|
قابعٌ في غَيابَةِ الحُبِّ قَلبي |
يلعقُ الصّبرَ من عذابٍ وعذبِ |
سامَني آسِري دَلالًا وصدًا |
مَن لِعاني المهَا إذا العَينُ تَسْبي |
يُذْنِبُ المُغرَمونَ شيئًا ولكِن |
أيُّ ذَنْبٍ إذا يُقاسُ كذَنْبي |
خنْتُ في عِشقهِ مُنايَ وعُمْري |
وظَلَمتُ الصِّبا وأقْصَيتُ صَحْبي |
قَبلَ لُقياهُ كان لي ألفُ دَربٍ |
فَتلاشى مِن سِحرهِ كُلُّ دَربِ |
وقُصورٍ أشَدْتُها مِن رِمالٍ |
صالَ فيها وجالَ مَوجُ التَّصَبِّي |
هائِمًا يَضْجَرُ الفُؤادُ بِصَبري |
يَذْرَعُ الصَّدرَ بَينَ جَنبٍ وجَنْبِ |
وضُلوعٍ ما بَينَها غائِراتٌ |
كَنُقوشٍ بما تَعَتَّقتُ تُنِبي |
آهِ يا قلبُ ما لِوجْدِكَ وجدٌ |
غارقٌ في الصَّدَى وما مِن مُلَبِّي |
زَفَراتٌ أَبثُّها كُلَّ حِينٍ |
لستُ أَدري في أيِّها كان نَحبي |
آهِ يا قلبُ هَلْ كَفانا هَوانا |
أنْ سَقانا السَّقام مِن بَعدِ كَربِ |
قُمْ بِنا وادَّرِعْ لُبابَ جَسُورٍ |
عازِمٍ في النَّوَى عَزيزٍ بِقُربِ |
وانْضُ عَنِّي وعَنْكَ بردَ الليالي |
يُوشِكُ الفَجرُ أنْ يَعودَ بِخَطبِ |
هذه أُمَّتي تَداعى عليها |
وتَنادى لِئامُ شرقٍ وغَربِ |
واستُبيحَ الحِمى وجِيستْ دِيارٌ |
بنِعالٍ خِصافُها بَعضُ عُربِ |
لَم تَنَمْ لَيلةً بِحَمقَةِ حُبٍّ |
أتَنامُ الضُّحى بِحَمأةِ حَربِ |
إنني إنْ أرُمْ رِضاكَ بذُلِّي |
لَم أكُن ثائرًا ولا كُنتَ قَلبي |