قصيدة بمناسبة مرور سبعمائة وأربعة وستون عاما على انتصار المصريين على الحملة الصليبية الفرنسية على مصر في معركة المنصورة وفارسكور بتاريخ 8/2/1250 م وأسر قائدهم ملك فرنسا (لويس) التاسع وحبسه في دار بن لقمان بمدينة المنصورة فيالها من ذكريات خالدة منيرة
***
ذكرى (لويس)
***
شعر
صبري الصبري
***
شحذت عزمي في مدى تفكيري وصحبت فخري بانطلاق سطوري وشدوت شعري من سجل دفاتر شعت مآثر عزة بشعوري ومزجت حاضر أمتي بمحاضر راقت لقلبي باشتياق حضوري فلنا تواريخ البطولة ذكرها بجمال ما بالوعي من تذكيرِ بحروفها بوحٌ ترقرق بالصفا والغاديات بروعة التصويرِ بفصيح أقوال تألق حرفها بمزيد شرح شيق التعبيرِ وبلاغة التبيان شعشع حسنها بالكون يشخص مستطاب النورِ لما أراد (لويسهم) غزوا لنا واغتر تاسع تاجهم بغرورِ وتَصَور الأمر الخروج لنزهة في مصر تذخر بالهنا المنظورِ وحقول غرس يانع بثماره شهد الأماني مُهِّدَت بحريرِ ومياه نيل سابغ متدفق بالخير يجري تحت فخم قصورِ وفصول جو مستحب باهر بشذا الملاحة ضمخت بعطورِ ومنار دهر سابح متسامح متصافح متوافق بحبورِ وفنار بسط شاسع متناسق ما بين أنهار وبين بحورِ وتخوم أيكات البدائع أخبرت عنها محاسن روضة بغديرِ ظن الحبيبة مصرنا أرضا بها سينال ـ قهرا ـ منتهى التقدير ! ويحل فيها ضاربا أطنابه بمعاول الإرهاب والتدميرِ فأتى لشاطئها و(دمياط) ترى هذا المُغَفَّلَ رؤية التحقيرِ ! وتضج من خبث حواها عندما جاء الأثيم خلالها بمرورِ وبدا بـ(فارسكور) جيش جهادنا في مصر يمضي نحوه كنسورِ تنقض بالبأس الشديد عليهم فإذا (لويس) وجيشه بثبورِ كالفأر فر ولا فرار للذي قد جاء مصر محملا بشرورِ فجحافل الأبطال أُسد كلهم في يوم فخر لوائنا المنصورِ و(لويس) يجري خائفا متدثرا بمذلة بتلفت المذعورِ وتهشم العدوان جهرا يحتسي كأس الهزيمة مترعا بالبورِ واستسلم الموهوم يهوي صاغرا بقيود خزي الخاسئ المخمورِ بعيون زيغ قد تلصص محبطا بخبال غم القانط المقهورِ في ركب كبت للحقير مُرَّحلا للسجن يأوي خاسر التدبيرِ في دار (لقمان) توسدها له دمع انهزام التاسع المأسورِ قتر بوجه كالح متأمل أغلال أقدام سعت للزورِ وصليبهم بالوحل كان مهشما لما أتانا متخما بفجورِ فالله أكرم مصرنا بسلامة من شر عدوان بنصر نصيرِ فله ثنائي جل ربي دائما والشكر حمدا وافرا لشكورِ في حفظ ربي مصرنا بحماية تحيا بأمن راسخ بدهورِ مرت عليها باللطائف والعطا بأمان فضل سابغ لخبيرِ ذكرى انتصار شامخ بأريجها مرت بنشر طيب بزهورِ فاستقبلوها بالحفاوة والوفا يا أهل مصر بفرحة وسرورِ ودعوا المراء فإنه داء به آلام عيش بالأسى مطمورِ عودوا لوحدتكم ففيها نصركم ورخاؤكم بالملتقى المعمورِ مصر الحبيبة عزنا وفخارنا نبض الفؤاد مكانها بصدورِ فاستلهموا ذكرى (لويس) تدبروا ما كان فيها من جمال بدورِ وشموس فخر لا يُضَاهى بالعلا مخزوننا بنجابة التفكيرِ ستظل مصر جميلة بإبائها تزهو بحسن بالأمان منيرِ تأوي الصديق بحبها وحنانها تدلي العدو بمصرع بقبورِ فأدم إلهي يا مهيمن عزها بوئام أمن بالرخاء وثيرِ واعمر نواحيها المديدة دائما ربَّ الخلائق أجمل التعميرِ صلى الإله على النبي وآله ما انساب ماءٌ بالثرى لجذورِ !!