أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رقص وحشيش وغضب

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي رقص وحشيش وغضب

    يخرج الناس الى الشوارع والميادين طلباً للحرية ويحجمون عن الخروج للجان التصويت طلباً للحرية ، تتنوع الوسائل والغاية اعاقة صناعة أصنام بشرية جديدة ووضع نهاية للظلم والاستبداد . خطورة مشهد الانتخابات الرئاسية أنه يعيد للأذهان سيناريو انتخابات مبارك وخاصة انتخابات 2010م التى فجرت الغضب بعد سنوات من الصبر ؛ فالاقبال ضئيل وروح التنافسية غائبة ، والاصرار على تمريرها بدون مشاركة شعبية فعالة قائم ، ثم تنتهى بصورة مشوشة تكرس الريبة وتعكس حجم الاستخفاف بالأحداث والتضحيات والعقول ، وليست اهانة فقط لذكاء الشعب المصريين – كما تحدث حمدين صباحى عن الأرقام المعلنة وكما ذهب الشيخ مظهر شاهين بأن غياب الشباب بسبب الحشيش ، انما احتقار لتضحياته ، وكأنه لا تكفى هذه الأرواح البريئة التى زهقت من مدنيين وعسكريين لينعم المصريون بديمقراطية حقيقية وبمسئولين ومؤسسات يحترمون ارادتهم . يدعى الاعلام ضخامة الحشود ، والشوارع واللجان والصور والفيديوهات وجولاتنا وشهادة الشهود ورجل أمن يداعب دجاجة أتت لزيارة اللجنة ومشهد قطيع من الخراف يسير أمام لجنة خاوية وارتباك الاعلاميين ونجيب جبرائيل يصرخ فيهم " ما عاد من الممكن الضحك على الشعب مرة أخرى فاللجان خاوية " ، ليأتى مشهد الرقص الجماعى لمؤيدات رجل المرحلة ليغطى على الخيبة ، فلم يفلح الخداع البصرى ولا حشد الناس بوسائل الترغيب والترهيب والتهديد ، فلترقص النساء ولتصور الكاميرات لاستهلاك مشاهد الفرحة الراقصة فى ترويج النصر المزعوم ولاغاظة الخصوم . مشروعية النظام الحقيقية وادارة عملية سياسية تنافسية وتبنى مطالب الثورة واحداث تغيير جذرى وحقيقى فى المشهد السياسى وتطليق عهود التزوير والاستخفاف بالعقول ، كل هذا كفيل بانهاء الاحتقان واحتواء المعارضين والرافضين واقناع الشباب بالمشاركة ، ويظل الصراع دائراً على الأرض مع مساحات واسحة لتغذية التطرف والعنف ما دام هناك تنازع مشروعيات وسحب الشكوك حول شرعية النظام القائم ، ولا يكفى أن مؤيديه مرتاحون ومبسوطون – فهذا طبيعى - ، انما المهم أن معارضيه مشاركون وراضون بالنتائج وان كانت فى غير صالحهم ، وعلى ثقة وأمل فى التداول وأن هناك فرصة للحضور والتأثير فى المشهد التعددى . أما أن يُروج لرجل المرحلة وتُعدم التنافسية ولا يشارك الا المؤيدون ، ويُروج ان هناك انبساط ورقص ، بينما يعلم الجميع أن هناك أحزان وغضب ورفض صامت مكبوت ، فهذا نذير لمرحلة جديدة من عدم الاستقرار والتوتر ، ومبارك لم تصمد به تلك الألاعيب الراقصة ولا أكاذيب الطبالين حوله أمام غضب المقهورين الراغبين فى الكرامة . جميل أن يزعم أحدهم انه يستند لقاعدة شعبية دعته لأمر ما فلبى النداء ، لكن الخبر السيئ هو أن الكلام فى هذه المنطقة الخطرة ليس مجانياً ، فنحن هنا أمام معادلة قاسية وقاصمة ؛ فجماهير لازالت فى حاجة لتأكيد يقينى لحضورها وأرقامها وتيار مدنى كان حاضراً برمزية فى مشهد 3 يوليو ؛ واليوم تغيب الجماهير ويختفى المدنيون من التيار الليبرالى " البرادعى وجبهة الانقاذ " ، ويصعد المشير بمفرده ، بالرغم من انتفاء أخلاقية صعوده فى مثل تلك الأجواء الملبدة ، لتترسخ قناعات مسيئة بأن المشهد كان مرتباً لهذا الصعود ، وأنه لا جماهير ولا تيار مدنى ولا حتى تمرد فى ظل انقسامها على نفسها وخروج أصوات منها كصوت أحد مؤسسيها " محب دوس " يتساءل فى حسرة تشبه حسرة الجماهير المقاطعة : " كيف تحولنا من شئ صغير، مجرد خمسة أشخاص يسعون لتغيير مصر الى حركة أخرجت الملايين الى الشارع للتخلص من الاخوان المسلمين ؟ الاجابة هى أننا لم نفعل ذلك ، صرت أفهم الآن أننا لسنا نحن الذين قمنا بذلك وانما استخدمنا واجهة لما أكبر منا بكثير " . حمدين صباحى أكثر المتفاجئين بما حدث وكان يعول على الحضور الذى خذله واختار الأسلوب الأقسى فى عقاب من يرفضه ويعارضه ، والسيسى لم يكن ينافس حمدين انما ينافس رجلاً يُحاكمه القضاء وراء القضبان ، وكانت دعوتنا لنصرة حمدين استنفاراً للغالبية الصامتة منعاً للصدام واستدعاء الغضب الى الشارع ، بتوقيع عقاب حضارى قاس فى صناديق الانتخاب ، لا لحساب حمدين انما لصالح الثورة كخطوة ثورية سلمية كانت كفيلة باحراز نتائج ضخمة بالمقارنة بنتائج هزيلة فى مواجهات على الأرض مع آلة القمع والمنع . اختار الجميع العناد وتم توظيف الانتخابات الأخيرة لتصفية حسابات قديمة ، وعاقبت الجماهير المقاطعة ضمن من عاقبت التيار الليبرالى والناصرى وجبهة الانقاذ ممثلة فى حمدين بالرغم من تطورات الأحداث بعد فض رابعة وتفكك الجبهة وخلافات رموزها مع النظام القائم ، مع عدم واقعية خطة المقاطعة لكى تنجح ، فلن يسلم هذا الطرف لذاك بسهولة وغذاء السلطة القاهرة على صيد سهل فى الشارع تشن عليه غارات التشويه ، وقد طلبت الثورة المضادة لقاءاً للفصل بين مشروعيتين فى الصناديق فأبت الثورة الا البقاء فى الشوارع . يرقصون ويزعمون أن الصامتين انما غيبهم الحشيش ، بينما الغضب يغلى ويمور .

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    المقاطعة جاءت صفعة شديدة للانقلاب ، لكن الإنقلاب لم يكن يعوّل على الانتخابات أصلاً
    فالنتيجة كانت واضحة منذ إعلان الانقلاب على نظام منتخب ، والذهاب بكل عنفٍ لإلغاء الآخر ..
    وصناعة القائد الضرورة والزعيم المنقذ ..

    المهم الآن كيف سيستثمر ( دعم الشرعية ) هذه المقاطعة ، ويوجهها في سبيل الخروج من هذه الأزمة ؟


    دمت بخير أستاذي

    وخالص الدعوات




    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    مشروعية النظام الحقيقية وادارة عملية سياسية تنافسية وتبنى مطالب الثورة واحداث تغيير جذرى وحقيقى فى المشهد السياسى وتطليق عهود التزوير والاستخفاف بالعقول ، كل هذا كفيل بانهاء الاحتقان واحتواء المعارضين والرافضين واقناع الشباب بالمشاركة ، ويظل الصراع دائراً على الأرض مع مساحات واسحة لتغذية التطرف والعنف ما دام هناك تنازع مشروعيات وسحب الشكوك حول شرعية النظام القائم ، ولا يكفى أن مؤيديه مرتاحون ومبسوطون – فهذا طبيعى - ، انما المهم أن معارضيه مشاركون وراضون بالنتائج وان كانت فى غير صالحهم

    الناس لا يخرجون للتصويت طلبا للحرية حين يكون الخيار بين مرفوضين، في ما يرونه مسرحية اجهضت ثورة فرشت دروبها بدماء أبنائهم الذين خرجوا الى الشوارع والميادين طلباً للحرية، وما كان الإقبال بضآلته وانعدام التنافسية الحقة فيه إلا حصاد رفض الشارع للمشاركة يشرّع بها انقلابا أسقط حكومة شرعيّة جاءت من خلال صناديق الانتخاب فلم تمهل ليثبت بانتهاء ولايتها الشرعية نجاحها من عكسه وبالتالي نجاح الشعب باختيارها في فشل خيارهم، وقد كانت النتائج محسومة لحساب السيسي بقناعتهم قبل بدأ الانتخابات، بما يجعل المشاركة فيها مجرد تأثيث شكلي لتأكيد شرعيتها، وفي هذا طلّ لما هدر من الدماء .

    ولا لوم على الجماهير أن عاقبت ضمن من عاقبت في المقاطعةالليبراليين والناصريين وجبهة الانقاذ، فكلهم كان ضمن من شارك في وضع سيناريو ما وصل إليه الحال، وكلهم مسؤول بالتالي عن المسرحية التي احتاجت ممثلين لأدوار ثانوية يرتضيها لنفسه من يرتضي ويعف عنها من يعف

    ومع ذلك فهل يحق لنا أن نستنكر على من أيدوا احتفالهم بنجاح مشروعهم أيا ما كانت رؤيتنا له؟ وهل لنا أن ننكر على إعلام مهد في عهد الحكومة المسقطة للانقلاب ثم تبنى مشروع الانتخابات الجديدة وروج بكل قوته لرجلها أن يروّج مشاهد الفرحة التي عاشها هؤلاء المؤيدون وأن يضخمها ويضخمها خداعا لجماهير وتغييبا للحقيقة


    تعجبني حياديتك في التناول المقالي لاستعراض المشهد المصري
    وأحيي صدقك مع ذاتك

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #4
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    المقاطعة جاءت صفعة شديدة للانقلاب ، لكن الإنقلاب لم يكن يعوّل على الانتخابات أصلاً
    فالنتيجة كانت واضحة منذ إعلان الانقلاب على نظام منتخب ، والذهاب بكل عنفٍ لإلغاء الآخر ..
    وصناعة القائد الضرورة والزعيم المنقذ ..

    المهم الآن كيف سيستثمر ( دعم الشرعية ) هذه المقاطعة ، ويوجهها في سبيل الخروج من هذه الأزمة ؟


    دمت بخير أستاذي

    وخالص الدعوات




    رغم كل شئ لم استحسن المقاطعة فما أراده السيسى فعله فى ساحة خالية بدون جهد كبير .
    لا تصارع سمك القرش فى المياه انما استدرجه الى اليابسة
    وهزيمة هذا الطرف بما يمتلكه من اعلام واجهزة امنية وقدرة على البطش لا تكون الا فى يابسة السياسة والمناورات وتحويل طاقة الغضب لطاقة فاعلة فى الساحة السياسية .
    شكراً جزيلاً استاذنا الكاتب والاديب بهجت الرشيد
    تقبل خالص التحية والتقدير

  5. #5
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    الناس لا يخرجون للتصويت طلبا للحرية حين يكون الخيار بين مرفوضين، في ما يرونه مسرحية اجهضت ثورة فرشت دروبها بدماء أبنائهم الذين خرجوا الى الشوارع والميادين طلباً للحرية، وما كان الإقبال بضآلته وانعدام التنافسية الحقة فيه إلا حصاد رفض الشارع للمشاركة يشرّع بها انقلابا أسقط حكومة شرعيّة جاءت من خلال صناديق الانتخاب فلم تمهل ليثبت بانتهاء ولايتها الشرعية نجاحها من عكسه وبالتالي نجاح الشعب باختيارها في فشل خيارهم، وقد كانت النتائج محسومة لحساب السيسي بقناعتهم قبل بدأ الانتخابات، بما يجعل المشاركة فيها مجرد تأثيث شكلي لتأكيد شرعيتها، وفي هذا طلّ لما هدر من الدماء .

    ولا لوم على الجماهير أن عاقبت ضمن من عاقبت في المقاطعةالليبراليين والناصريين وجبهة الانقاذ، فكلهم كان ضمن من شارك في وضع سيناريو ما وصل إليه الحال، وكلهم مسؤول بالتالي عن المسرحية التي احتاجت ممثلين لأدوار ثانوية يرتضيها لنفسه من يرتضي ويعف عنها من يعف

    ومع ذلك فهل يحق لنا أن نستنكر على من أيدوا احتفالهم بنجاح مشروعهم أيا ما كانت رؤيتنا له؟ وهل لنا أن ننكر على إعلام مهد في عهد الحكومة المسقطة للانقلاب ثم تبنى مشروع الانتخابات الجديدة وروج بكل قوته لرجلها أن يروّج مشاهد الفرحة التي عاشها هؤلاء المؤيدون وأن يضخمها ويضخمها خداعا لجماهير وتغييبا للحقيقة


    تعجبني حياديتك في التناول المقالي لاستعراض المشهد المصري
    وأحيي صدقك مع ذاتك

    دمت بخير

    تحاياي
    شكراً جزيلاً أستاذتنا القديرة ربيحة الرفاعى
    نسعد دائما ونفخر بحضورك وتوقيعك الثرى

المواضيع المتشابهه

  1. كعكٌ وغضبْ
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 21-08-2013, 11:54 PM
  2. فينيقٌ وغضب
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-04-2013, 06:40 PM
  3. في ذكرى الياسين .. عِشقٌ وغَضَب
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 27-03-2010, 06:01 PM
  4. رقص نـانسي .. و صـرختي
    بواسطة لحظة صدق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 07-12-2004, 06:31 AM
  5. حزن وغضب
    بواسطة عبد الوهاب القطب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-06-2004, 01:16 AM