هَمَساتٌ باكِيَّة
----------------
مَتى أَلْقاكَ يا أَمَلًا
ضَيَّعْتُهُ فَضاعَتْ مَعَهُ أَحْلامي
فَتَبَخَّرَتْ بِأَشْواقِ الحَنينِ الَّذي كَواني
كُنْتَ مَلاذي في وَحْدَتي
كُنْتَ دَوائي مَعَ أَنَّكَ تُؤَجِّجُ أَسْقامي
أَحْبَبْتُكَ.. عَشِقْتُ هَمْسَكَ.. أَدْمَنْتُ هَواكَ
بَعَفَوِيَّةِ الحُبِّ بِعَطاءِ الإِحْساسِ..
عَشِقْتُكَ بِمِحْرابِ الهَوى
فَتَهَدَّمَتْ بِبُعْدِكَ أَرْكانُ مِحْرابي
في لُجَّةِ العِشْقِ الـمَفْقودِ
بَيْنَ الـمَرارَةِ وَالحَنينِ
حَطَّمْتَ كِبْرِيائي
وَشَوَّهْتَ صِدْقَ الأَماني
تَشَرْنَقَتْ مَشاعِري وَأَمْسَتْ فَراشَةً
مِنْ مَخاضِ وِلادَةٍ عَسيرَةٍ
مِنْ رَحِمِ مُعاناةِ الحَياةِ كانَ ميلادي
أَوْصَدْتَ بِوَجْهي أَبْوابَ الحَياةِ
رَمَيْتَ بي إِلى لُجَجِ الشَّقاءِ
مَرْكَبي يَمْخُرُ أَعْماقَ الأَلَمِ
أَغْرَقُ، أَغْرَقُ، أَغْرَقُ
وَلا أَحَدٌ يَسْمَعُ أَصْواتَ انْكِساري
دَمْعي نَزْفُهُ ذابَ
عَلى أَديمِ الوَجْدِ مَسْفوحًا
تَسْدِلُهُ أَجْفانُ الغُروبِ
بِقَسْوَةٍ وَجَفاءٍ
وَأَنْتَ تَتَلَذَّذُ بِإِذْلالي
اِسْتَعْطَفْتُ اللَّيْلَ اشْتِياقًا
اِسْتَلْهَمْتُ النَّهارَ انْعِتاقًا
وَأَنْفاسي تَلْهَثُ تائِهَةً
عَلى قارِعَةِ الذِّكْرَياتِ
هَمَساتي باكِياتٌ
عَلى شُرُفاتِ الرَّحيلِ
تُبَعْثِرُ الجَوى صارِخًا
مِنْ مَهْدِ عِشْقٍ ثائِرٍ
تُعانِقُهُ مَراسيمُ الفِراقِ
يَرْشُفُ السُّقْمَ مُعَتَّقًا
تَسْقي أَنينَ الشُّجونِ
تَرْسُمُ تَفاصيلَ الوَداعِ
تُرْسِلُ رَسائِلَ النَّدْبِ
ما بَيْنَ بَوْحٍ وَسُكونٍ
عَزَفْتُ لَكَ الوَفاءَ ذاتَ فَقْدٍ
فَنَثَرْتَ أَكاليلَ الجَفاءِ
عَلى رُفاتِ أَلْحاني
سَتَبْقى دَمْعَتي الشَّمَّاءُ
تَقْطُرُ مِنْ دَمي حَتَّى الهَجيرِ
حَتَّى يُوارى بِالثَّرى جُثْماني