ثلاثية الرحيل
إلى فقيدنا الشاعر محسن شاهين المناور رحمه الله تعالى
(1)
تريد أن ترحل في هذا الوجود
وجناح قلبك لم يزل مكسور
هلا توقفت هنيهة في ردهة الانتظار
فالممرات ضيقة , وأخشى عليك
من زمن الحصار
لا تقتل الوقت الجميل
بهذه الضحكة العبوس
سترحل دائماً كما تريد
ولكن هل ستعود؟
هل ستنسى لحظة الحب الجميلة
تلك التي كانت تشاركك البكاء
وكنت تقبض عليها بكلتا يديك
و كأنك تبحث عن شيء ضائع
في داخل قبرك الضبابي
يومها كنت تودع نفسك
إلى رحيلها المستقبلي
لم تنتظر حتى تصلك تذكرة السفر
فآثرت الرحيل دون جواز سفر
يفتح أمامك أبواب الممالك المنسية
فلم تزل تعاني الوقوف عند أول باب
( 2 )
تعديت المدى
لكنك لم تزل واقفاً في مكانك
الصمت يؤرخ رحيلك
وأنت تفكر بشيء ينتشل خيالك
ابحث عن مفرداتك في عيون الشمس
واترك فرحة الحلم الجميل
عمّا قليل ستورق بسمة
في شفة النخيل
وتختار نوار
رائحة التبغ المعتق مع فنجان قهوة الصباح
سوف تبحث عن مجهولك
في مجهولك الآخر
وتختار زنبقة التوجع من باقة اللاانتظار
سرعان ما تكتشف الحقيقة
فتقف عند منعطف اليمين الدائري
لترى كم كنت تحلم
( 3 )
رحلت كأنك لم تكن
من قبل ترسم خارطة الأمل
رحلتَ عن بلد يرسم للموت
لوحة الاحتضار
وودعتَ قلبك والوطن
ثم نسيتَ معنى المحن
ألأجل هذا ضاع صمتك في الضباب ؛
وضاع ميلاد الورود ؟!
لقد كبرتْ بك الحياة
وكبرتَ قبل أن تبلغ الحلم
وضاقت بك الذكريات
لتخنقك في أيقونة الزمن
ماذا تراك تفعل اليوم
بعد خمسين مليون صمت تراءت في عبوسك ؟
وكيف تختار اللازوردي لترسم
بسمة في قلب الدمن ؟
لقد تطاولت في حلمك
حتى كدت تنجو من الوهم
فابْقَ غارقاً في صمتك
ولا تفضح الصمت الصموت
فقد تورق من خلف الغيوم
بسمة للمستحيل