مَرثيةُ الوجدِ
الإهداء /قيس زماننا
. أحمد مُسفر العريقي
يا مَنْ هواها المُرُّ قيّدَ أحمدا
فُكِّي قيودكِ قد طغاهُ وعَربدا
طحَنَ الهوى فيهِ مَناسك عُمرهِ
فقضى الحياةَ مُصابراً مُتجلِّدا
الدمعُ في عينيهِ شلاّلُ الأسى
ما سالَ منها سائحاً فتجمّدا
خمسون عاماً ظلّ فيها صامتاً
والقلبُ يبكي واللسانُ تجلمدا
وبنى قصوراً مِن سنا رملِ الهوى
مِن فوقهِ غنّى لوجدٍ مُنشدا
:يا أيّها الريحُ المُعطّرُ بالشذى
بلّغْ سلامي مَن بِسيفٍ أغمدا
يا قلعةَ الروحِ المُعلّقِ بالحشا
كيف الِوصالُ ووجهُ بابكِ مُوْصدا
هذا هو الطيرُ الكسيرُ مُحلّقاً
وعلى سماكِ يطيرُ يرجو المُنجدا
يا مَن بقيدٍ ظلّ فيكِ مُقيّداً
فُكِّي القيودَ الجانياتِ لِيرشدا
لو تعلمين بما جناهُ مِن الجوى
خمسين عاماً عاشها مُتشردا
يقتاتُ من ذِكرى الهوى لِحياتهِ
ما قوتهُ إلا هواكِ تفَرّدا
يا فِتنةً ماذا عَملتِ بأحمدٍ
قد ظلّ في مِحرابهِ مُتعبّدا
هوَ كُلما ينوي الصلاة لربّهِ
يدعو إلهَ الحمد فيكِ توحّدا
يبكيهِ مَنْ يرنو إليهِ بُرهةً
حتى وإن ملك الفؤادَ الأسوَدا
فُكِّي قيودكِ صار شيخاً فانياً
والقلب ُمُضنىً في أساه تسرمدا
في عشقهِ عشقَ القيودَ على المدى
كسِوار دُرٍّ فيهِ زيّنها اليدا
يا عاشقين تَعلّموا مِن عِشقهِ
كيف الوفا يحيا الدُّنى ويُخَلّدا
قد صار شَيخَ العاشقين على الثرى
نَقَشَ الهوى للعاشقين وعبّدا