أحدث المشاركات

مختارات في حب اليمن» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: غيرَ بَعيدٍ

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي غيرَ بَعيدٍ

    غيرَ بَعيدٍ


    عقارب الساعة تسير أسرع من سيارته نحو الثانية بعد الظهر، شمس صيف في أوجها ، وحرارة تجلد كل من تجرأ و كسر حظر التجول الذي فرضته على المدينة.
    - هذا ما ينقصني ! أهذا وقت الأحمر ؟ تمتم بها برِمًا و هو يدوس الفرامل في حنق. التفت يمنة و يسرة، لا سيارات و لا راجلين و لا شرطي. هم أن ينفلت من لحظات انتظار ستكلفه الكثير مع مديره، لولا أن استرعى انتباهه صراخ آت من أحد الأزقة المتفرعة عن الشارع ، قبل أن يلمح فتاة مندفعة بكل قوتها نحو سيارته ، وقبل أن يرتد إليه طرفه لفت حول المركبة و وقفت بمحاذاته مرعوبة كأنها تفر من الموت ،وجهها يتقاطر عرقا ، تصرخ بشكل هستيري ، أنفاس متقطعة ، وصوت مبحوح لا يكاد يُبِينُ :
    - أرجو...ك ........ ساعد .....ني ، صديقتي ، صديقتي ...في خط..........ر أتوسل إليك أسرع !
    - ما الأمر ؟
    ألقى بالسؤال دون أن يترجل من سيارته و الدهشة تسيطر عليه، لم يكن السؤال إلا محاولة منه لاستيعاب المشهد واستعادة التوازن.
    - اعترضنا منحرف، يحمل سيفا كبيرا، أمسك بصديقتي..... يريد اصطحابها معه قسرا ! هناك عند المنعطف في نهاية الزقاق.... أرجوك تحرك ! افعل شيئا ! أنقذها !
    نكص رأسه، ضغط دواسة البنزين، و انطلق بأقصى ما في استطاعة سيارته، كأنما ليهرب من الموقف، مخلفا وراءه سحابة دخان حالت بينه و بين الفتاة.
    - اللهم الطف بنا ! ما هذا الحظ ؟ لماذا أنا ؟ تكفيني مشاكلي و هذا المدير الذي يتربص بي. ثم ما أدراني أنها صادقة ؟ لا بد أنه كمين نصب لي ، حسن فعلت أن تصرفت بعقلي و ليس بعاطفتي. وفوق كل هذا أنا لست رجل أمن، و لا قبل لي بالمجرمين ! سيف !!! و أولادي !؟؟ لمن أتركهم ؟؟؟ فلتخطئني المصائب و لتسقط بعيدا عني.
    عند مدخل الإدارة، المدير منتصب القامة، ينظر كعادته إلى ساعته كلما وصل موظف. مر بجانبه ، ألقى عليه التحية دون أن يسمع لها ردا و دون أن يتجرأ على النظر في وجهه.
    - ليس المهم أن يرد التحية، المهم أن يمسك عني لسانه السليط.
    على مكتبه تكدست الملفات، منها ما قُضِي فيها، ومنها ما ينتظر منذ أسابيع.
    - " تبا لهذا العمل الذي لا ينتهي ! نحن نكد صباح مساء، وهم يتأنقون، يرتدون ربطات العنق ، و يركبون السيارات الفاخرة و يوقعون ".
    مضت أكثر من ساعة على التحاقه بمكتبه، ومازالت عبارات السخط و التأفف لم تنقض، بل إن لهيبها يتأجج كلما أنهى ملفا و فتح آخر. لهيب تمنى لو يشب في تلك الملفات، و المكتب و الإدارة بأكملها.
    نهض عن كرسيه يبغي اقتناص استراحة في الخارج في غفلة من رئيس القسم ، لكن رنين هاتف مكتبه أفسد عليه الأمر و حال بينه وبين الباب و أعاده أكثر سخطا إلى مكانه ، الرنين يستمر وهو يلعن اليوم الذي اخترع فيه الهاتف قبل أن يتناول السماعة في حنق :
    - ألو ! من معي ؟
    ودون مقدمات اندفع الصوت منتحبا: ابنتي !! ابنتي يا مراد !! وحيدتي ستضيع مني.....
    - أختي سعاد ؟؟؟ ما الأمر ؟ اهدئي و أخبريني ماذا حدث ؟؟؟
    .....................
    أصغى لحظات ثم أرخى سماعة الهاتف و تهاوى على الكرسي ممسكا رأسه ، شعر بدوار . أغمض عينيه فانقشعت سحابة الدخان، وعاد صوت الفتاة يزلزل كيانه و يصم أذنيه.

    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  2. #2
    الصورة الرمزية حارس كامل أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : مصر
    المشاركات : 571
    المواضيع : 66
    الردود : 571
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    قضية هامة تناولتها بقلمك الجميل الصديق المبدع /عبدالسلام
    في لحظة لا يفكر الإنسان في إداء واجبه.. فقط يفكر في مصلحته.
    كثيرا ما تصادفنا تلك المواقف.. كم واحد يلبي النداء!
    كأنها لحظة التحام أفكار؛ كنت لتوي شاهدت فيلم كرتون علي النت عمن يصعد علي جثث الناس، حتى زوجته وأولاده، وفي النهاية كان هو ذاته جثة تصعد عليها.
    ربما لي عودة لأحلل النص من حيث أسلوب السرد الممتع، وعناصر القص المبدعة التي أستخدمها قلمك في طرح الفكر
    تحيتي وتقديري
    لاتأسفن علي غدر الزمان لطالما
    رقصت علي جثث الأسد كلاب

  3. #3
    الصورة الرمزية هَنا نور أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 478
    المواضيع : 94
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي



    الأديب القدير الأستاذ عبدالسلام هلالي

    لا ألومه أبداً، وإن كنت قد تمنيتُ لو أنه تصرف غير ذلك، ولكن اللوم كل اللوم على منظومة الأمن في كثيرٍ من بلادنا.. تلك المنظومة الغائبة عن نجدة المواطنين البُسطاء ، الحاضرة في تأمين الكبار ، والحاضرة بقوة في فض مظاهرات المعترضين.

    نصٌ قوي، ناقش قضيةً في غاية الأهمية ، بأسلوبٍ رائعٍ ومشوق.

    دام إبداعكم، ودمتم بكل خيرٍ وسعادة.





  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    قصّة رائعة السّرد حتّى الخاتمة الصّاعقة !
    لا أدري أهي الضّغوطات في العمل أم خوفه أم أنانيّته ما منعه من الاستجابة لطلب النّجدة؟!
    نصّ يحكي الكثير
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    اخي الأستاذ عبد السلام هلالي
    واحدة من إبداعاتك..
    قصة سامية في موضوعها..عجلة الحياة والحرص على النفس - الانا - شغلت بطل القصة عن إغاثة ملهوف فجاءت الخاتمة كالصاعقة..
    جميلة في تنقلها بين مشهدين : الطريق والاستعجال... المكتب و الضجر..
    القفلة كانت مفاجئة..

    لي وقفات بسيطة على هامش إبداعك ..وربما جانبتُ الصواب:
    - الخط الذي اخترته لا يبدو واضحا - بالنسبة لي على الأقل..
    - شمس صيف في أوجها : لعلها أبلغ لو كانت شمس الصيف..
    -" لفت حول المركبة وقفت بمحاذاته" : استدارت حول المركبة
    - " نكص رأسه " : نكس
    بوركتم وتحياتي.
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  6. #6
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    ثملت أيامنا ماديةً تتساقط على إثرها إنسايتنا في ركض يومي ينسينا نداء الواجب وهاهي الأقدار المؤلمة تغير إحداثياتها ليقع الشاهد محل الضحية ولات حين مندم. الأديب الأريب عبدالسلام هلالي أبدعت سردًا ومعنى . تحياتي وتقديري.

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد الشرادي أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 721
    المواضيع : 35
    الردود : 721
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    أهلا أخي محمد.
    و على الجبان تدور الدوائر. و يدفع ثمن تخليه عن فتاة في مأزق.
    فقدنا كل شيء الإحساس بالواجب...الغيرة على العرض...الكرامة. كل واحد يقول:ابتعد عن الشر و غني لو.
    تحياتي

  8. #8
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارس كامل مشاهدة المشاركة
    قضية هامة تناولتها بقلمك الجميل الصديق المبدع /عبدالسلام
    في لحظة لا يفكر الإنسان في إداء واجبه.. فقط يفكر في مصلحته.
    كثيرا ما تصادفنا تلك المواقف.. كم واحد يلبي النداء!
    كأنها لحظة التحام أفكار؛ كنت لتوي شاهدت فيلم كرتون علي النت عمن يصعد علي جثث الناس، حتى زوجته وأولاده، وفي النهاية كان هو ذاته جثة تصعد عليها.
    ربما لي عودة لأحلل النص من حيث أسلوب السرد الممتع، وعناصر القص المبدعة التي أستخدمها قلمك في طرح الفكر
    تحيتي وتقديري
    مرحبا بمرورك و بعودتك أخي الكريم حارس ،
    فعلا هو واقع يوحدنا ، و مواقف تفرقنا.
    شكرا على القراءة المتعمقة و التفاعل المثري.
    تحيتي و تقديري.

  9. #9
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هَنا نور مشاهدة المشاركة

    الأديب القدير الأستاذ عبدالسلام هلالي
    لا ألومه أبداً، وإن كنت قد تمنيتُ لو أنه تصرف غير ذلك، ولكن اللوم كل اللوم على منظومة الأمن في كثيرٍ من بلادنا.. تلك المنظومة الغائبة عن نجدة المواطنين البُسطاء ، الحاضرة في تأمين الكبار ، والحاضرة بقوة في فض مظاهرات المعترضين.
    نصٌ قوي، ناقش قضيةً في غاية الأهمية ، بأسلوبٍ رائعٍ ومشوق.
    دام إبداعكم، ودمتم بكل خيرٍ وسعادة.
    فعلا أختي ، هم بأعوا أمننا و اشتروا "أمنهم" وهذا واقع يفرض نفسه ، لكن أما هذا ، ما العمل ، أنبقى متفرجين ؟ من يحمنا إن لم نحم انفسنا بتظافر جهودنا و بتآزلرنا.
    أشكرك على مرورك القيم و تفاعلك المثمر.
    تحيتي

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    هل ماتت النخوة فينا ؟؟
    أصبح كل يقول : يلا نفسي ـ أبعد عن الشر بالمشوار
    وأصبح الكل يتهرب من تحمل المسئولية
    ناسين إننا ممكن أن نتعرض لنفس الموقف , ولا من معين..
    قصة حملت إلى جانب الحبكة الجميلة والوصف المتقن والسرد الرائع
    قضية إجتماعية هامة هادفة .. سلمت وسلم اليراع.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. محاورة طيفٍ بعيد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 13-04-2006, 11:12 AM
  2. قبل أن تحتفل بعيد الأم ...
    بواسطة أماني محمد في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 09-03-2006, 02:03 PM
  3. بعيد ثورة الشك
    بواسطة حسن القماطى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-02-2006, 11:29 AM
  4. هنا .. التهنئة بعيد الأضحى المبارك
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 29-01-2005, 08:18 PM