على حــائطِ المــبكى نحــــــرتُ براقي ... وآثـرتُ إلــحـادي عـلى إخــــفاقي
فــــلو أن في الأشـعـــــــارِ أيُّ نــبوءةٍ ... لمـــا بــدلَ الطــاغوتُ دينَ رفاقي
أرى أمتي الثكلى وقد ضـاقَ صـدرُها ... بتـنـهيـدةٍ قد أوشــــكـــتْ إحــراقي
فبالأمـسِ كان الحـجُ مـيعـادَ طــــعنةٍ ... أذابتْ نـياطَ الــــــروحِ في أعمـاقي
كلابٌ من المـارينز والـفــرسِ قـيدوا ... أســودَ بني قـــــــومي بألـفِ وثاقِ
وسـاروا بـهم للمـوتِ من دونِ رادعٍ ... ونـحــــنُ نلـــوكُ الذلَ في الإطراقِ
أما كان صـدامُ الـعـدا رغـمَ حــــزمِه ... كـريمـاً عـظيماً طــيـبَ الأخـــلاقِ؟
أما كـان درعَ العُـــــربِ أيـامَ حكـمهِ ... ولولاهُ لاقـــــــتادَ الـعدوُ خِــناقي؟
يجـندلُ أهـلَ الـبغي من غــيرِ رحمةٍ ... فيجــــتثُ بـالـترهيبِ كـلَ نـــفـاقِ
لـذلك كـانَ الشــــعبُ صـفـاً موحـداً ... بــلا نـزعـةٍ لـلــــدينِ والأعــراقِ
فــلا شــيــــعةٌ للفرسِ تندسُ بيــننا ... ولا خـــــائــنٌ للعـهـــدِ والمـيـثاقِ
جـميعُ حماةِ الدينِ في سـاحةِ الوغى ... يُــفـادونَ بـالأرواحِ والأعــنـاقِ
فـإن صـاحَ في تـكـريتَ حـرٌ أجـابهُ ... من الـنجفِ المـكلومِ ألفُ عـراقي
وإن داعـبتْ كركوكَ أنفـاسُ كـربـلا ... تـبـسـمَ كــردسـتانُ كالإشـــراقِ
فتشدو طيورُ السـعـدِ في عرسِ دجلةٍ ... إذا آذنـتْ لـفراتـــــهـا بــعـناقِ
يُقـبلُ خـــــــديها ويـلثــــمُ ثـــــغـرها ... كـذا تفعلُ الأشــواقُ بالعــشــاقِ
كـأن كـرومَ النـــصرِ لـمـا تزيـنـتْ ... تغـــيظُ غـرورَ النـخـلِ بالأعــذاقِ
وهل تُمزجُ الكأســانِ إلا لـعاشــقٍ ... شـكا لـوعةَ الـتحنانِ والأشــواقِ؟
وهـل تنحـني الأمـصــارُ إلا لقائـدٍ ... حــوى أرضَـهُ في قـلـبِهِ الخـــفاقِ؟
فنوحوا على صـدامَ جـهراً وخـفـيةً ... إذا كان فـيـــكــم لـلـكرامـةِ باقِ
لقـد كان بدراً في سـماءِ شمـوخنا ... يـنيرُ ســنا عـــــيـنيـهِ كـلَ رواقِ
يـشقُ لنا الـديجـورَ من غـيرِ منةٍ ... لكـي نـهـتدي للـمـــجدِ في الآفـاقِ
فما بالهُ قد سـربلَ الحــزنُ قلبَهُ ... ألم يُبقِ منهُ اللـيلُ غـيرَ محـاقِ؟
أيا والدَ الأبطــال ياجدَ مصطفـى ... لقـد جفَ نهرُ الحـــزنِ في أحــداقي
وما عدتُ أقوى أن أرى جيشَ مقـتدى ... يدكُ صـروحَ المـجـدِ بالــمطـراقِ
يجـندُ باسمِ الفــرسِ كلَ شبــابنا ... ويلـهو بهم في الحـربِ كالمخراقِ
وفي السـاحةِ الخضراء جــروٌ مقيّدٌ ... تــحـاصــرُهُ الآيـاتُ كـالأطــواقِ
فمـا قال أما بعـدُ .إلا بأمــــــــــرهـم ... ومـا رأيـهُ إلا رجيــعُ نُــعــاقِ
ولكــنني ياســـيدي لـم أزل أرى ... تـبـاشــيرَ نـصـرٍ لاحَ كالــبرّاقِ
فلــليثِ أشـــبالٌ وللمجـــد أمةٌ ... تسيرُ إلى العليـاءِ كالــمشـتاقِ
وللبــعثِ ميــعادٌ وللــنصرِ رايةٌ ... تـوحـدُها الـغاياتُ دونَ شــقاقِ
تحياتي لكل العابرين ..... نديم الأسى