مِنْ نظرةٍ خرساء تَبْتَلعُ المدى
وُلِدَتْ حكايةُ موعدٍ لن يُشْهدا
قالتْ حديثًا لم تقلْهُ وإنّما
لمْلَمْتُهُ بَعْدَ الوَداعِ مِنَ الصَّدى
يا أيُّها الغرباءُ هل فيكم أنا؟,
صُلِبَ السُّؤالُ على فمي فَتَجَدَّدا
لا دَهْشَةً أخرى تَصُبُّ ملامحي
في عينِ مرآتي فقدْ فُقِئتْ سُدى
وجْهي توضأ بالبَريقِ وخطوتي
تَتْلو الظِّلالَ وما اقْتَرَفْتُ المَسْجِدا
فالحبُّ أكْبرُ مِنْ خَطِيئةِ عاشقٍ
يحيا على قيد الأسى مُتَمَرِّدا
في قَلْبِهِ ذكرى وبينَ عيونِهِ
حلمٌ مِنَ الغيبِ الزَّهيدِ تَجَمَّدا
في هذهِ الألواح قد وُلِدَ الهوى
مَيْتًا فَحَمَّلني الفَنَاءُ المَوْلِدا
أنا لَوْعَةُ السَّفَرِ القَديمِ أنا الذي
وَقَفَ القطارُ بِنَبْضِهِ فَتَنَهَّدا
مِنْ ألفِ مِيعَادٍ وألفِ مَحَطَّةٍ
ما زِلْتُ أفْتَرشُ الرَّحِيلَ الأسْوَدا
تَغْتالني الطُّرقاتُ حِينَ تَمرُّ بي
تَحْثو عليَّ المِلْحَ ,كيلا أنْفدا
والوردةُ الحمراءُ تَنْزفُ غَصَّتي
مَطرًا حريقًا .لاأريجَ ولا نَدى
سَكبَ الحنينُ على يَديَّ قَميصَها
فَشَمَمْتُ يُوسفَ والبَشيرُ تَبَدَّدا
والنّسوةُ اللائي انْتَحَبْنَ (جوارحي)
قَطَّعْنَ عَنْ أمَلِ اللِّقاءِ بِكِ اليَدا
عودي إليّ الآنَ يا كُلَّ الرُّؤى
يَعْقُوبُكِ المَكْلومُ حاصَرَهُ الرَّدى
واسْقي فؤادي خمرةَ الوجَعِ الذي
لَمْ أسْتَطِعْ تأويلَهُ فَتَجَعَّدا
فإذا رأيتِ الطيرَ تَخرجُ مِنْ فمي
كوني لِقَلْبي خُبْزَهُ والمَوْقِدا
هَذي رُفاتُ السِّجنِ تَرفلُ في دمي
حَتَّى سَقَطْتُ لدى العزيزِ مُمَدَّدا
سأموتُ وحْدي أو أعيشُ مُطاردًا
طَيفًا أذابَ جوانحي والفَرْقَدا
لاريحَ تقْذِفُني إليكِ حبيبتي
فَتَحَسَّسي قبري وِعِيشي المَوْعِدا
نوحي على تِلْكَ الجَثامينِ التي
سَتكونُ شاهِدةً على حُبِّي غَدا