يا أيها القلبُ المُسجىّ بالبشائر والحنينْ
هذي المدينة أغلقت أبوابَها
وتوسدتْ غصاتَها خلف الأنينْ
من ألف جرحٍ سَيّجت شطآنَها..
كفُّ الجليدْ
وتناثرتْ أحلامُها خلف الشجا
إذ لا مفاتيح اعتلت هذي البروج لينحني سورُ الحديدْ
مهلا ..فمن سرا إليها قد مضى لا...لن يعودْ..
لكنها..لا ما انحنتْ
بين المواجع كبّرتْ
رغم البلاءْ...
واستأنستْ غيمات طهرٍ خلفها قد أمطرتْ
وتوضأتْ بين الفجائع بالدماءْ
مذ غُربتْ بين المقاصل والوعودْ
من ألف جرح مزقت نبض الوريدْ
وتناثرت آهاتُها جمرا على وجع الحدودْ
فإلى متى
يُثني الخطى صوتُ البوارج و القيودْ
وإلى متى أطوي على حد الرجا بندَ العهودْ..؟!
يا أيها الدرب المرير على اللظى
أمشي ويكويني البعادْ..
هذي المدينةُ
أُطفِـأت أنوارُها..مذ أُضرِمتْ نارُ الحدادْ
وتمزقت كفي هنا
حتى تعيدَ الوردَ من حضن القتادْ
دعني فإني مثلُ أنفاس الربى
أمضي غماما ماطرا بين القفارْ
وحدي أدون ُللدياجي .. قصتي
وحدي أعاندُ مركبي خلف ليالي الانتظارْ
كي أستعيد قلاعتي
رغم الجراح وأمتطي هولَ البحارْ
يا أيها النورُ المصادرُ خلف باب مدينتي
بين السواحل والنجودْ
قالوا كأنك راحلٌ مثلي هنا
فمتى تعودْ...؟
أوهل ستبقى كالسنابل بالربى تذروك صولاتُ الخطوبْ
أوهلْ ستبقى بالمرابع آهةً
يلهو بها وترُ الغروبْ..؟
أوهل سيبقى القلبُ موهون المُنى.. خوف الضنى
لا يشتكي بردَ التغربِ لا يؤوبْ
يا بعضَ نورٍ ذابلٍ من خفقِ روحي يشتعلْ
أوهل دفنتَ هويتي بيدِ الوجلْ
ومضيتَ دمعًا نازفًا يكوي المقلْ
فإلى متى يَغتالني سيفُ المهانةِ بسمةً
وتعيدُ لي نبضَ الحياةِ هناك بارقةُ الأملْ
قطفوا صباح أحبتي
وهناك خلف السهد صمتا ..خلف أوجاعِ الغيابْ
قد بعثروا كل المراسيل التي وقعتُها
بالنزف خلف دُجى انكساري.. وبالعذابْ
أشتاقني ....
والدمعة الغراء ُتغسل وجنتي
وهناك صمتا كفنتني غُربتي
والخطوُ مني يقتفي مدنَ السرابْ
ما إن طرقتُ البابَ ردتْ
زفرةٌ بالروح يعزفُ شجوَها صوتُ العبابْ
لا عيد يمضي من هنا
أوتحلمينْ....
بالصبح يكتب عهدنا للعابرينْ
لا صبَّ يصفو ودُّه
فلمَ العتابْ
ومتى يعود القلبُ من سجن الفراقِ مواربا
باب الإيابْ
كي يهجر كل بحار الاغترابْ
أشتاقني..
غصنا نديا ينتشي عطر الربيعْ
وكما الطيور يسافر نحو الأماني ..بالأماني يقتفي ظل الرجوعْ
أشتاقني
كيمامة بيضاءَ وضأها الضياءْ
بين الغمائم حلقتْ ثملى بأنفاس الوفاءْ
لتهيم وجدا بالحقول الباسماتِ
كما الصباح هنا يوسدُها الرواءْ
فمتى تبعثر سرَّ بوصلة البداية بالأفقْ
يا أيها القلبُ الملوعُ بالطرقْ
حتى تُصلي مدمعًا يهمي على قوسِ الشفقْ
وإلى متى تغفو هنا خلف الظلام ْ
متوسدا برد الخديعة بالزحامْ
فالجفن أعياهُ الترقبُ و المحطات التي صادقتَها
قطفتْ زهور تبسُّمي
فإلى متى هذي البلابلُ تقتفي خطوَ السلامْ
وتعود تلعق نزفها عاما ....فعامْ
ها قد رميت حقائبي خلف المسافاتِ التي تجتاحُني
سيفا يمزقُ خافقي أوهل أبيعْ
يا أيها الترْبُ الذي كم ترتوي من نزّ قلبٍ
كبلته هنا الفجائعُ و الدموعْ
دعني فقد حان القرارْ
وحدي وتضنيني سياطُ تغربي بين الموانىء والقفارْ
وحدي على باب الملاجىء أطرقُ ..
والرجعُ يا صمتَ الترقبِ بالمدى خلفي يرددهُ الصدَى بين الضرارْ
وحدى وهذا الخطو يمضي شاردا
وعلى الثرى دمعي يوضىءُ مهجتي
والدرب نارْ
وأنا الغريبة بالمدى ..
لا شمس لي ..
لا وجهةً أمضي لها
إذ لا أحبةَ قد تعبِّدُ كفـُّهم طولَ المسارْ