عجبي
-1-
عجبي ممّن ينصب الشّباك بأطيب الطّعم مذاقا، وأحلى الكَلِم وقعا، وأكثر الأخلاق نُبلا، حتّى يتمكّن مِن صيد مَن طاردها قلبه ليعترف لها على منارة العشق بأنّها شهرزاد كيانه التي بحث عنها طويلا كي تقرّ بها عينه، ويرتاح لها قلبه، وترضى عنها أمّه..
يعطّرها بأريج رقّته، ويحيطها بديباج رجولته؛ ويلفّها بحرير غيرته، فتعيش محلّقة في منطاد ما يغدق عليها من سندس الآمال، وشاكرة الأقدار على تدفئة مشاعر أقواها برد شتاء الأيّام..
وعلى حين غرّة، يشقّ بُردة حبّه بسكّين غدره، ويرحل تاركا إيّاها في بحر الخذلان .