آهٍ يــــــــزيــــدُ ..

قلمي اشتكى دمعاً مراً تجرعه
كيما يخط به بيتاً من الألم ِ

آه ٍ يزيدُ .. فما ظني بذي الدنيا
أني أخط رثاءً نازفاً بدمي

إني حسبتُ حياتي كلها فرحاً
فإذا بها أمستْ في ظلمة العتم ِ

أبدو ضحوكاً عند الناس في اللقيا
لكنني وحدي أبكي من السأم ِ

آه ٍ يزيدُ .. فما زالتْ لنا ذكرى
تحيا إذا يبلى الجثمان في العدم ِ

(ماغا )* ترددها الجدران يا كبدي
وكأنها اشتاقتْ من فيك للكلم ِ

ما زال صوتك في الآذان منساباً
بين البكاء وبين الضحك في نغم ِ

مازال طيفك في الأركان طوافاً
فأراه في صحوي وأراه في حلمي

أولى خطاك هنا .. وهناك باقية
آثار لهوك في مشاية القدم ِ

كم ليلة نامتْ منك العيون هنا
متوسداً عضدي في حالك الظلم ِ

عامان عشناها حباً وتحناناً
ومعاركاً دارتْ في بؤرة الألم ِ

كانتْ تمر بنا محنٌ فنغلبها
بالصبر إيماناً بمسيـّـر القلم ِ

قد كنتَ تطلبني حضني تلوذ به
والوم في قبر خال ٍ بلا أمم ِ

آه ٍ يزيدُ .. فما خوفي عليك بدا
لكنه شوق المأسور في السقم ِ

نم يا يزيدُ .. فما هذي الحياة سوى
دار الرحيل إلى دار من النعم ِ

ما عند ربي خير غير أن بنا
ألماً لفرقى من يبلى بلا هرم ِ

(ماغا ) : كلمة كان يرددها بمعنى ( ما أبغى ) أي ( لا أريد )

أبكيتني , لك الله ياأبا مازن

رحم الله يزيد وجمعك به في رياض جنانه وأصلح لك الذريه

تحياتي أبو مازن وتقديري

اخوك

موسى موسى

أخي أبا مازن .... أيها الحبيب:

كنت أفتقدك وأهم والله بالسؤال عنك لولا انشغالي بما حدث للواحة من تدمير.

وحين رأيت العنوان رأيت الدمع يكتب على وجنتي مشاعراً أشاركك فيها وأنت تعلم ما أقصد يوم أشركتني في ألمك بخصوص ولدك رحمه الله ورحمكم أجمعين.

أراك هنا أسلت مشاعر حزنك شعراً يحرك الصخور الصم ويبكي عيون الرجال. كانت المشاعر فياضة والحزن مرير نقلته لنا بشاعرية متوقدة فيك.

أما الشعر أخي الحبيب وإن كنت أعلم أنه لا مقام للحديث عنه الآن فقد اختلط فيه بحران خلطاً كبيراً أخرج حرفك من مرافئهما.

تحياتي ومحبتي ودعواتي لكم بالصبر والسلوان.


أحبك في الله

أخي الحبيب الغالي على قلبي الدكتور سمير العمري..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تلقيت كلماتك الأخوية الصادقة بقلب أسأل الله ألا يحرمه الإيمان والصبر..

أما بخصوص قصيدة ( آه ٍ يــزيد ) فكما تعلم أولاً أنا شاعر بالفطرة ولست على علم كبير بالعروض الذي أعترف بكسلي في تعلمه.

ثانياً أرجو منك ( رغم علمي بضيق وقتك أعانك الله ) أن توضح لي ما اختلط في القصيدة المعنية لما لها من أهمية خاصة كما تعلم..

وقد ذكر لي أحدهم مسبقاً بوجود ذلك فيها ولكن ثقتي في علمكم أردت أن أستنير به في تصحيح هذه القصيدة.

أرجو منك التكرم بذلك في أقرب وقت..

ودمت لي أخاًً .. أستاذاً .. وطبيبا ..

أخوك / أبو مازن .. مروان المزيني..

أخي الكريم

صبّرك الله ، و رزقك السلوان .

لا أصعب من الفقد ، و لا فقد إلا فقد المهج .

كان الله معك في السراء و الضراء .

عظمّ الله أجرك أخانا الحبيب ...في ولدك يزيد و تغمده برحمته و أجزل لك الأجر و الثواب و خلفك في مصيبتك خيرا منها ..إنه السميع المجيب

سيدي كلماتك تنضح بالصدق و الشاعرية ... و لها وقعها الكبير

في انتظار ما يفيدنا به استاذنا الكريم سمير

تقبل تحياتي و عزائي

أخي الحبيب أبا مازن:

لا تزال كبيراً بتواضعك الجم أيها الحبيب والقصيدة شاعرية ودافقة المشاعر وهذا هو أساس الشعر أما الوزن فأمره سهل بإذن الله.

أنت هنا أخي خلطت بين بحرين أساسيين هما بحر الكامل وبحر البسيط وهذا ما يقع فيه البعض عادة والسبب واضح. إنه التقارب الكبير بين تفعيلة الكامل "متفاعلن" ///*//* وأحد تفعيلات البسيط "مستفعلن" /*/*//* وسبب الخلل هو أن "مستفعلن" البسيط هي أحد صور تفعيلة "متفاعلن" بعد دخول الزحاف عليها فيظن الشاعر أن تحويل متفاعلن إلى مستفعلن بالزحاف يجيز العكس بتحويل متسفعلن إلى متقاعلن وهذا بالطبع غير صحيح وهذا أكثر ما وقعت فيه القصيدة من هنات.

الهنة الأخرى هو تحويل "فعلن" ///* في عروض البسيط وفي حشوه إلى "فالن" /*/* وهذا مما لا يجوز إلا في الضرب لا في العروض.

نعود إلى أصل الأمر وهو أن القصيدة حملت أساساً تفعيلة البسيط في إطارها العام ويجب تصحيح أي خلل في الوزن خرج عن هذا.
الوزن المشتهر للبسيط هو:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
/*/*//* /*//* /*/*//* ///*
والزحاف المقبول الذي يدخل على البسيط هو:
1. خبن مستفعلن البسيط الأولى فتصبح "مفاعلن" //*//*
2. خبن فاعلن الحشو لتصبح ///*
3. العروض مخبونة دائماً "فعلن" ///* والضرب إما "فعلن" ///* أو "فالن" /*/*.

لننظر إلى البيت الأول في القصيدة مثلاً:
قلمي اشتكى دمعاً مراً تجرعه
كيما يخط به بيتاً من الألم

لو تأملنا التفعيلة الأولى في الصدر وجدناها "متفاعلن" وهذا لا يجوز في البسيط ولو تأملنا التفعيلة الثانية لوجدناها "فالن" /*/* وهذا مما لا يجوز في حشو البسيط ولا في عروضه ثم تستوي التفيعلة الثالثة "مستفعلن" والرابعة "فعلن".
العجز صحيح تماماً!
يمكن مثلاً إجراء تصحيح بسيط على البيت ليستوي فنقول:
حرفي اشتكى أدمعاً حرَّى تجرعها
كيما يخط به بيتاً من الألم

لنأخذ البيت الثاني أيضاً:
آه ٍ يزيدُ .. فما ظني بذي الدنيا
أني أخط رثاءً نازفاً بدمي
هنا نجد أن العجز سليم أيضاً وكذا الصدر إلا من أمر واحد وهو العروض الذي أتى على وزن "فالن" /*/* وقد قلنا بأن عروض البسيط يأتي دائماً على وزن "فعلن" ///* إلا في التصريع.
يمكن أن نعيد بتعديل بسيط صياغة البيت ليستوي فنقول مثلا:
آه ٍ يزيدُ .. فما الدنيا ظننت بها
أني أخط رثاءً نازفاً بدمي

وهكذا وبتعديلات بسيطة أخي يمكن إعادة صياغة ما خرج وزنه عن البسيط لتصبح هذه القصيدة من أجمل الرثائيات.

لا أحب أن أقوم بتعديل كل الأبيات بل تكون أنت حتى تحتفظ بمشاعرها خالصة من قلبك ، ولكني أخي على استعداد لذلك إن أردت وعلى استعداد لأي استفسارات إضافية.


تحياتي ومحبتي

أخي الحبيب .. سمير العمري ..

أشكر لك روح المعلم وأدب العلم الذي نتعلمه منك في كل مداخلاتك ..

أخي ..

أرجو التكرم منك بإكمال ما بدأت فيه من تصحيح للقصيدة .. وما ذلك إلا لأني كلما بدأتُ في قراءتها حتى تخنقني العبرات فلا أستطيع المواصلة..

تحمل طلبي بمزيد من الصبر..

فنحن هنا .. تلاميذك ..

وإخوتك المشتاقين للمساتك الشاعرية..

حفظ الله ذريتك من كل مكروه..

إلى كل الأحبة الذين شاركوني مشاعري ..

إلى كل أصحاب القلوب المرهفة..

جزاكم الله خيراً ..

وحفظ ذرياتكم من كل مكروه..

تحيتي لكم ..

أخي الحبيب أبا مازن:

بل أنتم أخوتي وأهلي والله ولا أملك لكم جميعاً إلا هذه المشاعر.

وأعدك أن أعيد صياغة الأبيات بما أرجو أن يكون شعورك الذي أستشعره في قلبي.


ترقب ذلك قريباً جداً.


تحياتي وتقديري