البيئة السلبية والإبداع

التغيير حالة مستمرة في كل لحظة، و هذا التغيير يطال كل إنسان على الأرض، كنتيجة لعوامل الوقت و التطور التكنولوجي و المعرفي و الإتصالات بشكل خاص ممثلة بالإنترنت و برامج التواصل الإجتماعي والعلمي مثل الفيس بوك و مواقع الإنترنت التي تنشر عليها المقالات في مواضيع متعددة منها الأدبية والفكرية وصولاً إلى الفلسفة.
التغيير الذي طرأ على المجتمعات في العالم أجمع نتيجة للتطور و التميز أدى إلى تشكيل مجتمعات جديده و مميزة عبر الإنترنت و سمحت لأعضاء تلك المجتمعات و التجمعات بأن يتواصلوا و يقدم كل منهم ما لديه من خبرات و معرفة لتتم المناقشة و لتعم الفائدة على المهتمين بشكل خاص في موضوع محدد، و بالتالي لم يعد الإنسان محصوراً بمجتمع محدود كما عشنا في السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي، و سيستمر هذا التغيير في تحقيق النتائج الإيجابية للباحثين و كل بحسب أهتمامه، وهذا يعني أن التغيير الإقتصادي سيتبع التغيير الإجتماعي، كنتيجة حتمية لتطور التواصل وانتشار المعرفة.
للمهتمين باللغة العربية و غيرها من العلوم مواقعهم و كذلك الأمر بالنسبة للمهتمين بالتعليم والتعلم وصولاً إلى الإبداع والتميز، و لم يعد أثر المجتمع المحلي هو الأهم بالنسبة للمبدعين و عليه لم يعد العلم حكراً على فئة محددة من الناس ، و اصبح التعلم الذاتي أسهل و أقل كلفة مما كان عليه في سالف العصر والأوان، وهذا بالطبع لفئة المهتمين وكل بحسب الإهتمام ودرجتة الذي يحكم توجههم.

الفرصة المتاحة لكل إنسان لا يملك أحد أن يغلقها في الأوضاع الطبيعية الحالية، لكن قد يملك البعض فرصة تأخير الفائدة الإقتصادية أو المالية على مجتمع بعينه أو إنسان بذاته و لفترة محدودة فقط لاغير، و أتوقع أن يكون للمعرفة بشكل رئيسي الكلمة الفصل في السنوات العشرة القادمة دون غيرها و على مستوى العالم أجمع، و سيكون الإهتمام منصباً على حجم المعرفة كأساس وليس على الشهادات بالغة ما بلغت درجتها.
باسم سعيد خورما