قطيع الماعز

بعد عامِ ألفين وثلاثة ... مَرَ قطيعٌ من الماعِز الأبيضِ باستثناءِ عنزةٍ واحدةٍ كانت بلونٍ اسوَد في الشارعِ الرئيسِ لمدينتِنا... ارتبكَ قطـيعُ الماعــزِ مذعــورا وَفرَتْ العنــــزةُ السوداءُ خائفةً من مرورِ عجــلاتِ
الفرقةِ المجوقلة مئة وواحد " الفرقة القذرة " التي تحتلُ مدينتــَنا .
راح راعـــي الماعـــز يجري وراءَ عنــزتهِ الســوداء حتى امسكها ...
انهــالَ يضربُهــا بعصاهُ بقــوةٍ وعنـــفٍ لأنهــاَ رفضَــت المسيرَ مع
باقي القطيــع ... تَدَخــلَ شابٌ من أهالــي المدينة مفتول العضلاتِ
بإبعـــاد الراعي عــــن العنــزة السـوداء ... وحملهــــا بين ذراعيه واحتضَنهــا بقــــوةٍ وراحَ يُمْطـِــرُها بوابلٍ مــــن القُبـــل ... كــان
جنودُ الفرقةِ القذرةِ ينظرون إليه بتعجبٍ وهو يهتُف في وجوههم :-
- يقولـــون إن التفــرقةَ العنصـــريةَ موجودة في أمريكـــا... لا ... إنهــا موجـــودة هنا وهـــو يشيـــرُ بسبابتــِـه إلى راعــي الماعــزِ.