غدا تنفيذ المخطط لهدم ........المسجد الاقصى ..؟

العرب يطالبون بتدخل دولي ..
وأمريكا و الدول الغربية تدعو لضبط النفس

· لم يبقى وقت كبير أمام تنفيذ أبشع سيناريو خرافي وإرهابي في آن واحد، فالأساطير الإسرائيلية تقول لا يجوز تأخير بناء الهيكل عن عام 2005م لأن موعد نزول المسيح قد أقترب وأنه لا يجوز أن يأتي المسيح ولا يجد الهيكل خاصة وأن كل ما يصيب الشعب الإسرائيلي من مصائب وكوارث ناتج عن عدم بناء الهيكل حسب ما يراه الحاخام " إسرائيل ارئيل " رئيس معهد الهيكل المقدس، و أيضاً فيلم رسوم متحركة عن العمل المقدس في الهيكل وفي هذا الإطار قال خبير فلسطيني أن مجسم الهيكل المزعوم يتم إعداده حالياً في مستوطنة ينصهار جنوب نابلس بإشراف زعيم ديني متطرف يدعى " يوكنينلي" والذي يتمتع بصلة قرابة مع وزير حكومة الليكود السابقة "إسحاق ليفي". وأضاف أن الطاقم الذي يعمل في إعداد الهيكل يتلقى الدعم أيضا من وزارة الأديان الإسرائيلية هذه الوزارة التي منذ إنشائها وهي تفكر في اغتيال المسجد الأقصى وتنتظر الفرصة المناسبة، فهل نحن على أبوابها ؟.



واقع الحال يؤكد أن عملية هدم المسجد الأقصى قد اقتربت فكل الظروف مواتية لارتكاب الجريمة دون أن يدفع إسرائيلي الثمن فالإسرائيليون تعودوا أن يسرقوا أي شيء في ظل ظروف دولية فوضوية ونحن نعيش الفوضى فالعالم يسير خلف أمريكا و أمريكا تسير خلف بوش وبوش يسير خلف مغامرين صغار من أمثال رامسفيلد و بيرل و بول و ولفوفيتز ، وهؤلاء المغامرين الصغار يسيرون خلف جماعات إرهابية صهيونية تجاهر بالإرهاب و بالدعوة إلى القتل و الهدم.



على الضفة المقابلة من الأطلسي لم تعد أوروبا أوروبا فيعد التوسع داخل الإتحاد الأوروبي صارت أمريكا هي الحاكم بأمرها وأصبحت أوروبا القوية والمستقلة أوروبا قديمة وشيء من التاريخ.



أما نحن البلدان العربية فحدّث ولا حرج..

زعماء هاربون من أداء الخدمة العسكرية

وحكومات متورطة في تدمير الإنسان العربي

ومعارضات أشبه بنكتة سخيفة ليس لها طعم ولا رائحة، وشعوب غارقة في البلاد لا يثيرها شيء ولا يُغضبها شيء لا علاقة لها بما يحدث في العراق و فلسطين و السودان. الأنظار متجهة إلى حيث سوبر ستار و ستار أكاديمي و ملكة جمال العرب، فهذه المعارك التي يبذل العرب فيها أموالهم وراحتهم وإن أستدعى الأمر الأنفس.



لم يعد خالد بن الوليد يثير إعجابا مثل ملحم زين ، ولم تعد خولة بنت الأزور تتمتع بشعبية مثل تلك التي في حوزة ديانا كرازون ، ولم يعد أحمد ياسين و الرنتيسي و مروان البرغوثي و سمير قنطار نجوم المجتمعات العربية .



النجوم هنا من نوع خاص، ولم يع سراً، فقد دعا عضو في البرلمان المصري إلى تكريم محمد عطية نجم ستار أكاديمي باعتباره بطلاً قومياً ، ودعا آخر إلى إطلاق اسم ديانا كرازون على أحد شوارع عمان ، أما بعض اللبنانيين فقد دعوا إلى إنهاء الإحلال السوري للبنان بعد أن تآمرت أجهزة المخابرات السورية وبعض المتورطين معها من اللبنانيين على إخراج ملحم زين من المسابقة ومنعه من تحقيق الانتصار الذي كان سيعيد لهم كرامتهم التي تعاني بسبب الواقع المرير.



في كل ما سبق ، هل وجدتم اسم المسجد الأقصى ؟

هل سمعتم عن ماذا يخطط له ؟هل تشاهدون نشرات الأخبــار ؟

هل تقرأ ون الصحف؟

لا يهم، الآن اقرأ هذا السيناريو بما تشاهده في عرض سينمائي أو تشاهده عبر فضائية إخبارية أو حتى عبر فضائية غنائية فلا تشعر بالصدمة.




السيناريو:

يقوم متطرفون يهود بتفجير المسجد الأقصى. الشرطة الإسرائيلية تتدخل لكن بعد فوات الأوان (!) رئيس الحكومة الإسرائيلية يشجب هذه العملية ويدعو وزارة الداخلية إلى إعادة الأمن. وزارة الداخلية تعلن أنها قبضت على المشتركين في عملية تفجير المسجد الأقصى. الزعماء العرب يدعون إلى تدخل دولي. أمريكا ودول العالم يطالبون بضبط النفس حتى لا تحدث حرب دينية كارثية و يتفهمون الغضب الذي يجتاح الشارع العربي (!!)

الشارع العربي في حالة هيجان ومظاهرات عارمة تخرج في أكثر من بلد عربي.. البعض لا يستطيع الخروج لدواعي أمنية (!) الفضائيات العربية الإخبارية وجدت جنازة وتشبع فيها لطم. أما الفضائيات العربية الغنائية فتواصل بث الأغاني الوطنية. الحكومات العربية تطلب بشكل سري من جميع الفضائيات التي تبث الأغاني الوطنية أن تتوقف عن ذلك وأن تعود إلى بث أغاني رويي و لوسي و نانسي و هيفاء و يوري مرقدي حتى ينسى الشعب العربي قليلاً من أحزانه . بالفعل ينسى الشعب العربي ليس فقط أحزانه وإنما كل شيء (!).




سيناريو واقعي:


هذا السيناريو ليس سيناريو خيالي، فإسرائيل بدأت الخطوات الأخيرة في تنفيذ الجزء الخاص بها، ففي مقابلة مع صحيفة " حيروساليم بوست" الأسبوعية في 1 نوفمير1996م، صرّح نوان لينفغات من زعماء حركة " حاي في قايام – أي: حي وقائم " بأنه يتطلع إلى وضع يمكن فيه نسف القبة الذهبية على جبل الهيكل والإطاحة بها إلى عنان السماء، و استطرد موضحاً فكرته بقوله: " إذا توجه ثلاثة أشخاص لنسف القبة الذهبية سوف يكونون مجرد مجانين وإذا فعلها ثلاثون شخصاً فسوف يكون هذا تنظيماً سرياً وإذا كانوا ثلاثمائة فهم يشكلون حركة أما إذا كانوا ثلاثة آلاف فهذا يعد ثورة.. إن الأمر كله يعتمد على عدد من يشاركون في هذا العمل و الأمل الذي أصبو إليه هو حشد قوة جماهيرية لتنفيــذه ".

ويقول " غرشون سلمون" زعيم إحدى الحركات الإرهابية التي تطالب بهدم المسجد الأقصى أنه سيهدم المسجد الأقصى و ينقل حجارته إلى مكة ومن بين القيادات البارزة لليمين المتطرف الذين لا يستبعدون قيامهم بارتكاب هذا السيناريو البشع " نوعام فيدرمان" الذي قال علانية لموقع صحيفة " يديعوت احرونوت" الالكتروني انه لن يفاجئه حدوث أمر كهذا.



صحيفة "هاراتس" ذكرت أن المتطرفين اليهود سيحاولون الدخول إلى الحرم متنكرين في ثاب عربية وأن بعضهم يخطط لسكب مواد كيماوية على مفاصل الحجارة والبلاط داخل الحرم بهدف تفكيك الإسمنت وجعله ينهار بمضي الوقت.



هذا الإصرار اليهودي على هدم المسجد الأقصى دعا المهندس عدنان الحسيني، مدير أوقاف القدس، إلى إطلاق التحذيرات من كارثة تحل على المنطقة بكاملها في حال تمكن إرهابيون يهود من المس بالمسجد الأقصى وقال الحسيني " نحن لا نستبعد مثل هذا السيناريو وهو ممكن في أي وقت ولذلك فقد حذرنا دائماً من مثل هذا السيناريو الخطير".



فهل نقف نحن العرب موقف المتفرج حتى تقع الواقعة ثم نبكي كالنساء على مقدس لم نحافظ عليه كالرجال، أم أن هذه العملية الإجرامية ما لو حدثت ستفجر الثورة المنتظرة؟



لماذا لم نر موقفاً عربياً وإسلاميا حازماً تجاه جريمة هدم مسجد البابري في الهند ؟ وفي هذا السياق يلفت المفكر اليمني الأستاذ عبدا لباري طاهر النظر إلى تلازم دعاوى الهندوس في مسجد البابري و دعاوى اليهود في المسجد الأقصى قائلاً: " اللافت هو ذلك التلازم بين دعاوى الهندوس المتطرفين في بها جاراتا ونشاطهم لهدم الأثر التاريخي الإسلامي " مسجد البابري" بدعوى إقامته على معبد الإله رام .. والدعوى الصهيونية حول المسجد الأقصى، وفد فشلت دعوى الهندوس في إثبات دعواهم الباطلة وحكم القضاء الهندي لصالح المسلمين وأدان القضاء وزير الداخلية الهندوسي وزعماء حزب جاناتا بهارات الذين قاموا بالتحريض على هدم المسجد.



كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل يحذرون من نوايا بعض المتطرفين الصهاينة لهدم المسجد الأقصى وكأنهم بذلك التحذير يجسون النبض ويقيسون درجة حرارة ردة الفعل الإسلامي و العربي والدولي.



الفاجع حقاً أن تصريحات الأمنيين الإسرائيليين لا تجد ردود الفعل المناسبة في الأوساط العربية والإسلامية والدولية وكأن الأمر لا يعني أحداً وكأنه أمراً مألوفاً واعتيادياً !



لم تعد تكفي التحذيرات التي يطلقها من آن لآخر علماء وخبراء فلسطينيين وعرب ومسلمين، لا يكفي أن يحذر الشيخ عكرمة صبري المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية رئيس الهيئة الإسلامية العليا من مغبة قيام المتطرفين اليهود بالاعتداء أو المس بالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى.

ولا يكفي أن تصدر منظمة المؤتمر الإسلامي بياناً مليئاً بمشاعر القلق.

لم يعد يكفي أن يعترف الرجل الثاني في السلطة الفلسطينية وأحد أهم أركان عملية السلام بالخطر عندما يقول: " أن الإسرائيليين تحدثوا عن ما هو تحت الأقصى باعتباره ملكاً لهم وعن إعطائنا وصاية عليه فقط "!




فوق فوهة البركان




أخيراً، تبدو عبارة " المسجد الأقصى فوق فوهة البركان" أكثر من واقعية فالمؤمنون بالتوراة يعتقدون أن الهيكل كان مكاناً للخطيئة وللوثنية وللدعارة وأن سليمان كان عنده ألف زوجة و 700 من الحرائر و 300 من السراري، وأن زوجاته كن " مؤابيات " وكان عندهن أوثان ويأتين بأوثانهن، ومع ذلك يحاربون من أجل قداسته ومن اجل إقامته حتى لو كان هذا الهيكل أسطورة وخرافة شأنه شأن كثير من الخرافات الإسرائيلية ابتداءً من خرافة الجنس الوافد ومروراً بـ " السامية " وانتهاءً بحقهم المزعوم في المسجد الأقصى .



أما المؤمنون بالقرآن و بسورة الإسراء فحتى هذه اللحظة يجلسون في مقاعد المتفرجين ينظرون إلى الشيخ رائد صلاح – فك الله أسره - ورفاقه الذين يدافعون عن مقدسات الأمة الإسلامية بأجسادهم العارية وقلوبهم المؤمنة.

السباق جار. من يصل إلى هدفه وغايته ؟ الذين يتاجرون بالموت و الخراب و الخرافة أم الذين يحاولون أن يدافعوا عن مقدساتهم وعن حياتهم وعن وطنهم.



أفعل أي شيء إذا كنت من الوطن الذي يمتد من الماء إلى الماء، أفعل أي شيء المهم أن لا تضع رصيدك العاطفي والإنساني في بنك نانسي عجرم و روبي، فالحياة فيها معاني أكثر براءة وأكثر قداسة و تستحق أن تدافع عنها وتموت من أجلها . يكفي أن أحدها هو المسجد الأقصى الذي ينتظرك بلهفة، فلا تنتظر أنت القيامة.

منقول

أأسف لتكرار

لا أدري كيف حدث

ربما أخطأ الكمبيوتر

أرجوا من المشرف حذف التكرار

تقبلوا تحياتي