ربيعٌ آخر..
أقتلك في قلبي و يحييك الله في روحي في اليوم ألف مرة، أدور حول عقارب ساعةٍ كانت يومًا تجمعنا، أبحث فيها عن سر عطرك الجاثم على صدري، يتفتت عِقد الصبر من على جيدي، فترتسم على وجهي علامة استفهامٍ تسألني عن سرّ حضورك الدائم بين خطوط حزني، و انشراح ابتسامتي و في لحظات ألمي، ضعفي و فرحي.
في كل المناسبات أنت البطل في رواية عمرٍ، لم أجد لها إلى اليوم نهاية، لم أجد لها تفسيرًا كيف اقتحمت روحك سطور دفاتري، و كيف أنجب منها قلمي آلاف القصص، و كتب قلبي عنها مئات من الرسائل ، بريدها رفوفٌ منسية، و دفاتر مطويّة.
تسألني عن ذلك السر الكبير الذي يجعل روحي تلاحق طيفك، تلاحق أمنياتٍ صغيرة، علّقتَها يومًا على جدران أملي، فجعلتني فريسة الليل و السراب، أحكي للنجوم عنك تارة و لشوارع المدينة تارة أخرى، تلك الشوارع الممتلئة بالبشر إلا من وجهك الذي أحب..
وجهك الذي أشعلت من أجله عمري، فأسدل على عمري الستار، و تركني فزّاعة حكيمة تروي للطيور قصة خيبتها، فتنسى الطيور مواعيد هجرتها حتى يذهب الخريف و يعود ربيعٌ آخر و يبقى اسمك محفورًا على قلبي، مغمورًا بين أوردتي، قائمًا، دائمًا، سابحًا، في عمري..
منى الخالدي
5.2.14