يا ربّة الشعر بعض الوقت يكفيني
سيّان عندي همّ بات يرديني
و أن ألوذ بوهم ليس ينجيني
لا شيء أعرف إلا أنني مِزَق
شيء من الكفر في شيء من الدين
كأن نفسي لا ترضى مصاحبتي
إلا وألف من النيران تكويني
سقراط يسكن في رأسي يجاوره
نيرون يأفك نوبات المجانين
وحزن يعقوب إذ يزجي مدامعه
شوقا ليوسف بين الحين والحين
لا تحسبنّ كلامي محض قافية
إن القصيدة نزف من شراييني
ما زلت رغم انتكاساتي أعاقرها
يوما كشهد وأياما كغسلين
أصوغ شعري أسفارا مقدسة
من نفحة الله لا نفث الشياطين
لو شئت أجعلها زهدا وموعظة
أو شئت أجعلها سيف السلاطين
أو شئت أجعلها خمرا وغانية
أو سورة نزلت في طور سينين
ألقى بها الوحي في روعي فصيّرني
يا ربة الشعر قديس الدواوين
حُمّلت خبزا على رأسي وسرت به
فردا طريدا على حدّ السكاكين
نزفت شعري من جرحي ومن ألمي
ومن شعوري بآهات المساكين
ورثت أوزار من راحوا وقد تركوا
طفلا تعثّر بين السين والشين
ورحت وسط ركام الزيف أبحث عن
ماض تبخر في فوضى العناوين
حتى هوى العمر أوراقا كدالية
تراقص الريح في أيام تشرين
والموت أقبل نحوي باسطا يده
له هدوء كما زحف الثعابين
يا ربة الشعر كُفّي إنني بشر
- رغم التصبر- من ماء ومن طين
من مجموعتي الشعرية : المزامير الاخيرة