أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: واقع ومستقبل الحركة الاسلامية

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي واقع ومستقبل الحركة الاسلامية

    هذا الحوار أجراه معى الصديق الكاتب والاعلامى المتميز الاستاذ ماهر فرغلى حول واقع ومستقبل الحركة الاسلامية فى ظل الظروف التى تمر بها مصر .. ونُشر بصحيفة الوطن اليومية بتاريخ الاحد 5- 1 - 2014م

    عقب فرار قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية من ميدان رابعة العدوية، دون إصابة أحد منهم، وتَرْكِ البسطاء ليلقوا مصيرهم دون ضمانات أو استعدادات، أعلن هشام النجار، عضو المكتب الإعلامى لحزب «البناء والتنمية»، استقالته، وبعد مرور نحو 5 أشهر، قال فى حديثه لـ«الوطن» إن إقامة كيان إصلاحى بإشراف الأزهر هو الحل لمشكلة التيارات الإسلامية، وإنه يرى أن القادم أسوأ لها ولأفرادها، لأن المواجهة صارت مع جسد الدولة ومع الإدارة المركزية لها بشقيها المدنى والعسكرى، مؤكداً أن الإسلاميين كلهم مساهمون فى صناعة المأساة لبلد بحجم مصر.

    ■ جاءت استقالتك من الجماعة الإسلامية فى وقت حساس، بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، هل هناك أسباب أخرى غير المعلنة أدت إلى ذلك؟

    - استقالتى كانت بتاريخ 23 أغسطس الماضى، وهى معلنة بأسبابها وتفاصيلها فى الصحف والمواقع، ولم أكن مهدداً باعتقال أو غيره، فمواقفى معروفة وخطابى الإعلامى أثنى عليه الجميع داخل الحزب والجماعة وخارجهما، فضلاً عن رفضى الالتحاق برابعة والصعود على منصتها، لكن السبب هو تأكيدى مراراً على تجنب الخلط بين العقائد والسياسة، وعدم الذهاب بعيداً فى الحشد تحت راية المواجهة المقدسة، وطلبت تحديداً عدم الانزلاق مع الألتراس فى الهجوم المسىء على القيادات، والخصوم مهما كان اختلافنا معهم، ثم فوجئت بهروب القيادات من الميدان واكتشفتُ تصعيداً خطيراً فى الخطاب والمقالات فأعلنت رفضى لذلك؛ فالهروب والتصعيد سيؤديان لكوارث مع اتضاح الصورة بأن المواجهة صارت مع جسد الدولة ومع الإدارة المركزية لها بشقيها المدنى والعسكرى، وصغت مبادرة من 16 بنداً ليتبناها التحالف إنقاذاً للموقف، بتاريخ 20 أغسطس، وأهم بنودها الدخول فى حوار مع قادة الجيش، وإبداء مرونة فى بعض المطالب والتخلى عن محمد مرسى رئيساً مقابل إنهاء الإجراءات الاستثنائية، إلا أن قيادات الإخوان والجماعة كان لهم رأى آخر، فرفضتُ هذا الوضع، خصوصاً أن الإسلاميين بأخطائهم مساهمون فى صناعة المأساة، وأعلنت استقالتى المسببة وحذرت من الاستمرار بنفس النهج الذى يمكن أن يتسبب فى انهيار الدولة.

    التحالف استحضر أدبيات الثورة الإيرانية.. وعزم على التضحية بأكبر قدر من «الأتباع» من أجل العودة للسلطة

    ■ هل هناك آخرون يريدون تقديم الاستقالة لكنهم لا يمتلكون الشجاعة؟

    - كنتُ الوحيد الذى أعلن استقالته نظراً لضخامة المسئولية وخطورة الأزمة وصدمتى فى القيادات، وأيامها استغربتُ من صمت وانزواء قيادات مفكرة محسوبة معنا على الصوت الإصلاحى، بالمقارنة بين تنظيراتهم السابقة ومواقفهم العملية، والبعض تحدث لاحقاً فى سبتمبر على استحياء، ثم فى أكتوبر، لكن دون إعلان مواقف قوية، حتى بعض من هاجمنى فى البداية أخذ يتحدث بما قلته بعد فوات الأوان، بعد ازدياد نفوذ التكفيريين ووتيرة العمليات المسلحة ضد الجيش والشرطة، وبداية الملاحقات الأمنية لأفراد الجماعة، وجاء طرح الشيخ عبود الزمر فى نهاية سبتمبر ضعيفاً، لأنه كان أحادياً وغير متوافق، ليس فقط مع قادة الإخوان المتشبثين بأعلى سقف، بل مع المكتب الإعلامى للبناء والتنمية والقادة الآخرين للجماعة الإسلامية، وكان التناقض واضحاً، فهذا يبدى بعض المرونة ويعلن الاستعداد عن التخلى عن بعض المطالب، وذاك يتشبث بأعلى سقف؛ فظهر التحرك كمناورات لا كمبادرات يُوثق بها، ولم يعد كونه صفقات أمنية لا ترقى للتسوية السياسية الشاملة التى تضع حداً للأزمة وتنقذ البلاد وتحقن الدماء.

    ■ لكن هناك بعض الاستقالات التى حدثت.

    - هذا صحيح، وأنا قرأتُ عن استقالات جماعية فى أماكن متفرقة، لكنها كانت من أفراد وليس قيادات، ومؤخراً تابعنا مجموعة «تمرد الإسلامية»، وعلى أثرها ظهرت إعلامياً قيادات لم تكن فاعلة فى الفترة الماضية، وكان ظهوراً فى غير موضعه ولا أوانه.

    ■ لماذا اعتبرت ظهور «تمرد الإسلامية» فى غير أوانه؟

    القيادة الحالية للجماعة «حرقت» المراحل.. وقفزت إلى صدارة المشهد فى فترة «ملتبسة».. فخسرت

    - أين كانوا هم ساعة المُلمات، بداية من الانقلاب المُشرعَن على القيادات التاريخية الإصلاحية، مثل الدكتور ناجح إبراهيم والشيخ كرم زهدى، مروراً بممارسات وخطاب المنصات، انتهاءً بذروة الأزمة فى شهر أغسطس؟ كان ظهور الشيخ فؤاد الدواليبى ورفاقه فى هذا التوقيت مع «تمرد» وفى ظل الملاحقات والهروب باهتاً ودون تأثير يُذكر على الأرض، غرضه إعلامى استعراضى كأنه لعب فى الوقت الضائع أو بعد انتهاء المباراة.

    ■ كيف تفسر إذن كل الاستقالات، وظهور «تمرد الإسلامية»، على الرغم من إصرار القيادات على دعم الإخوان؟

    - هناك عدة أسباب لذلك، أهمها: سيطرة الخطاب الدينى واعتبار الصراع بين قوى الإسلام والقوى المناوئة له، ولا بد من التخندق فى مواجهة من يعتبرونهم أعداء من العلمانيين والنصارى، حسب تصورهم، على الرغم من كونه صراعاً سياسياً على السلطة بخلفيات تاريخية ممتدة للخمسينات، وعلى الرغم مما جاء فى كتب المراجعات من اعتراف بأننا أبناء دين واحد ووطن واحد، ثانياً: لحداثة الجماعة الإسلامية فى العمل السياسى والتخوف من الانخراط بمفردها فى اختيارات سياسية تجعلها فى منافسة تيارات ليبرالية متمرسة فى هذا الشأن، فاختارت الطريق الأسهل المعتادة عليه الذى كان سبباً فى شهرتها بإعلان المفاصلة على أساس الدين، وثالثاً: كانت هناك فرصة مواتية لمن أضمر تصفية الحسابات، ولم تصفُ نفسه للمصالحة مع أجهزة مبارك، وظن البعض أن الوضع اختلف، وما فشلت فيه الجماعة بمفردها فى التسعينات ستنجح فيه بالتحالف مع الإخوان.

    ■ هل تقصد أن هذا التحالف كان على هوى الكثيرين؟

    - بالطبع، ظنوا أن المشهد مهيأ لحلم قديم مشترك، طالما تمنوه، أن يجدوا هذا الحشد الهائل من الجماهير خلفهم بعدما كانوا بمفردهم فى مواجهة السلطة، واستحضر الجميع أدبيات الثورة الإيرانية وعزموا على التضحية بأكبر قدر من الأتباع لضمان نجاح الحركة والعودة إلى السلطة، وكان هذا واضحاً فى خطب البعض على المنصة، فضلاً عن وعود الإخوان للجماعة بأنها ستكون بديلاً لحزب النور فى تحالف السلطة.

    ■ ولكن بعد كل ذلك العنف فى الشارع، إلى أى مدى يمكن أن تصل قيادات الجماعة الإسلامية بأفرادها؟

    - كان المفترض الاهتمام بأفراد الجماعة بعد الخروج من محنة السجون الطويلة، وإعطاء الأولوية لتأهيلهم مادياً واجتماعياً ونفسياً وعلمياً وثقافياً لإعادة دمجهم فى المجتمع، مع التركيز فى الجانب الإعلامى على محو الصورة الذهنية السيئة عن الجماعة لدى قطاعات واسعة بسبب الممارسات الخاطئة السابقة، مع السعى لترسيخ الثقة بين الجماعة والدولة فى أول اختبار حقيقى، لكن كل هذا لم يحدث وكان الاهتمام منصباً للعمل السياسى والإعلامى، وكانت الطامة أن الأفراد الخارجين من محنة السجون فوجئوا بهذا المنحى الصدامى الجديد فى ركاب تنظيم الإخوان الذى قد يتحمل ضربات أمنية بسبب قوة التنظيم وإمكانياته المادية والبشرية، وامتداداته الخارجية، بعكس الجماعة الإسلامية التى كانت فى حاجة لسنوات طويلة من النضال والدأب والعطاء والتعويض والتربية والتثقيف والمصالحة الداخلية مع ضرورة الإبقاء على القيادات الإصلاحية فى الصدارة توجيهاً وقيادة، لتعود لحضن الوطن، إلا أن القيادة الحالية حرقت المراحل وقفزت مسافات بعيدة بجماعة منهكة وكوادر غير مدربة إلى صدارة مشهد سياسى فى مرحلة ملتبسة فى بلد بحجم مصر.

    القيادات تعاملوا مع الشهداء والجرحى والمطاردين على أنهم «درجة ثانية».. ومكتوب عليهم «المواجهة»

    ■ إذن، أضرت القيادة الجديدة للجماعة الإسلامية بأفرادها؟

    - بالطبع أضرت اختيارات القادة السياسية بالأفراد ضرراً بالغاً، وبلغ الاستخفاف مداه بسيناريو الهروب خارج مصر ليتعقد وضع أفراد الجماعة بالداخل فى صراع مع سلطة أراها لم ترغب فى هذه المواجهة ولم تسعَ إليها، فى حين نرى من كان يصرخ فى الناس أنه لن يترك الميدان، إلا بعد أن تأتيه رصاصة فى رأسه ينقل نضاله إلى قطر، وبعضهم إلى تركيا، مع الحرص على سلامة أسرهم، وكأن أسر أبناء الجماعة والشهداء والجرحى والمطارَدين فى الداخل من الدرجة الثانية، وهى المكتوب عليها المواجهة والتشتت والنضال على الأرض، ورأينا نضال هذه القيادات يتوجه عبر فيس بوك إلى التعليق على تصريحات، ومواقف الدكتور ناجح إبراهيم وغيره من الناصحين والمحللين للمشهد بحيادية، وتناسوا أن لهم معركة أخرى على الأرض، وليس الهروب إلى معارك جانبية عبر النضال الفيس بوكى العنترى ليظهروا كأبطال أشاوس على حساب الآخرين.

    ■ هل وجود رفاعى طه، وشوقى الإسلامبولى أثّر على قرارات مجلس شورى الجماعة؟

    - الإشكالية الكبرى أن القيادات الحالية دشنوا المرحلة الجديدة بفكر ورموز التنظيم القديم، ولم تكن هناك مواءمات تُذكر مع الواقع، فلم يُصدروا عناصر شابة مدربة للعمل السياسى، ومن جهة أخرى تعاملوا بشىء من الشعور بالقوة والضخامة وسعوا لاستنساخ أدبيات الإخوان، وامتلاك إمكانياتهم التنظيمية فى زمن قياسى، ووصل الاستعلاء والاستخفاف أنهم لا يبالون بحظر الحزب، على الرغم من كونه وليداً يحبو وليست له تجربة عريقة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية، وقياداته ليسوا زعماء سياسيين كمصطفى النحاس مثلاً، ليظهروا بهذا التحدى، وإملاء الشروط، للإبقاء على المشروعية واستيعاب الشباب وألا ينجرفوا للعنف.

    ■ إذن، ما الحل فى نظرك، لإصلاح الجماعة؟

    - الحل هو إنشاء كيان إصلاحى بعيد تماماً عن التنظيمات القائمة ومسمياتها، وليكن تحت عنوان «تيار الوسطية»، تابع للدولة وتحت إشراف وقيادة علماء موثوق بهم من الأزهر الشريف، دوره استيعاب كل الرافضين لمسلك وخطاب بعض الجماعات، وتأصيل وتفعيل الممارسات والخطاب الوسطى، ساعتها لن تجد أى قيادة أو رمز إسلامى يتحرج من المشاركة فى هذا التيار الإصلاحى بأى جهد علمى أو فكرى أو إعلامى أو تنظيمى، وبذلك نبنى كياناً إصلاحياً حقيقياً على الأرض يستوعب كل الساعين للإصلاح بعيداً عن نزاعات وهمية، على زعامات لتنظيمات مثقلة بالأعطاب.

    ■ كيف كان وقع هروب عاصم عبدالماجد وطارق الزمر وبعض القيادات عليك، وكيف تفسر الهروب؟

    - حذرتُ القيادات منذ البداية من الهروب حتى داخل مصر، وبعد الحكم بحظر الإخوان أطلقتُ مبادرة أخرى من 5 نقاط فى سبتمبر الماضى، على الرغم من استقالتى، كطوق نجاة للجماعة الإسلامية من ضمن بنودها فض التحالف مع الإخوان، وتبنى مبادرة منضبطة منفردة، وتسليم القيادات الهاربة نفسها لنفى التهم الموجهة إليها بالقانون، وعلى الرغم من الهجوم الجماعى والإساءة الكبيرة التى وُجهت لى بسبب ذلك، كرر الشيخ عبود ما قلته بشأن الهاربين، لأن الهروب حالة استثنائية تنتج الكوارث دائماً، وبالطبع تحولت القيادات إلى مطاريد ومتهمين بالإرهاب، وتُوج ذلك بالهروب خارج مصر وهذه مصيبة أكبر؛ فبعد أن كانت المشكلة داخلية بينهم وبين دولتهم، جرى التصعيد ليصبح تعاوناً مع دول أجنبية ضد الدولة، لينتقل الملف من الأمن العام والوطنى إلى المخابرات فيما يطلقون عليه أكاديمياً «تخابر»، وستثار أسئلة كثيرة عن التمويل الخارجى والدعم وهوية الجهات الخارجية التى تتبنى إقامتهم وتنفق على تحركاتهم وفعالياتهم.

    ■ لكن عاصم عبدالماجد تحجج بأنه كمتحدث إعلامى أجبر على الهروب؟

    - «عاصم» لم يكن يوماً ضمن الفريق الإعلامى الذى كنت أنا ضمن أعضائه، ليتحجج بذلك على الهروب، وأنا أرى أن المكوث فى سجن بلادى على الرغم من الذلة، خير لى ملايين المرات، وأشرف من الإقامة فى فنادق قطر وتركيا أو استديوهات الجزيرة.

    ■ بيانات الجماعة الإسلامية كثيرة للغاية، كيف ترى وقعها الآن، وكيف ترى مستقبل التنظيم؟

    - هى كثيرة لكنها موحدة فى كل المراحل تحمل «أكليشيه» واحداً موحداً: «نسعى لحل يرضى المؤيدين والمعارضين، ويمنع انغماس المؤسسة العسكرية فى الشأن السياسى»، فضلاً عن أنها جميعاً ردود أفعال وتعليق على أحداث، وليس فيها تحرك إيجابى واحد، وقرار فاعل يفرض واقعاً جديداً على الأرض، وكان للجمود دور كبير فى الفشل السياسى، والموقف قبل الفض كان لا بد من تغييره بعده وإبداء بعض المرونة فى أحد المطالب الرئيسية، لكن ظلت الشروط والمطالب فى أعلى سقف فى جميع المراحل، مقابل إصرار السلطة على المضى فى خارطة المستقبل، ما أسهم فى تعقيد الأزمة ومضاعفة المآسى.

    ■ هل أنت متفائل بتغير رؤية القيادات لأفكارهم الخاطئة، ومستقبل الجماعة؟

    - أنا لست متفائلاً بشأن مستقبل الجماعة فى ظل الإصرار على الأخطاء، والاعتراف بها، وعدم السعى للإصلاح والتغيير من الداخل، والتصعيد فى الصدام مع الدولة، وأنا أتساءل عن الجديد الذى يمكن أن تقدمه قطر وتركيا وقناة رابعة، ما هو إلا تكرار لخطاب منصة رابعة، فى محاولة لحشد جديد والمساهمة فى صناعة مأساة جديدة فى 25 يناير المقبل، لذلك أرى فى ظل استمرار هذا الوضع أن المقبل أسوأ، وهذا ما يحزننى ويقلقنى.

    ■ ما وقع الخلاف السلفى الإخوانى عليك؟

    - الخلاف السلفى الإخوانى أضر كثيراً بالمشهد الإسلامى ولعل تحليل تحولات الفترة الماضية بشأن محور الشريعة والدستور يثبت أن القضية سياسية بامتياز، وأن الشريعة جرى استخدامها فقط للمزايدة والمنافسة وأن هدف الجميع كان السلطة والتفوق على الآخر، ولو ظل خلافهما فى إطاره السياسى، ما حدث هذا الانحدار فى العلاقة وصولاً إلى الانهيار الحادث اليوم، ولا شك فى أن البعض يجد أسهل سبيل لتلميع صورته والهروب من تبعات إخفاقاته وعجزه فى تشويه صورة الآخر والهجوم عليه والدخول فى معارك جانبية بعيداً عن جوهر القضية، والجميع أخطأوا وانحرفوا بالمزايدة بالدين سواء كانوا إخواناً أو سلفيين، لكنهم لا يعترفون بالخطأ ويلجأون لتشويه الخصم ليرتاحوا من عناء تصحيح الأخطاء وتبعاته.

    ■ وماذا عن مشهد الجماعات الإسلامية على مستوى العموم، الآن؟

    - المشهد العام منقسم إلى ناحيتين؛ الأولى جماعات وتنظيمات تقليدية وظفت الغضب الجماهيرى ومطالب شباب الثورة الإصلاحية فى الصعود إلى السلطة، وأهم هذه التنظيمات الإخوان والجماعة الإسلامية، وهما تبادلا معاً الأخطاء والوقوع فى الفخاخ، وحصرا اختياراتهما، بين المواجهة مع الدولة حتى الموت أو إقامة المشروع الإسلامى، وفى جميع المراحل يبقى من السهل استفزاز الإسلاميين للصدام مع الدولة، والثانية هى المشهد التكفيرى المسلح، وهذا الجزء أصبح نشطاً جداً وازدادت نفوذه بعد 3 يوليو، وكان من الأخلاقى أن يتنازل الإسلاميون ويتصالحوا مع الدولة مع أول شهيد من الشرطة أو الجيش يسقط، دفعاً للعملية السياسية والمسار السلمى ولسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين والمسلحين ولتجفيف منابع ومبررات ودوافع العنف، لكنهم لم يفعلوا.

    ■ إذن، أنت تؤكد أن هناك مستقبلاً للعنف المسلح فى مصر؟

    - العنف لا مستقبل له، هذه حقيقة تاريخية، وما أثمرت التنظيمات المسلحة إلا الخراب على الدعوة والدعاة وأسرهم وعلى الأوطان، وما انتهج الإسلاميون هذا النهج إلا أخرهم عشرات السنين، فنحن اليوم بعد تطورات الصراع الأخيرة ودخول القاعدة والتكفيريين على الخط عدنا إلى نقطة الصفر فى الخمسينات.

    ■ كيف تجرى مواجهة المسلحين التكفيريين، برأيك؟

    - لدينا 3 محاور أساسية لمواجهة العنف المسلح بتفصيلاتها الكثيرة، وهى باختصار: ملف الدفع بالعملية السياسية للأمام، ثم ملف الإرشاد والتوجيه الفكرى، وهذا بالتوازى مع الجهود الأمنية.

    ■ ومشكلة الإخوان الحالية مع الدولة.. هل تدخل فى هذا الإطار؟

    - الحل فى التسامح والغفران؛ أما قضية الشهداء والقصاص التى يزايدون بها، فنحن أكثر حرصاً عليها منهم، لكننا ننظر للقضية نظرة واقعية، فمن قضى نحبه من الشهداء، سيسره أن يتحقق ما خرج من أجله من أهداف عظيمة، وفشل الإخوان وهم فى السلطة فى الثأر لشهداء يناير، والتاريخ شاهد على كارثية هذا المسعى واستحالته، وواجبنا الحرص على ألا يُسفك مزيد من الدماء فى إطار إحقاق الحق، ولندفع بالعملية السياسية، ولنعيد للوطن وحدته دون إقصاء أو بث لروح الكراهية، أما بالانتقام والرغبة فى الانفراد بهزيمة كاملة للمنافسين فسنظل فى هذه الدوامة طويلاً إلى أن نغرق جميعاً.

    ■ هل هذه هى خطة الإصلاح برأيك، للحركة الإسلامية؟

    - هى جزء منها، حيث نبدأ بالتوعية العامة وهذا دور ومسئولية الدولة، وأقترح إنتاجاً درامياً تليفزيونياً طويلاً يؤرخ لتاريخ مصر الحديث وتجاذبات الحالة السياسية مع الحركة الإسلامية والوطنية من بداية الأربعينات وحتى اليوم يكتبه مؤرخون ومفكرون موثوق بهم، إلى جانب إفساح المجال للمفكرين الكبار، لطرح رؤاهم بصورة مفصلة ولو من خلال برنامج أسبوعى أو نصف أسبوعى، كما فعلت الجزائر مع الشيخ الغزالى، وأقصد بذلك الخروج من الإطار التقليدى للتوعية، واعتماد طرق أكثر جذباً ومشاهدة وتبسيطاً، لأن معظم المصريين لا يدركون خلفيات ما يحدث اليوم التاريخية ولا جذور الصراع وطبيعته، ثم استيعاب طاقات الشباب بمشاريع إنمائية صغيرة وتحسين الوضع الاقتصادى، والبدء فوراً فى مشروع تنمية سيناء، وللأزهر دوره بزيادة نشاط علمائه ودعاته فى أوساط الشباب بمسالك غير تقليدية، ثم يأتى دور الإصلاحيين فى الحركة الإسلامية، وأرى أن تجميع الجهود فى حركة موحدة أجدى من الجهود المنفردة.

  2. #2
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    استاذنا الجليل

    قرأت الموضوع او الحوار عدة مرات ولم اِشأ ان اعلق علي شئ وخصوصا حاولت ان ابتعد ان التدخل في اي موضوع يخص الامور السياسية التي يكون

    الاخوان من قريب او بعيد طرفا فيها

    وكنت انتظر ان اجد اي تعقيب من الاقلام الوافرة المنحازة للاخوان وان اري وجهات نظرهم بالتوافق او المعارضة لما دار في حواركم

    وكالعادة طالما الامر فيه حيادية ونظرة عاقلة ونقد للنفس من اخطاء تمت ونحن كلنا بشر معرضين لها ولا عيب في ان يراجع المرء نفسه ويصحح من اخطاء

    وقعت بعمد او غير عمد

    لكن للاسف لم اجد احدا عقب علي موضوع متزن يخاطب العقول والضمائر الحية التي تخاف علي الاسلام اولا وعلي الوطن من المساس به او الانهيار

    ولكني اجد الاقلام تذهب الي المشاركة بمواضيع واهية تبث روح الفتنة والتفرقة

    لا اجاملك ولا امدحك لكني اقول قول الحق من وجهة نظري ان اتجاهك الحريص علي الاسلام والذي تستخدم فيه لغة العقل والفكر الهادئ والاسلوب ا

    السلس المطعم بالحجة الراقية جعلني احاول ان اقول شيئا يليق بما قرأته لكم هنا

    تحية من كل قلبي لفكر احترمه واقدره يبكي تصحيح الصورة لكل من هو مسلم يعتز باسلامه ويريد ان يثبت للكل ان المسلم الحق يغير علي دينه بدون

    مهاترات ودون تجارة او محاولة جني ثمارا لكلماته من العبد

    راقني ما نتج عن فكر مستنير وفهم واضح

    تقبل مروري المتواضع وتحيتي
    صاحب البسمة والنسمة
    تقيمك بمشاركة مطلوب كما انت تحتاج فلا تبخل

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايد راشد احمد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله

    استاذنا الجليل

    قرأت الموضوع او الحوار عدة مرات ولم اِشأ ان اعلق علي شئ وخصوصا حاولت ان ابتعد ان التدخل في اي موضوع يخص الامور السياسية التي يكون

    الاخوان من قريب او بعيد طرفا فيها

    وكنت انتظر ان اجد اي تعقيب من الاقلام الوافرة المنحازة للاخوان وان اري وجهات نظرهم بالتوافق او المعارضة لما دار في حواركم

    وكالعادة طالما الامر فيه حيادية ونظرة عاقلة ونقد للنفس من اخطاء تمت ونحن كلنا بشر معرضين لها ولا عيب في ان يراجع المرء نفسه ويصحح من اخطاء

    وقعت بعمد او غير عمد

    لكن للاسف لم اجد احدا عقب علي موضوع متزن يخاطب العقول والضمائر الحية التي تخاف علي الاسلام اولا وعلي الوطن من المساس به او الانهيار

    ولكني اجد الاقلام تذهب الي المشاركة بمواضيع واهية تبث روح الفتنة والتفرقة

    لا اجاملك ولا امدحك لكني اقول قول الحق من وجهة نظري ان اتجاهك الحريص علي الاسلام والذي تستخدم فيه لغة العقل والفكر الهادئ والاسلوب ا

    السلس المطعم بالحجة الراقية جعلني احاول ان اقول شيئا يليق بما قرأته لكم هنا

    تحية من كل قلبي لفكر احترمه واقدره يبكي تصحيح الصورة لكل من هو مسلم يعتز باسلامه ويريد ان يثبت للكل ان المسلم الحق يغير علي دينه بدون

    مهاترات ودون تجارة او محاولة جني ثمارا لكلماته من العبد

    راقني ما نتج عن فكر مستنير وفهم واضح

    تقبل مروري المتواضع وتحيتي
    أخى الكريم الفاضل أستاذ عايد .. شكرا جزيلا على الاسهام المميز والمنصف ، جعلنا الله واياك دائما من المنصفين ومن خدام الاسلام والاوطان ، ومن الصادقين المخلصين الذين يقدمون مصلحة الامة والدين والوطن على كل شئ وان يتقبل منى ومنك صالح الاعمال ، وان يوفقنا دائما لما يحبه ويرضاه ويلهمنا الصواب والرشد .
    تقبل خالص تحياتى ودعواتى وأمنياتى .

المواضيع المتشابهه

  1. الحركة التأريخية و الحركة الانسانية / الجزء الثاني والجزء الثالث
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-07-2016, 12:49 PM
  2. الحركة التأريخية و الحركة الانسانية / الجزء الأول
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-07-2016, 01:48 AM
  3. التخوين أفيون الحركة الاسلامية
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-09-2013, 03:27 PM
  4. من يَحْْمى الحرَكة الاسْلامية
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30-08-2013, 03:18 AM
  5. الحَركة الاسْلامية وفلسَفة أبناءِ الرسُول
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-08-2013, 01:38 PM