شكوى إلى هارون الرشيد
ليس لي عرشٌ أنا إلاّ صدى الذكرى
وتاجٌ من الشوكِ على رأسي سنيناً
عشت مهزوماً ولي جيشٌ وسيفٌ من ذهبْ
أ لأني قد ركبت اليوم خيلاً من خشبْ
أم لأني بعتُ نصفي في ميادين الطربْ
كلما أخطو إلى المجد لأعلو
شدّني نصفي إلى القاع
لأبقى زاحفاً بين شطآن العرب
لِست أدري
أي ضَلعٍ يسري سكيناً في جسمي
يمخر الشريان فيَّ واحتجبْ .
لِست أدري
أيُّ عينٍ هي في رأسي أنا
ترصد الأحلام فيَّ من سنين وحِقبْ
لست أدري
هل هو الرأس الذي أحمله الآن
على أكتافي سنينا هو لي
لست أدري
أأنا هذا الذي يعصر الزيت لغيري
صار آليًّ يٌساق إلى سوق العبيدْ
كيف أبدو وأنا في بيت أمي
صِرت عبدا وشريدْ
أذرف الآهات مِلحاً
أكتب الشكوى عنِ الموتى بآهاتي
مع الريح إلى قصرِ هارون الرشيدْ
.