جولة بين سطور قديمة
يلقي بي الأرق إليه، أفتحه ، أقلب صفحاته المغبرة اليابسة، تتململ الكلمات متكاسلة تتثاءب، تفتح أعينها، تنفض عنها السبات شيئا فشيئا. يتسارع نبض قلبي . تترنح الصور السجينة، تنفلت من عقالها ، تغتسل من شحوبها. رعشة باردة تعبرني فترتفع حرارة شوقي ، تصهر الحبر المتجمد فيسيل ليحيد عن خطوط سيره المستقيمة، وينفلت نهرا من أمس و ذكرى ، يمتد بين الكائن و ما كان، جارفا ما اعترضه من نقط نهاية و تعجب و استفهام.
تطول الدقائق في ليلي . حتى ساعتي التي طالما أنهكتني جريا وراء عمري ، تعلن هدنة، و تتوقف لتراقب مشهد التمرد و العصيان و الاجتياح.
أتخذ قرار المقاومة: فليعد كل إلى مكانه ! لن أتذكر ، لن أحلم و لن أُستدرَجَ .
تشتعل الحرائق في صدري ، أقاوم . نسيم متآمر يحمل عطرك الخجول إلي ،يلثم أنفي، أكابر . طيف يلقي وشاحك الزهري على وجهي.......................... أستسلم.
أتذكر، أرسم، أكتب، أدندن، أبيع الليل بخيال و حلم، و أحلم:
ها أنت تلوحين لي بنفس المنديل الأبيض المنمق باسمينا و لا قلب كما كان يفعل أقراننا، ها أنت تسيرين إلي من بعيد ، أسرع من الزمن ، أوسع من الوطن ، في زحمة الذين لم يعودوا يكتبون ، لم يعودوا يسألون، ولم يعودوا يذكرون ،...... ولم يعودوا.
ها أنت تشرقين في ليلي فينسحب القمر من معركة محسومة . ها أنت تولدين في صورتك من جديد ، طفلة من زمن لم يول. مازالت الصورة على مقاسك ، و ما زلت على ملامحها.
ها أنت تزهرين في كتابي القديم الجديد، أجمل من الشمس و الأرض، أحلى من صبح ربيع و بهجة عيد.
ها أنا أفتح عيني واسعتين ، علهما يستطيعان استيعاب هالتك، ثم أغمضهما بقوة حتى لا يتسرب شيء من ضيائك عبر شقوق الليل.
ها أنا أنااااااااااااااااااااااا اااااااام.............