاك يعبر عن شعورنا جميعاً بأن الجزء والكل ابداً متصلين يجوب أحدهما الآخر من نواحي كثيرة قد نعرفها وقد نحبها وقد نجهلها وقد نشجبها ، وفي كل ذلك شمسٌ تنير لفكرة جميلة نتبناها أو فكرة غير مناسبة نتفاداها.
لن يكون السر مع المعجزة ، فالمعجزة ظاهرة بائنة لمن يتبصرها وهي سر لمن لا يعرفها ولن يعرفها حتى يتخلى عن سره ويكشف لنفسه كل ما يجول فيها ، هنا تتطلع النفس ويختار القلب وترفدنا الروح.
من هذا العالم الرهيب تولد خياراتنا ، التي ربما هي حقيقة بخصوصيتها لنا ؛ لأننا نؤمن بها في هذه اللحظة ، هي حقيقة الآن ، وهي ليست حقيقة مطلقة ما زال أن هناك أحداً لم يؤمن بها بعد.
إذا صببنا جميع الألحان في عصارة العزف لأغنية الكون سيولد خواراً صارخاً في لحظته ، ثم يعي فيصمت ، فالحقيقة ربما هي بذاتها هكذا منفردة ولكنها أبداً لا تتواجد منفردة فهي مترابطة والأجمل القول بأنها خاصة في ذاتها للمؤمنِ بها وعامة في ارتباطها.
وحفظكم الله قراء أحباباً لي
معاذ الرفاعي