أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: الشاعر الدكتور سمير العمري:الشعر بدأ يعود للواجهة..

  1. #1
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي الشاعر الدكتور سمير العمري:الشعر بدأ يعود للواجهة..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    في عرس صحفي مائز كان هذا الحوار الهام مع أمير الشعر العربي د. سمير العمري والذي نقله لنا الشاعر محمد نعمان الحكيمي
    وقد تحدث فيه عن رحلته مع الشعر حيث بدأ حواره ببيته الشهير :
    أَنَا مَا كَتَبتُ الشِّعْرَ كَي أَشْقَى بِهِ *** لَكِنَّ هَذَا الشِّعْرَ قَدْ أَشْقَانِي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وأترككم مع متعة القراءة على الرابط هنا ... وهنا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 23-05-2013 الساعة 12:46 AM

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    شكرا لك آمال تكرمك بنشر الموضوع هنا


    تحياتي و امتناني

    أرجو أن يتفهم المزن أمية الرمل
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد نعمان الحكيمي ; 23-05-2013 الساعة 12:35 AM

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد كمال الدين شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : في ملكوت الله
    العمر : 38
    المشاركات : 1,492
    المواضيع : 85
    الردود : 1492
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أنت لست بشاعر فقط دكتور سمير ولكن أبا روحيا لهؤلاء الطامعين في بناء المجد العربي .
    سر على بركة الله فبإذنه موفق .
    وخالص شكري لفكرك الأريب وقلبك الكبير
    و للفاضلة آمال المصري والشاعر محمد نعمان الشكر الجزيل
    محبة

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد الأستاذ أديب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    الدولة : في قلبٍ ما
    المشاركات : 2,021
    المواضيع : 65
    الردود : 2021
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    د. سمير العمري
    أعانك الله في حمل هذه الرسالة, وإعادة توجيه الأدب لمساره الصحيح
    قرأت المقال واستمتعت, فخرجت بفكر جديد, فكم كنت تائه
    فأيني من تلك الأفكار الجميلة الهادفة
    خرجت أتسائل لماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟
    بصدق كان هذا المقال مدرسة
    أستاذنا الكريم
    جزاك الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتك
    شكرًا جزيلًا
    سأكتفي بكِ حلما

  5. #5
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    - الشاعر الدكتور سمير العمري
    مفكر وشاعر عربي كبير من أصل فلسطيني غزّي المولد، كتب الشعر قبل أن يتم السادسة عشر من عمره، ونشرت له العديد من القصائد والمقالات في الصحف العربية والكتب، يعيش في السويد ويكتب الشعر باللغات العربية والانجليزية والسويدية يُحمله فيها فكره ورؤيته متحيزا للفضيلة منتصرا للحق والخير والجمال داعيا للنبل والإباء ، واصفا الشعر بأنه وسيلة لا غاية ولسان حال وبأنه ليس التلاعب بالألفاظ وزخرفة المعاني ، ولا هو الجنوح بالخيال إلى الغموض أو الشذوذ. إنه ليس سوى الالتزام والاحترام بقواعده وبمنهجه وبأهدافه ليكون بحق درة اللغة وجوهر ثقافتها ولسان حال الأمة وواجهتها الحضارية. ويقول في تعريفه "تقول فلسفتي الشعرية ايجازاً بأن الشعر هو خلاصة الفكر في خلاصة الشعور ، وأنه خلاصة التجربة الإنسانية المحكية بشكل يملك مقومات الكينونة والاستمرارية السرمدية.
    أما التعريف الاصطلاحي كما أراه فهو أرقى أصناف البيان القائم على مقومات وخصائص محددة أهمها الشكل البنائي من حيث الوزن المنتظم ومن حيث التراكيب المتسقة مع الصور المرسومة في إطار الكلية التي تخدم الفكرة وتنساق مع الجرس."


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ويقول عن الشعر في حياته

    "أَنَا مَا كَتَبتُ الشِّعْرَ كَي أَشْقَى بِهِ لَكِنَّ هَذَا الشِّعْرَ قَدْ أَشْقَانِي
    مضيفا :
    قد أخذ الشعر مني جل وقتي وجهدي ، ولقد كان ابتلاء نعمة ونقمة فما أكثر ما صدح انتصارا للحق وللخير وللجمال ، وما أكثر ما أوذيت بسببه وعوديت من أجله من كيد حاسد أو غيط حاقد، وإني لن أدعه برغم ذلك كله حتى يدعني راضيا، ذلك أنني اؤمن بأهميته ودوره ليس للمشهد الأدبي فحسب بل ومن الجانب الشرعي الديني أيضا ، وبأهميته كوسيلة للحفاظ على الهوية وخدمة صالح الأمة.

    وتطلب منه تقديم نفسه للقراء فيقول بحرج:
    أعترف أني لا أجيد ولا أحبذ تقديمي لنفسي، وكنت أفضل أن يكون اللقاء معي حول الرؤية لواقع الأمة تنظيرا وتدبيرا أو حول حلمنا العربي الكبير في رابطة الواحة الثقافية بدلا من أن يكون عن نفسي واختصارا أستعير من بعض شعري تعريفا بنفسي أبياتا أقول فيها:
    أَنَـا السَّمِيرُ سَلِيـلُ الْحَـقِّ مِــنْ عُـمَـر وَابْـنُ العُرُوبَـةِ فِـي دِينٍ وَفِــي شِـيَـمِ
    أَنَـا النَّصِيرُ بِكَـفِّـي سَـيْـفُ ذِي جَـلَـدٍ عِنْدَ النِّزَالِ وَسَيْفُ الشِّعْرِ مِلءُ فَمِـي
    أَنَا ابْنُ مَـنْ حَفِظُـوا بِالسَّيْـفِ عِزَّتَهُـمْ نَبْضُ الكَرَامَةِ يَجْرِي فِي صَمِيمِ دَمِي

    وأقول أيضا:
    هَذَا أَنَا ، نَسَجَ الزَّمَـانُ عَبَاءَتِـي مَنْ كُلِّ لَوْنٍ تَسْتَسِيـغُ وَتَرْغَـبُ
    عِنْدِي الْمَبَادِئُ لا أُسَاوِمُ مَهْرَهَـا أَمَّا المَوَاقَفُ قَـدْ تُـوَدَّ وتُخْطَـبُ

    - أنا سمير بن إسماعيل بن محمد العمري

    من مواليد قطاع غزة نشأت هناك حتى أكملت دراستي الثانوية، حاصل على الإجازة الجامعية كطبيب صيدلاني، متزوج وعندي من الأبناء ثلاثة أبناء وثلاث بنات.

    - قلت أنك تفضل الحديث عن حلمك الكبير رابطة الواحة الثقافية فكيف تعرفنا بها؟

    رابطة الواحة الثقافية كيان رسمي مسجل كمنظمة ثقافية عالمية أسس وقفا لله تعالى، ذات رسالة ناهضة فكرية أدبية أخلاقية ثقافية شاملة تعمل على خدمة الأمة وإبراء الذمة والانتصار للحق والخير والجمال، هدفها الحفاظ على الهوية ومحاربة التبعية وتأكيد الأصالة والرقي بالقيم والمثل والخلق النبيل.
    وهي كمنظمة ذات أنشطة متعددة وتنبثق عنها تشكيلات وفعاليات مختلفة منها ما باشرنا به كملتقى رابطة الواحة الثقافية على الشابكة والذي يعتبر أبرزها لأهميته في التواصل والتفاعل بين الأدباء والمفكرين العرب في كل مكان، ومجلة الواحة الثقافية الشهرية، ومنها ما هو قيد الإنشاء بانتظار الانتصار على المعوق المادي كإذاعة الواحة وفضائية الواحة
    وهناك أيضا الإصدارات الأدبية لرابطة الواحة الثقافية وغير ذلك من أنشطة ومشاريع مختلفة لا يعيق انطلاقها سوى ما ذكرنا من عدم وجود جهات داعمة ماديا وإعلاميا كوننا ننتمي لعروبتنا وشعوبنا ولا نتبع جهات حزبية أو عصبية قبلية أو دينية تحزبية.

    - مشروع بهذا الحجم من التطلع لا يأتي وليد لحظة أو فكرة، فمن أين جاءت الفكرة؟
    كانت فكرة رابطة الواحة الثقافية رد فعلي طبيعي مسؤول أمام اختلاط المفاهيم، واضطراب الرؤى وتداخل المبادئ والقيم ، وتفشي الإقليميات والتمزق العربي على الحدود الدخيلة وانتشار تأثير التبعية وفقدان الهوية، حتى تهاوت الهوية أمام مطارق التبعية والاستلاب لما يطلق عليه الحداثة ثم ما بعد الحداثة وبات الشعر مجرد مهارات إلقاء ومط كلمات وقدرة على التأثير والتعبير الصوتي ،حتى فقد النشء القدوة والمثل وتصوروا أن الأدب هو الغموض والخروج عن المثل و القيم والثوابت، منبهرين بثقافة المتنصر ، أو منحدرين في قيعان جلد الذات ورفض الانتماء ، ونتج عن ذلك تشوه فكري وحالة من التيه الثقافي أدى إلى زيادة حالة التخلف عن الركب الحضاري فجاءت الرابطة وليدة حالة متردية في تاريخ الأمة تصحرت فيها النفوس، وجفت الأخلاق، وذوت الهمم مما أدى لذبول الهوية العربية والإسلامية. ومن هنا كان لا بد من واحة يلتجأ إليها الأباة المخلصون ممن أعياهم هجير صحراء الواقع؛ واحة تروي الظمأ وتمنح الأمل وتكون منطلقهم لإعادة أمجاد الأمة واستنهاضها بالعلم والعمل، واحترامها وإكبارها والإيمان بها لتعود خير الأمم كما كانت يوم قادت العالم كله بثقة وقوة ونزاهة.
    لهذا قامت رابطة الواحة الثقافية ملتقى للنخبة ودار ندوة لأحرار الأمة وشرفائها الغيورين على صالحها غير طامحة لأية أهداف مادية أو مصالح شخصية، وإنما هي الغيرة ؛ الغيرة على خصوصية وأصالة الفكر والأدب العربي وعلى كل أولئك المحبين لهما الغيورين عليهما. فأمتنا الإسلامية والعربية تشكو الضعف والهوان بما تعاني مما ابتلاها الله و تستصرخ علماءها ومفكريها لاستنهاضها بما يملكون، ونحن فيها نرفع شعار رابطة الواحة "إعادة صياغة الواقع " في بعث نأمل أن نكون طليعته ومسيرة سلمية للبناء والتصحيح.

    - كيف بدأت تحويل الحلم لحقيقة وما هي المصاعب التي واجهتك؟
    كما قلت مرارا في هذا الشأن فقد قمت بالتواصل مع عدد من المثقفين من أدباء ومفكرين أشكو لهم الحال وأحثهم على النضال ولو بكلمة صادقة أو موقف كريم انتصاراً للحق وللقيمة وللأمة، وقد رأيت في البداية قبولاً وتقديراً للفكرة وحماسة لها فواصلت معهم أحث القادرين على أن يستغلوا إمكانيات الشابكة في التواصل كي ننتخب كرام الأمة من كل بلادنا العربية بل والإسلامية لنتخطى بذلك كل حواجز الواقع وحدود السياسة ولنعيد صياغة وجدان الأمة جيلاً فجيلا في منهج متكامل لتأصيل الهوية فكراً وأدباً ومحاربة التبعية والتشتت ، والاشتراك في بناء الوطن الحلم الذي نجعله غرساً طيباً في نفوس طيبة يؤتي أكله متى أراد الله دون تعجل لخير أو طمع في ثناء. فلما أن تابعت الأمر عن كثب فوجئت بأحد أهم آفات أمتنا العربية التي تتلخص في أننا بتنا أمة لا هم لها ولا همة ، ولا صدق في جلها ولا ذمة ، وأدركت أن أقصى ما يمكن أن يمنحه المرء في هذا الزمان هو بعض قول أو سراب وعد حتى إذا جاءت ساعة التمحيص رأيت جلهم على غير ما قالوا ولم تحركهم إلا مصالحهم الشخصية. ولكن هذا الأمر لم يثنني عن غرس هذه البذرة وتأسيس هذا الصرح الكبير بهذه الرسالة الناهضة وقفاً لله تعالى وانتصارا لصالح الأمة أملاً في أن نجد في هذه الرحلة الطويلة نحو الكرامة والعزة من يعد فيصدق ومن يجد فيبذل ، ومن يهتم بأمر الأمة فيؤثر مصالحها على مصالحه. ووجدت أن أقوم بالأمر بنفسي إذ تخاذل عنه من تخاذل.

    لهذا توليت بإمكانياتي البسيطة افتتاح موقع الواحة لأول مرة بمسمى "واحة الفكر والأدب" في شهر نوفمبر 2002 ثم تحويل الموقع إلى مسمى ملتقى رابطة الواحة الثقافية في غرة يناير 2003. وفي عام 2007 تم ترخيص رابطة الواحة الثقافية كمنظمة ثقافية عالمية، وباتت مع الأيام ما تمنينا لها مؤئلا لفحول الفكر والأدب بتوافد المخلصين الصادقين الذين يقدمون صالح الأمة على مصالحهم وخيرها على مكاسبها
    مِنْ كُلِّ حُرٍّ أَلْمِعِيٍّ قَدْ أَتَى بِنَدَى السَّحَابِ وَعِفَّةِ النُّسَّاكِ
    وَسَلِيلِ عِزٍّ نَحْوَ مَجْدِكِ قَدْ سَعَى مُتَلَهِّفَاً يَأْوِي إِلَى مَأْوَاكِ
    يَسْعَى فَيُدْرِكَ مِنْ فُيُوضِكِ نَفْحَةً تُغْنِيهِ مِمَّا جَلَّ مِنْ فَحْوَاكِ
    يَا وَاحَةَ الخَيرِ التِي لَبِنَاتُهَا شِيْدَتْ عَلَى التَّقْوَى وَصِدْقِ رُؤَاكِ
    يَا صَرْحَ عِلْمٍ يَا رِسَالَةَ أُمَّةٍ تَسْبِي بِمَنْهَجِهَا نُهَى الأَمْلاكِ
    عَلْيَاءُ لا تَهْوِي بِفَصْلِ خِطَابِهَا قَعْسَاءُ فَوْقَ مَكَامِنِ الأَشْرَاكِ
    يَا وَاحَةً رَسَمَتْ مَعَالِمَ دَرْبِهَا فِي مَنْهَجٍ يَرْنُو إِلَى السُّلاكِ
    وَأَقَمْتِ لِلإِنْسَانِ دَارَ كَرَامَةٍ يَزْهُو بِهَا البَانِي لَهَا وَالحَاكِي
    أَزَلِيَّةُ الخَطَرَاتِ وَاثِقَةُ الخُطَى صُوفِيَّةُ الغَايَاتِ فِي مَسْعَاكِ
    يَا وَاحَتِي الغَنَّاءَ أَيْنَعَ زَهْرُهَا فَكَأَنَّ مَاءَ الزَّهْرِ عَطَّرَ فَاكِ
    فَغِرَاسُهَا أَدَبُ الكِرَامِ وَفِكْرُهُمْ وَحَصَادُهَا وَرْدٌ بِلا أَشْواكِ
    أَدَبٌ أَضَاءَ المَشْرِقَينِ وَزَانَهُ فِكْرٌ يُطَاوِلُ غَايَةَ الإِدْرَاكِ
    يَا وَاحَةَ النُّجَبَاءِ أَنْتِ رَجَاؤُنَا إِيَّاكِ عَنْ دَرْبِ الهُدَى إِيَّاكِ
    يَا وَاحَتِي قَدْ طَابَ دَرْبُكِ لِلعُلا فَامْضِي وَرَبُّكِ بِالرِّضَا يَرْعَاكِ



    - هل تعتقد أن الرابطة قادرة فعلا على تحقيق هذه الغايات؟
    إن من أحد أهم معضلات الأمة في هذا الزمان حالة الأثرة والبحث عن الصالح الشخصي فلا تجد من يغرس شجرة بيمنى إلا ومد اليسرى مباشرة ليحصد ما غرس ، ولا يسلم من هذا الأمر إلا من رحم ربي ، ونحن نؤمن في رابطة الواحة الثقافية بمنطق أن من سبق غرس فأكلنا ونغرس فيأكلون ، وعليه فإننا نعيش بالأمل الذي بدونه ينطفئ قنديل الحياة ويتوقف الوجود البشري ، ولنا في رسولنا القدوة الحسنة إذ قام يدعو قومه لأكثر من عقد من الزمان فما آمن له إلا قليل من المستضعفين وعدد أقل من أصحاب الهمة والحكمة وهو المؤيد من السماء وصاحب رسالة للثقلين ، وكم من الرسالات الكبيرة بدأت صغيرة ضعيفة بشخص أو شخصين يزلقها الناس بأبصارهم حتى باتت بعد عقود رسالة أمم يتبعها الملايين. نحن نعلم الحالة العربية المحبطة ، ونعلم طبائع الناس مما شرحنا ، ونعلم أننا نحمل رسالة ثقيلة وبطموحات كبيرة ، ونعلم بأننا لا نملك مالا ولا ممولين ولا دعما ولا داعمين ، ولكن الأمة لا تعقم الأبرار الأحرار ولا تعدم الكبار الكرام ، وإنما نحن نغرس الفسيلة وعلى الله التكلان ، والله لا يتر أحدا عمله خصوصا إن قام خالصا لوجهه الكريم خادما للأمة وللناس.
    أما من الناحية العملية فإننا نؤمن بأن الرابطة قادرة على تحقيق حالة ناهضة مؤثرة في مسيرة الأمة متى وجدت الأوفياء ممن يحمل ذات التوجه ، ومتى وجدت الأيادي البيضاء تمتد بالمتاح من دعم مادي ومالي ومعنوي وإعلامي ، وإنما ندعو الناس لخير ونسعى إلى خير وتأمل في خير وسنجد لا ريب من سيرى صدق وجدية ما نقوم به فيتعاون معنا على البر والتقوى بإذن الله تعالى.

    - ما هي إنجازات رابطة الواحة الثقافية واقعيا حتى الآن؟

    لم يتحقق في إنجازات الرابطة ما نصبو إليه من مشاريع كثيرة وكبيرة بعد لضيق الإمكانيات وتقاعس الكثيرين في الكثير مما خططنا له، وتخاذل بعض من كان يشاركنا الحلم في العديد من المشاريع التي اشتهرت بعد أن تم طرحها كأفكار بالواحة حتى إذا ما تبلورت وباتت على أبواب التنفيذ أنسلخ ليسبق إليها بعيدا عن الرابطة بامتلاكه المال أو صلته بمن يمتلكه، ولم يقم أي من هؤلاء بما استولى عليه من المشاريع على الوجه الأمثل للأسف ذلك أنه ينحو بالأمر إلى ضيق المصالح الشخصية دون رؤية شمولية للحالة ودون وعي بمتطلبات العمل على المدى القصير والطويل. ، لكننا برغم ذلك قطعنا شوطا كبيرا وحققنا الكثير مما ما يزال رغم أهميته دون ما نأمل

    أما ما تحقق بشكل ملموس فهو:
    1- نجاح نحمد الله عليه كبير في التصدي لموجة الحداثة التي شوشت ديوان العرب فكاد بها يشوه، ولا ينكر منصف في هذا دور الواحة بتوجهها الأصالي في استعادة القصيدة العربية لمهابتها ووهجها وتمكينها من معاودة لعب دورها في المشهد العربي بعمومه.
    2- تخرج منها من أدباء وشعراء ممن صقلت فيها ملكاتهم وشذبت مواهبهم فكانت مدرسة يستفيد منها الكبير والصغير ليستقيم الحرف ويستعيد الأدب العربي مجده، ويعرف المطلعون أن النسبة الأكبر من شعراء هذه المرحلة هم من خريجي الواحة كمدرسة أدبية يحمد لها الفضل الكرام منهم ويجحده غيرهم.
    3- دورها الكبير في التقريب بين الأدباء والشعراء والمفكرين العرب في سائر الأقطار العربية وعلى امتداد البسيطة حيث المهجر الذي ابتلع من أبناء وطننا العربي الكثيرين، وقد كان لها في هذا المجال الفضل في تشكيل تجمعات أدبية عديدة قطرية و غير قطرية ناهيك عن أثرها في إثراء التفاعل بين الأدباء والمفكرين بما يخدم المشهد الثقافي العربي.
    4- رسخت الواحة مفهوم العمل الجاد الهادف من خلال الشابكة بعدما استحوذ على الحضور العربي فيها الشكل الساذج لمواقع التسلية والترفيه والتعارف غالبا إلا من قليل ممن رحم ربي، وهي في هذا من أوائل من اعتمد سياسة محاربة الأشباح فألزمت الأعضاء بالتسجيل بالاسم الصريح وباستخدام الصورة الشخصية والتعاطي الجاد للمواضيع والتفاعلات بما يخدم الأمة وأبنائها والثقافة ومحبيها أدبا وفكرا ومنهجا.
    5- كان للواحة دور نزعم أنه جهادي في الحرص على تطبيق منهج وسطي وحازم في التزام كل ما فيه رقي واحترام وأرب ، وهو ما احتملت في سبيله الكثير من الأذى احتسابا، فبات في الأمة من يعمل على ترسيخ مفهوم الوسطية دينا وخلقا ومنهجا ويعمل على بناء حالة سلمية إنسانية راقية وفق ما يدعو له منهج رسالة الواحة.
    6- وكان للواحة وما يزال موقعها المائز في المشهد الأكاديمي العربي حيث استفاد العديد من طلبة الدراسات العليا من ما هو منشور فيها من أدب هادف وراق شعرا ونثرا في عمل دراساتهم ورسائل الماجستير والدكتوراه والندوات الدراسية.


    - فهمنا أن الرابطة معنية بنشر إبداعات أعضائها فهل تكتفي بالنشر في الملتقى على الانترنت أمن أن لها نشاطا طباعيا على أرض الواقع؟
    تحرص رابطة الواحة الثقافية على إصدار مطبوعات تخدم المشهد الإبداعي العربي وأعضاء الرابطة والملتقى وقد كان لها في هذا السياق عددا من المطبوعات منها:
    - ديوان سنابل الواحة وهو إصدار سنوي خرج الديوان الأول منه في عام 2009 ميلادية، ونشرت فيه قصائد لأكثر من مائة وعشرة شعراء ليس لي وأنا من تكفل بتكاليف الطباعة وحده نص واحد فيها.رغبة في منح الشعراء الشبان مساحة أفضل لعرض إبداعهم.
    - أسهمت الواحة بنصيب الأسد في طباعة ديوان "أسطول الحرية" وهو ديوان ضخم للشعر.
    - شاركت الواحة بشكل تام بإصدار ثلاثة دواوين شعرية ضخمة مع مؤسسات أكاديمية ومؤسسات رسمية مختلفة.
    - أصدرت الواحة مجموعة قصصية "خمائل الواحة" وهو إصدار سيتكرر في أوقات غير متباعدة.

    وهناك أيضا مشاريع مستقبلية وهي تحت التحضير للتنفيذ في أقرب سانحة منها:
    1- الجزء الثاني من ديوان سنابل الواحة والذي سيكون إصدارا سنويا بإذن الله تعالى في سلسلة ستثري المكتبة العربية بأفضل مستوى للشعر في هذا العصر.
    2- مجموعة قصصية للأطفال سيتم طباعتها خلال هذا العام بإذن الله تعالى لتمثل مشروعا رائدا وغير مسبوق في فكرته وتوجهه.
    3- مسابقة الواحة السنوية الكبرى ومهرجان الواحة السنوي الي سيخصص لتكريم الأدباء الحقيقيين وفق أقدارهم وقدراتهم.
    4- مجموعات نثرية سيتم جمعها وطباعتها في كتاب واحي آخر في وقت غير بعيد بإذن الله تعالى.
    5- مجلة الواحة الثقافية التي نسعى لتطبع ورقيا في أقرب سانحة وبمجرد توفير التمويل المادي ولتكون حالة فريدة في الأداء الثقافي العربي على مدى تاريخه.
    6- مشروع "ديوان في حب الأوطان" وهو مشروع يعمل على تجسيد وحدة حقيقية عربية من خلال كتابة ديوان شعري في كل قطر عربي بإبداع كل شاعر عربي يرغب في المشاركة ، وسيكون الديوان الأول "ديوان اليمن" يكتب في حب اليمن ومناقب أهله ، ثم يتكرر هذا مع دول عربية مختلفة تباعا.
    7- مشروع السيرة النبوية شعرا ، وهو مشروع عربي جماعي لكتابة السيرة النبوية في قصيدة شعرية متكاملة من خلال شعراء الأمة ، وهو مشروع لم يهمل رغم كل العقبات التي أخرت تحقيقه حتى هذه اللحظة.
    8- مشاريع سرية لا يعلن عنها لحساسية الموضوع و "سرقة الأفكار" كعادة ما عانت الواحة دوما.

    وأخيرا فإن الواحة مشاريع كبيرة وطموحات واسعة ستأتي في مراحل قادمة بعد تحقيق المنشود من المرحلة الأولى. وأكرر بأنه لا يؤخرها إلا عدم توفر التمويل اللازم لا أكثر. وسنظل نعمل بحرص على تحقيق هذه المشاريع بالمتاح ولن نتوقف حتى وإن استغرقت منا وقتا أطول وجهدا أكبر لضيق تمويلها المقتصر حاليا عليّ شخصيا.

    -ما هو ديوان الواحة في حب اليمن وما حقيقة ما نسمع عنه؟
    ما يزال الشعر نبض الشعوب وتعبيرها الذي لا يموت عن قضاياها، وقد رأينا في الواحة حراكا شعريا بديعا ومميزا إبان أحداث الثورات العربية تجلى فيه المستوى الشعري للمبدعين والعمق الفكري العروبي والإسلامي ، والقدرة على النطق بلسان الشعوب وضميرها بتجاوز استثنائي للتقسيمات التي شتتت الأمة على غير وجه حق، وبشكل يبهج النفس ويؤكد على نجاحنا في قيادة الحركة الأدبية عموما والشعرية خصوصا لتحمل مسؤولياتها والقيام بالدور المنوط بها تعبيرا عن ضمير الأمة وانتصارا لواقعها ولقضاياها، فكان طبيعيا أن نوظف هذا التدفق التفاعلي تماشيا مع دور الواحة في تحقيق التقارب بين مبدعي الأمة وصهرهم في بوتقة الانتماء الواحد والانتصار على أية نزعات إقليمية نجح بزرعها في القلوب دهر من الاستعمار العسكري والفكري، بدأنا مشروعنا الجديد في التعبير الشعري عن هذا الحب الكبير لكل بقعة من الوطن العربي، واليمن أصل العرب فلن يكون البدء بغيرها، لهذا أطلقنا في ملتقى الرابطة مشروعنا "ديوان في حب الأوطان" ، وسنبدأ في كتابة ديوان الواحة في حب اليمن، وسيحول للطباعة بمجرد تجهيزه بأرقى وأفضل قصائد الشعر العربي وعدا غير مكذوب وغير بعيد.

    - كشاعر في الصف الأول كيف ترى الشعر اليوم وما هو المأمول منه؟
    أعتقد على عكس ما توحي به حالة اليأس والنوح أن الشعر بدأ يعود للواجهة بقوة سحقت ما شاب مسيرته في الحقبة الأخيرة وما سبقها من تشويه على اختلاف مسمياته، وها هو يستعيد مكانته وتوهجه بما أراه يفوق ما كان في عصور مضت، وبأسماء في فضائه تفوق أسماء لمعت واحتلت العناوين الشعرية حتى باتت رموزا له في أمه يبهرها بريق الشهرة فلا في الأفق غيره، ولو قيض للشعر وللقصيدة العربية في رأيي بعض إنصاف في هذه المرحلة لأشرقت كالشمس وتوهجت تهب نورها ودفئها ليطلع نهار الأمة من جديد. تظل المشكلة القائمة هو في تأثر الأمة رسميا وشعبيا بحالة التهميش المشبوهة للثقافة عموما والأدب والشعر خصوصا في التعبير عن ضمير الأمة والذود عن مصالحها وطرح قضاياها وتوجيه الرأي والرؤية وفق منطور متجرد.
    ونحن في رابطة الواحة الثقافية ووعيا بهذا نجتهد لتخليص المشهد الأدبي عموما والشعري خصوصا من كل شائبة، حرصا على تجسيد مشهد ثقافي صحي وصحيح وحالة شعرية زاهية تناهز أو حتى تتجاوز أزهى عصور الشعر العربي في تاريخه

    -لكنك بقولك بدأ يستعيد مكانته تعترف أن الشعر والقصيدة العربية غير منصفان فما هي أسباب تدهور حال الشعر برأيك؟
    هنالك عوامل بالغة الأثر في إضعاف كل شيء مهما بلغت قوته، ليس على صعيد الشعر والأدب فحسب، وإن مما أسهم في ما عانى الشعر من تراجع في عصوره الأخيرة وحتى سنوات مضت اجتماع عوامل عدة منها:
    - الإعلام المستلب بمطامع مصلحية أو انتماءات وتبعية لجهات وتوجّهات تصب جميعا في بوتقة الجهد الاستشراقي للنيل من اللغة العربية وفنونها كخطوة باتجاه النيل من دستور الأمة الذي انزله الله قرآنا عربيا، فإعلامنا متأرجح بين ثلاث فإما تجاري لا غاية له غير الكسب ولا اهتمام بغير الغرائز والحاجات المادية المباشرة، أو رسمي موجه يصب في أقنية الأنظمة فلا حصة فيه لثقافة أو أدب إلا ما يساير تلك الأنظمة ويوظف الحرف في خدمتها والترويج لطرحها، أو مستعبد أسير الروح والفكر والنهج لطامع نفعي في الداخل او استعماري مدمر في الخارج، وهذه الفئة الأخيرة تستفيد بقوة من محدودية الاهتمامات الثقافية –إن وجدت- لدى القادة وصناع القرار بأنواعه في المنطقة العربية، مما ساعدهم في خلق حالة من الإهمال للحراك الثقافي والأدبي العربي بل وربما محاربته.
    - محدودية أفق القائمين على الأقسام الأدبية في المنابر الإعلامية، و الذين يركبون الموجة التي تحظى بالتصفيق دوليا غافلين عن الاختلافات الفكرية والحضارية بين الثقافات لعدم امتلاكهم القدرة المعرفية التي تخولهم فهم ذلك والبناء عليه في تأطير عمل أقسامهم بما يخدم الأمة ويفي بواجبات أدوارهم في مواقعهم.
    - أدى هذا النوع من القائمين على المنابر الأدبية والثقافية لظهور تلك الشريحة من أشباه الأدباء وأدعياء الأدب ممن تصور بتأثير تلك السنوات التي اكتسح فيها التيار الحداثي المشهد العربي أن الأدب ليس إلا هذرا وتهويما، فأمتطى لعجزه عن الإبداع الحقيقي بغلة الجنوح للغموض والشذوذ وتناول موضوعات لا تمس الواقع ولا تصل المتلقي، وانتشر ما ينسب للشعر جورا وما هو بشعر فكان فساد البضاعة وكساد التجارة وكان الشرخ الأول بين الجماهير والمبدعين حتى الحقيقين منهم والذين لفظهم المجتمع إذ لفظ من انحشروا بينهم على غير استحقاق.
    - هنالك فئة من الشعراء ممن لم يعجزهم الشعر وإنما أعجزهم الوعي عن الاتصال بقضايا الأمة فانشغلوا بكتابة الغزل والوجدانيات في وقت تخوض فيه الأمة فيه معركة وجودها بكليّته، ففقد الشعر دوره في الذهن العربي قدره ومكانته في وعي الجماهير.
    - عدم وجود الهيئات الثقافية الحقّة التي تحرص على إيصال الحرف والصوت الأدبي الأصيل الحرّ للمتلقي، سواء في مطبوعات دورية أو مستقلة، أو من على منابر مسموعة ومرئية أو غيره، ويلام في هذا المعنيون في الأجهزة الرسمية المسؤولة عن إجازة المطبوع ودور النشر التي لا تحرص على إبراء الذمة تجداه الها والأمة بعدم نشر ما لا يستحق، بل تقدم الكسب المادي على صالح الأمة فتساوم كل واهم لتمنجه اسم شاعر بحفنة نقود.
    - حالة السخرية والاستخفاف بالأدب عموما وبالشعر خصوصا بل باللغة العربية وبمدرسيها من خلال أفلام ومسلسلات عربية فبدا الشاعر أقرب للهذار الهائم يقول ما لا يفعل ، وهذا أدى لفقدان التأثير للكلمة وللأدب في ضمير الشعوب.
    - حالة الاستقطاب السياسي الذي طغى على الساحة وصالح الساسة في تهميش أحرار الأمة من المثقفين والأدباء وتقديم الموالين ممن يوظفوا لاعتلاء المنابر المادحة المهللة لهؤلاء الساسة.
    وأعود هنا لأقول أن واحدة من أهم عوامل نشوء فكرة إنشاء رابطة الواحة الثقافية جاءت من هنا إعادة صياغة الواقع وتصحيح المسار والانتصار لدور الأدب ورفض التهميش وتشجيع حالة ثقافية أدبية حرة وناهضة تنتصر للخير والحق والجمال.

    -كيف أثّرت الغربة في شعر د. سمير العمري؟
    لقد عشت في غزة مسقط رأسي ، وكنت بدأت مشواري على دروب الغربة يافعا في مقتبل الشباب أحن إلى صدر أمي ودفء أسرتي، اضطررت لهذا قسرا لأعيل أسرتي الكبيرة الفقيرة فابتلعتني دروبها حتى لقد حرمت وداع أمي التي فارقت الحياة قبل أن تحقق رغبتها بضمي ، فكان للغربة من شعري نصيب الأسد حتى لقبت بسببه يوما بالشاعر الغريب وبشاعر الغربة.
    لكن الغربة عن الوطن ليست هي الأقسى فثمة غربة أشد وأمر هي غربة الأزمان، وقد عشتها منذ نعومة أظفاري، فكنت الغريب عن أقراني الغريب في أيامي، وفرض هذا الإحساس نفسه أيضا في أشعاري فشكل حس الكثير منها ولونها بمعانيه، ولكنها ظلت غربة تسير الحياة معها وتستوي الأمور وإن صعبت، أما الغربة الأعتى على الإطلاق فهي غربة الإنسان في الإنسان، يوم يجد المرء نفسه غريبا عن نفسه، عاجزا عن التقاء صنوه يحقق معه وبه التوازن الداخلي لروحه، فتجده ينساق في ممارسة ما لا ترتاح له نفسه ، وتتعامل ملزمة مع أناس لا تجد فيهم ما هو أصل تكوينها، فتزداد إحساسا بوحدتها وغربتها وتعيش لحظاتها في مرارة لا تملك معها شعورا بالسعادة مهما حققت من أدواتها.

    -ذكرت أمك ورحيلها في غربتك، فهل جسدت هذا الرحيل في شعرك، وبأية صورة تتذكرها حين تتذكرها؟

    سأبدأ من الجزء الأخير من سؤالك، وهو كيف أتذكرها حين أتذكرها، واسمح أن اعترض هنا على حين أتذكرها، فهي معي في كل وقت تشاركني ألمي وجهادي وتعيش معاناتي ويهدهد طيف ابتسامتها الحانية قلبي كلما ثقل عليّ الهم، فأستعيد لأجلها عزمي وتقوى بها عزيمتي، وأما الصورة التي لا تفارق خيالي فهي دموعها التي انهمرت من عينيها بسكون وفخر في أول مرة سمعتني بها ألقي الشعر في حفل كبير. وقد كانت ترنو إلي يومها شامخة لا تشعر بمن حولها وما زلت كلما لاحت بخاطري هذه الصورة وجدت في ما كان منها ووجدت دموعي تبتهل إلى كفيها رحمها الله ترجو منهما قبلة وعناق.

    ونعود لكيف جسدت رحيلها في شعري وأتذكر هنا قولي :
    أَتَيْتُ بَعْدَ ثَمَانٍ أَنْكَرَتْ زَمَنِي وُزُرْتُ قَبْرَكِ يَا أُمَّاهُ فَاحْتَضِنِي
    أَتَيْتُ أَهْرَعُ لا أَلْوِيْ إِلَى أَحَدٍ إِلا حَنِيْنِي لِدِفْءِ الصَّدْرِ وَاللَبَنِ
    تُسَابِقُ اللَهْفَةُ الحَرَّى عَلَى أَثَرِى وَدَمْعَةُ الشَّوْقِ فِي الأَحْدَاقِ تَسْبِقُنِي
    حَتَّى ارْتَمَيْتُ أَمَامَ القَبْرِ أَحْضُنُهُ أُقَبِّلُ الرَّأْسَ وَالأَقْدَامَ لَسْتُ أَنِي
    أُمَّاهُ يَا دَمْعَةَ المَحْزُونِ مَا نَضَبَتْ وَزَفْرَةَ القَلْبِ مُنْذُ الفَقْدِ لَمْ يَلِنِ
    مَا إِنْ وَجَدْتُ بِرَغْمِ الوَجْدِ فِي كَبِدِي وَمَا بَكَيْتُ بِقَدْرِ الشَّجْوِ وَالشَّجَنِ
    مُدِّيْ إِلَيَّ يَدًا حَتَّى تُعَانِقَنِي وَتَمْسَحَ البُؤْسَ عَنْ ذَا المُرْهَقِ الوَهِنِ
    مُدِّيْ إِلَيَّ يَدًا حَتَّى أُقَبِّلَهَا ثُمَّ اشْمُلِينِي إِلَى عَطْفَيْكِ فِي الكَفَنِ
    أُمَّاهُ يَا قِبْلَةَ الوُجْدَانِ يَا وَطَنِي مَا عَادَ بَعْدَكِ مِنْ دَارٍ وَمِنْ وَطَنِ
    مَا عَادَ بَعْدَكِ مِنْ قَلْبٍ أَلُوذُ بِهِ دِفْئَاً وَلا سَكَنَتْ نَفْسِي إِلَى سَكَنِ
    مَنْ لِي سِوَاكِ بِتحْنَانٍ يُدَلِّلُنِي وَيَسْتَحِثُّ إِذَا مَا أَبْحَرَتْ سُفُنِي
    أَشْكُو إِلَى اللهِ مَا أَلْقيْ وَأَسْأَلُهُ صَبْرًا أَلُوذُ بِهِ مِنْ غُرْبَةِ المُدُنِ
    أَدْمَى النَّوَى قَدَمِي فِي تِيْهِ غُرْبَتِنَا وَخَطَّتِ الشَّيْبَ فِي جِسْمِي يَدُ الزَّمَنِ
    يُرَدِّدُ القَلْبُ أَشَوَاقًا إِلَيْكِ وَمَا يُعَلِلُّ النَّفْسَ إِلا الصَّبْرُ فِي السُّنَنِ
    عِلْمِي بِأَنَّ لِقَاءً لَيْسَ يَجْمَعُنَا إِلا هُنَالِكَ فِي دَارٍ بِلا فِتَنِ
    سَنَلْتَقِي عِنْدَهَا يَا أُمِّ فَانْتَظِرِي فِي رَحْمَةِ اللهِ تَحْتَ العَرْشِ فِي عَدِنِ



    -هل نجحت فترات التراجع في مستويات العطاء الإبداعي بالتردي في الذوق العام؟

    وإذا كان كذلك فأيهما الأصح الآن... هبوط المبدع ليصل بما يقدمه للمتلقي ويبدأ الارتقاء به شيئا فشيئا أم البقاء في معارجه، وانتظار تطور المتلقي بنفسه ليصعد إليه؟

    حيث يكون الإحباط يكون الانحطاط ، ومن المؤسف أن المثقفين والأدباء الحقيقيين قد استسلموا للإملاءات وللتحول الإعلامي الذي همشهم وقدم أشباه المثقفين ليملأوا الفرغ ، وهذا أدى بالتأكيد لقتل الإبداع عند الكثير أو انحساره عند من تبقى فقلة من يؤمن بأهمية الصراع والمواجهة لفرض الصواب ولذا تأثر الإبداع والأداء عموما بهذا التهميش ونمت مكانه طحالب الحداثة ومثقفي السلطان وحدوث الفجوة بين الملقي والمتلقي. وكان مما دبر بليل ضمن الأطر الفكرية للمنهج الحداثي هو الانقلاب على الهوية العربية لغة وأدبا وتكريس التبعية، ولذا كان ضمن الأطروحات مقولة الهبوط للمتلقي وركوب موجة العرض والطلب. هذا أدى بالضرورة لزيادة الطين بلة والدله بله، وصاحب هذا حالة تهويم شعري ورمزية الغموض الذي يصل حد الأحجيات.
    والحقيقة أن هذا يذكرني بما كان يوما كنت أشارك فيه بمهرجان جماهيري كبير وألقيت فيه بعض قصائدي فلما كنا خارجين من المكان مال علي أحد المثقفين والسياسيين المعروفين للعموم وقال لي بأن شعري جميل ومعبر وقوي ولكنه طلب مني أن أتبسط بلغتي وأهبط مضمون طرحي كي يسهل فهمه. سألته إن كان فهم ما قلت قال نعم ولكن ربما كان هناك من لم يفهم. قلت له يومها بأنني أكتب على مستويات ثلاث؛ قصائد مباشرة واضحة مبسطة ليفهمها الجميع ، وقصائد منبرية تحرك المشاعر وتلهب الحواس ، وقصائد للتاريخ وأن جل ما أكتب من النوع الأخير الذي يفهمه كل من شاء.
    وجوابي على ما تفضلت بالسؤال عنه يتلخص في منهج الواحة ألا وهو الوسطية والتسديد والمقاربة ، فلا إغراق ولا انغلاق ، ولا انحدار ولا انبهار، ثم إني أرى أن يكون الموضوع هو أساس الأمر بما يوافق شعاري "الفكر قبل الشعر" فحين يلامس الموضوع المتلقي يفهمه فاللغة مهما ارتقت أو كانت معجمية فهي في متناول الفهم في سياقها حين اهتمام ورغبة في التلقي.
    وعليه فإنني أرى أن طرح هذه الإشكالية بهذا الشكل أمر مشكول وغير مقبول، والمطلوب هو التناول الموضوعي والبعد عن التهويم والغموض وطرح القضايا والمواضيع ذات الأرب بلغة رصينة قوية جذابة بلا استعراض ولا استعلاء ولا استهانة بعقول الآخرين.

  6. #6
  7. #7
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    لقاء جميل ماتع مفيد
    مع شاعر أصالي كبير
    نسأل الله تعالى له التوفيق والسداد ..

    شكراً أستاذتنا آمال على هذا النقل الرائع

    شكراً شاعرنا الجميل محمد نعمان الحكيمي
    على هذا اللقاء الذي وضعنا في أجواء مترعة بالأمل والتفاؤل ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    تحياتي ودعائي ..






    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  8. #8
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    صاحب فكر راق ورائع ... ومبتكر لمشاريع قيّمة ذات أهداف أدبيّة واجتماعيّة وعقائديّة
    مقابلة مميّزة مع اديب وشاعر يستحقّ كلّ تقدير
    دمت نبراسا يضيء الدّروب أخي الدّكتور سمير
    وشكرا لشاعرنا الحكيمي وللأخت آمال
    بوركتم جميعا
    تقديري وتحيّتي

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    أستاذي وشيخي د. سمير العمري ( أبا حسام )
    أذكر موقفا من أحد الذين مددتَ لهم يد الانتشال ، فقابلوا الإحسان بما ليسوا هم أهلا له
    وذلك عندما نشرتُ لك على صفحتي في موقع التواصل ( الفيس بوك ) تهنئة بقدومك للقطاع الحبيب في زيارة عاجلة قبل شهرين
    فكشف عن حقد ولؤم ..
    فلله درك وأنت تعلمنا ألا نبتئس بما يصنع المتحولون ..
    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=387397961395449&set=pb.100003757443  881.-2207520000.1388969228.&type=3&theater

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد عبد المجيد الصاوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    الدولة : فلسطين ـ غزة
    المشاركات : 1,302
    المواضيع : 184
    الردود : 1302
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد المجيد الصاوي مشاهدة المشاركة
    أستاذي وشيخي د. سمير العمري ( أبا حسام )
    أذكر موقفا من أحد الذين مددتَ لهم يد الانتشال ، فقابلوا الإحسان بما ليسوا هم أهلا له
    وذلك عندما نشرتُ لك على صفحتي في موقع التواصل ( الفيس بوك ) تهنئة بقدومك للقطاع الحبيب في زيارة عاجلة قبل شهرين
    فكشف ذلك الذي ما عُود غير الإساءة عن حقد ولؤم ..
    فلله درك وأنت تعلمنا ألا نبتئس بما يصنع المتحولون ..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 01:23 AM
  2. إطلالة على عالم الشاعر القدير الدكتور: سمير العمري
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23-10-2012, 07:12 PM
  3. لا عدمناكَ يا سميرُ سميرا ! إبتهاجاً بعودة الدكتور سمير العُمري
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 12:26 AM
  4. قراءات في ابداعات الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-06-2010, 01:47 PM
  5. بالشعر أنت سميرنا وأميرنا...لأخي الشاعر الدكتور سمير العمري
    بواسطة أبو جاسم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-09-2006, 01:07 PM