أُمٌّ هَـادِرٌ!!
(إهْدَاءً، إلى هذهِ السَّيِّدَةِ المُكْتَظَّةِ بالأُمُومَة، الصَّاخِبَةِ بالعَزِيمَة).
يَكادُ يَمْضَغُها الطُّوفانُ!
ما القلَقُ؟!
في رأسِها يَكْبُرُ الإصْرارُ، والنَّزَقُ
لَمْ تَكْتَرِثْ،
فِرَقُ الإنقاذِ سَاهِرَةٌ..
على الذي جُهِّزَتْ مِنْ أجْلِهِ الفِرَقُ!
لَمْ يُـثْـنِهـا، أنْ تَـرَى الآفـاقَ مُوصـدَةً
أو تَنْزَوي عُنْ خُطَى إشْفاقِها الطُّرُقُ!
أَتَتْ، على راحِها أغْلَى الهِباتِ،
فَهَلْ: ما زالَ يَصْرُخُ في أسْماعِها الغَرَقُ؟!
وَ أَوْغَلَتْ في اصْطِفاقِ اللُّجِّ،
وَاتَّـزَنَـتْ
وكُلُّ هـادِرَةٍ تَـدْنُـو وتَنْفَـلِـقُ!
وكانَ حـالُ لسـانِ الأمِّ: يـا ولَـدي
غدًا، مِنَ المَاءِ هذا: سَوْفَ نَغْتَبِقُ
طَفَتْ،
وفي قَلْبِها سِـرْبُ المُنَـى عَطِـشٌ
لِتُرْبَةِ الضّفَّـةِ الأخْرَى، ومُحْتَرِقُ!
كأنَّما كلُّ مَوْجٍ حولَها; نُضَحٌ
في خَوْضِها يَتَهاوَى،
ثَمَّ يَنْسَحِقُ
لها مِنَ العَـزْمِ،
ما أَرْخَى لأَخْمَصِها جِسْرًا;
مِنَ الزَّبَدِ المَرْصُوصِ يَلْتَصِقُ!!
وجازَتِ المَـاءَ في أَعْتَى انْتِفـاضَتِهِ
كأنَّمـا وَطِـئَـتْ صَـلْـفَــاءَ تَـسْتَـبِـقُ!.
:
الاثنين: 23 جمادى الأولى 1435هـ
أبو عَرِيش.