في صبيحة يوم ربيعي طقسه جميل ، ونسيمه عليل، وقد بدأت شمس الصباح
تستيقظ من نومها وتعلو في السماء فاردة أشرعة نورها على الكون ، وقفت
ضفدعة بالقرب من بحيرة ماء .
كان الجو صافيا وكانت البحيرة صافية كصفاء البلور تعكس السماء الزرقاء ،
والسحب البيضاء التي تبدو كالقطن المندوف ، وعكست أيضا
صورة لتلك الفراشات الرقيقة تراقص الأزهار، ونسيم الهواء يداعب الأشجار.
شعرت الضفدعة بالسعادة لكل ذلك فارتفع صوت نقيقها عاليًا .. تغني طربةً.
حينما اقترب منها أرنب أبيض سمين جميل يتبختر الخيلاء ـ ثم وقف ليأكل بعض
الأعشاب بجوار الضفدعة.
قالت الضفدعة: كم هو يوم جميل ، وكم أشعر بالسعادة عندما أرى كل شيء من
حولي جميلًا.
قال الأرنب: أنا أوافقك على هذا ـ ولكني مندهش أن أسمع منك مثل هذا الكلام
كيف تتكلم الضفدعة القبيحة ذات الصوت القبيح عن الجمال؟؟
آذى كلام الأرنب الضفدعة، فانتفضت غاضبة وقالت : ألا تعرف يا سيدي من
تخاطب؟!! أنا بنت ملك الضفادع ـ إنا أجمل بنات جنسي على الإطلاق..
وجمالي على سيرة كل الضفادع ، وصوتي حين أغني يطرب كل قومي.
ضحك الأرنب مقهقها وقال: إن قبحك يا بنت ملك الضفادع يؤذي عينيَّ الجميلتين
وصوتك يجرح أذني الطوليتين ـ إن ادعاءك الجمال وحده يهين جمالي..
جمالي .. موضع فخر كل أهلي ، وموضع حسد من كل الأرانب.
قالت الضفدعة لنفسها : يا له من أرنب مغرور ـ يجب أن ألقنه درسًا
لا ينساه طوال حياته.
قالت الضفدعة للأرنب : ولكن يا عزيزي لقد رأيت هناك أرنبا أذناه أطول من أذنيك
وعيناه أجمل من عينيك ـ إنه أجمل منك على الإطلاق.
قال الأرنب : مستحيل أن يكون هناك أرنب مثلي أو أجمل مني أبدًا.
قالت الضفدعة : تعال معي ـ سأريه لك وهو يقف مع أختي ( ضفدوعة).
مشى الأرنب مع الضفدعة حتى أوقفته عند حافة البحيرة .. نظر الأرنب فوجد
أمامه أرنبا جميلا يقف مع ضفدعة تشبه أختها التي تقف بجواره ...
غضب الأرنب لأنه شعر بالغيرة من جمال ذلك الأرنب فظهر الغضب على وجه
الأرنب الآخر ـ رفع الأرنب يده في صورة عدائية في وجه الأرنب المقابل فوجده
هو الآخر يرفع يده في وجهه . وثب الأرنب على الأرنب الآخر لكي يضربه
طاش .. بوم .. لم يجد أرنبا آخر ، ولكنه وجد نفسه يغرق في مياه البحيرة
ألحقوني .. أنجدوني.. أنقذوني.. ضحكت الضفدعة وهي تثب نحو الماء
لتنقذ الأرنب المغرور.
وقفت بالقرب من البحيرة وعلى غصن زهرة فراشة جميلة ذات ألوان زاهية
استمعت الفراشة إلى حديث الأرنب والضفدعة وما دار بينهما من نقاش حاد وتباهي
وتفاخر كل منهما بنفسه وجماله، ولما رأت نهاية الأرنب المسكين انطلقت الفراشة
تطير متسللة بين الورود والأزهار وهى تقول لنفسها : حقًّا إن الغرور قد يؤدي
بصاحبه إلى التهلكة .