أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: دمٌ في السماء .. دمٌ في الطريق

  1. #1
    الصورة الرمزية حسن سلامة أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2013
    الدولة : إعلامي فلسطيني -الإمارات
    المشاركات : 94
    المواضيع : 27
    الردود : 94
    المعدل اليومي : 0.02

    Question دمٌ في السماء .. دمٌ في الطريق





    دمٌ في السماء .. دمٌ في الطريق


    كم كنتُ حزيناً ،
    كم خجلتُ ،
    حين نظرتُ الشجرة العارية من أخضرها ..
    فقلتً سلاماً أيتها الأم
    حارسة الرصيف
    والعمر الذي يزرع عند الصباحات
    أيامه اللاهثة ..
    كم حزنتُ ،
    كم انتابني ذاك الخشوع ،
    حين كانت الشجرة
    سامقة ،
    تحرس ظلها ..
    نظرتُ إلى مدى بصيرتها في السماء،
    فرأيتُ كفيّها النـازفين،
    وما رأيت العصافير ،
    ولا بياض الغيوم
    وما سمعت صدى الصوت الذي
    مات في رائحة الموت،
    بعد أن حطت خرائبه
    على ربيع الحـياة ..


    **
    (قال الـراوي: سقـطُ مني الكـلام سهواً، وتلعـثم لساني، وتـذكرتُ
    صوت أمي قبل موتها، حين علمتني حكمة: يا بني، بعـد كل أزمة
    خـرابٌ أو حـرب ، فصدقـتها ، لأنـها كانت ترى ما لا أرى ، وحين
    رحـلتْ ، قلت لنفسي : مـاذا تبقى لنـا على عروش التـراب سـوى
    الغبـار واليـباب، وقلت لربي العظيم أحمدك، لأنني ما كنت لأحتمل
    أسى أمي بالذي نرى)..
    **


    وحين ، صار الدخان هو الرئة الوحيدة ،
    قام كافر يوزع الجمر وأشواكه السوداء على المارة ..
    وكان يهذي بنبوءة ابن سبأ حين أراد له رباً مختلفاً
    يطلب منه مصحفاً مختلفاً ، على قياس كفره ..
    وصار يصدح جهاراً للذين اصطفوا وصفقوا له ..
    وعبأوا صرته بالدنانير،
    فانحنى
    وتلوى
    وتمطى ،
    وكاد يأكلني لولا رحمة الرحمن ،
    فاشعل نيرانه في الياسمين
    وأعشاش الحساسين..
    ونحر القرابين لمعبده ..
    ..
    قلت سلاماً أيها الرب العظيم
    سلاماً أيها الرب الرحيم ،
    من أين يا رب جاء كل هؤلاء الشياطين
    بغواية الكفر ،
    وممرات النكوص عن الخليقة ..؟!
    وأنا الذي ما كنت
    باسطاً يدي لأقـتلهم ..؟


    **
    (وقال الراوي : قلتُ في لحظة شائكة لنفسي: الحمد لله، لم تسألني أمي
    عن هـؤلاء الذين وزعوا أرواحـهم على تلك الأرصفة، ولونـوا السماء
    بالأحمـر القاني ، فأنا والله لا أحتمل أسى أمي ولا حـزنها، فأنـا أعـرفها
    تماماً حين تحزن ، تنـام على جنبها الأيمن، فلا تـأكل ، وتعبث بأي شيء
    حولها، تـزيح حزنها لسؤال: يـُمه، ما أخبار(..) فـذهلت حين علمت أنها
    كانت تـتابع الوجـع المقيم، وأنها بكت حين تشابه عليها القتـل ،فشعـرتُ
    بانكسار شديد، وحمدت الله، فقـد رحلت ولم تسألـني عن الربيع العـربي،
    ولو فعلت لظنت أنني أهزأ بها، وأنني ، معاذ الله ،على وشك العقوق..!)
    **


    الساعة واقفة عند عقربها ،
    والصوت فوق الصوت ،
    والناس الطيبون يتخاطرون مع وقتهم
    وهواجسهم ، وخطواتهم .
    أنا أعلم تماماً أن العابرين
    يلقون التحية على الأرصفة
    والجدران
    والياسمين الفائض عن حاجة النوافذ
    وأعلم يقيناً أن النسائم تنقل الرد
    عطراً ، وعبقاً ، ومحبة ..
    سألت نفسي :
    كيف تنتصر الشياطين على ذاتها ،
    وكيف تأتيها الهواجس البشرية
    فيكون عصيان الرب ،
    وتبرق المعصية
    ويطل الإنتقام برأسين
    أسودين
    بعيون محملقة في الفراغ ،
    فتفرد سواد عباءتها
    وموتها ،
    وتوزع لكل عابر
    رطلين من حريق ،
    وقارورة موت لكل طفل ،
    وللبالغين عناقيد الديناميت..
    فيصمت الشارع ،
    ويصمت المارة ،
    ويصمت الأطفال ،
    فيختلط الدم والنار،
    وتتعرى الشجرة من أخضرها ،
    من هول الفجيعة ،
    فتمد روحها للسماء ،
    تخاطب الإله الخالق ،
    في انتظار غيمة ، ليست عابرة
    بل ، محملة بالبرق والرعد
    في مخاض المطر ..
    ..


    **
    (وقال الراوي: قـالت أمي: لعنة الله على الظـالمين . فأنصت لعسعسة الليل،
    حين النجوم كأنها في كـدر، وكـأن الأرصفة ثـكلى حين غـابت خطوات المارة
    فما كان مني ، قـال ، سوى البحث في أشيائي كلها، عن زاويـة للحزن، فمـا
    وجدت إلا روحي أعتصرها كقطنة مبللة، لكنها كانت تنز ّ دماً.فنمت عليها..)
    ..

  2. #2
    الصورة الرمزية ايلينا المدني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 81
    المواضيع : 8
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    العزيز حسن ....

    حين يخططف الموت الموت أحب الناس إلينا نحزن نبكي دمعاً نعتصر قلوبنا ألماً

    ولكن حين نقد من كان السند والظهر والطهر والشمس والنهار والحب والخير

    حين نفقد بلحظة مجنونة تمخضت عن قرار شيطاني الملامح حين نفقد الوطن .......

    نبكي دماً تعتصر أرواحنا تسحب لمنحدر الموت فلا نموت لنرتاح ولا نحيا لنسعد

    حينها فقط ننظر بعين الرأفة لمن رحلوا ونسعد لرحيلهم ونشكر الله أن وقاهم حزناً

    لا قِبل لهم به كما لا قِبل لنا به ............

    يا لروعة ما كتبت لا أدري ما أقول سوى أن تلاشيت في النص حتى وجدتني به ....

    لروحك النقية السلام .
    https://www.facebook.com/elena.madane?ref=tn_tnmn

  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    كم حزنتُ ،
    كم انتابني ذاك الخشوع ،
    حين كانت الشجرة
    سامقة

    السلام عليكم
    أشعار جميلة شجية ,
    أشعر بانجذاب شديد نحو قراءتها والاستمتاع والإفادة منها ,
    شكرا لك أخي
    ماسة

  4. #4
    الصورة الرمزية حسن سلامة أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2013
    الدولة : إعلامي فلسطيني -الإمارات
    المشاركات : 94
    المواضيع : 27
    الردود : 94
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي


    ...
    إيلينا المدني
    لك الاحترام ..

    لا تعليق لي على كلماتك ؛
    فهي بمثابة إضافة حقيقية للنص ..
    ..
    لك الشكر والتقدير

  5. #5
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي

    تعتصر الحزن حروفك لتمطر سماؤك دماً
    أمطرتنا بنور روحك فملأت قلوبنا متعة
    نثرية وصلت من الروعة أبعد الحدود
    متجدد كعادتك
    ياسمينة لحرفك
    مودتي وتقديري

  6. #6
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    جمال في الأسلوب وروعة في المضمون...
    يعتصرنا الأسى حين تغلّف الأحزان والأوجاع أيّامنا وأوطاننا فنبيت على فراش الخوف ونصحو على دموع الهمّ..
    رائع ما قرأت
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  7. #7
    الصورة الرمزية حسن سلامة أديب
    تاريخ التسجيل : Nov 2013
    الدولة : إعلامي فلسطيني -الإمارات
    المشاركات : 94
    المواضيع : 27
    الردود : 94
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي


    ...

    الأديبة فاطمة
    تحية واحترام

    شكراً لمرورك وكلماتك الطيبة
    ..

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.76

    افتراضي

    تنثر الحروف على صفحات البوح صورا مغلفة بالروعة في مدهش الصورة ومبتكر التعبير ومائز التحميل الحسيّ لسطور المنثور
    أكتفي بإعجابي بروعة الحرف في نثرية تمنيت لو كتبت مرسلة بأسلوب الفقرة لتكون بمحمولها العظيم أيسر وصولا لوعي وإحساس المتلقي

    دمت بخير مبدعنا

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #9
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.83

    افتراضي

    تغتسل أوطاننا بالدم والألم وتغسلنا بهما
    ونعيش حزنا وضياعا فيها وبعيدا عنها

    نثر جميل أخي

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    أنين قلب وحس رق ومعنى راقي في نثرية تموسقت حتى كادت أن تكون شعرا رغم الألم
    عاطفة ثائرة أججتها حرقة وهم الوطن
    بديع بجمالية حروفك، وعمق تأملك، ونقي تفاعلك
    بورك الحس والحرف.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. أسْرارٌ فِي السّمَاءِ
    بواسطة محسن العافي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 01-06-2014, 02:07 AM
  2. دَمٌ وَدَمْ
    بواسطة وائل محمد القويسنى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 07-06-2010, 02:23 PM
  3. دَمُ الأحْرَارِ مَنْصُورُ
    بواسطة عارف عاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-07-2009, 12:05 AM
  4. دمٌ ورحيــــقٌ!
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 18-01-2008, 09:14 AM
  5. سينما الطريق/ الطريق في السينما
    بواسطة محمود الغيطاني في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-04-2007, 11:16 AM