داود نصر أديب لبنانى الأصل هَاجَرَ الى البرازيل وكان شاهداً على قصة عايدة ، وهى فتاة عربية – وان لم يُذكر اسمها – !! لأن العرب لا يُعرفون من أسمائهم فقط انما أيضاً من أخلاقهم وشموخهم وابائهم ونخوتهم وعزتهم وكبريائهم .
اختطف بعضُ الشباب الفاسدون المترفون عايدة بعد أن راودوها عن نفسها فاسْتعصمتْ ، أخذوها بالقوة وأدخلوها عمارة ودفعوها فى المصعد وهى تقاوم حتى وصلوا الى الطابق الثالث عشر ، وفى الشقة دافعتْ عن شَرَفها ، الى أن تمكنت من الاحْتيال عليهم واللجوء الى الشُرفة ورَمَتْ بنفسها حتى لا يتمكنوا منها ويُلوثوا شرَفها .
الصحافة البرازيلية المُنحازة اعتبرتْ الحادث انتحاراً ، وكادت القضية تُطوى فى غياهب النسيان ، الا أن قيض الله بعض الشرفاء لاثارتها مرة أخرى على الرأى العام لاعادة الاعتبار للفتاة التى ألقت بنفسها من الطابق الثالث عشر دفاعاً عن عِرْضها وشرفها ، وتم القبض على المعتدين وأُدخلوا السجن ، وحاول أحدهم الهروب الى شيلى مستقلاً قطار .
ويحْكى هذا الأديب أنه تعرف عليه وأمْسك به وقال له :
" يا هذا أنتم لا تفهمون معنى العفة والشرف الذى جاء به هؤلاء المسلمون الشرقيون والعرب من بلادهم ، هذه الفتاة العربية دفعت حياتها دفاعاً عن شرفها وعِرْضها ، وهذه هى القيمة التى حملناها اليكم من بلاد الشرق ومن افريقيا المسلمة ، حضارة ذات سلوك قويم وأخلاق حميدة وقيم الحق والعدل والمساواة ، هؤلاء العرب والمسلمون لا يدافعون عن أموالهم فقط بل عن شرفهم وعقيدتهم وشرف بلادهم " .
عن عايدة العربية المسلمة الشريفة أتحدث ، تلك التى صانت عِرْضها وشرفها ووطنيتها فى بلاد المهجر وفضلت الموت عن أن يلوثها أحد أو أن تعيش ذليلة خانعة ، فلها فى دينها ووطنيتها عواصم من الوقوع فى فخاخ الذئاب المسعورة .
أية حياة يرجوها الشيخ برهامى لمن تلوث شرفها ؟ أم أن الشيخ من منهجه العيش والسلام ، بأية صورة وعلى أية طريقة ، منتهكى الكرامة ، ملوثى الشرف ، مذلولين ، مهانين ، لا يهم ، فالمهم أن نعيش ، وأن نحفظ الأنفاس وان كنا نتنفسها بالاذلال والمرارة والقهر .
وأى زوج هذا يتحدث عنه ، وما شكل الحوار الذى يتخيله الشيخ بينه وبين زوجته المغتصبة بعد أن نجا بحياته حفاظاً على روحه تاركاً اياها لمصيرها البئيس ؟
حمد لله على سلامتك يا زوجى الجبان .. فداك عرضى وشرفى !
اليوم نعيش يا زوجتى الملوثة بدون قتل ودم وازهاق للأرواح ولتذهب الأخلاق والفضيلة والنخوة والشهامة للجحيم ، والمهم حياتنا ، فلنحيا ملوثين جبناء أذلاء مهانين !
يا شيخ ، اذا كنا ننصح الاسلاميين ونرفض أخطاءهم السياسية التى استفاد منها الخصوم ، فليس معنى ذلك أن يرضى البعض بالعيش مُغتصباً مذلولاً مهاناً ، ومن يسهم ولو برأى فى تسهيل اغتصاب حرة ، ليس بعيداً عليه الاسهام فى اغتصاب أمة .
فلتذهب هذه الحياة وتلك الأنفاس البغيضة بهذا المنهج المخزى الى الجحيم .
رحمةُ الله عليك يا عايدة .