|
يَا جِبَال الهَمّ يَومًا.. خَبّريهَا |
كَيفَ ضَاعَ العُمرُ يَبكِي مُقلَتَيهَا |
عِشتُ في هَمّي سِنِينًا يَا حَبِيبِي |
فَوقَ جَمرِ الصّبرِ صَبرًا أصطَلِيهَا |
حُبّناَ قَد مَاتَ طِفلًا فِي صِبَاهُ |
يَا جِبَال الصَّبر دَومًا ذَكّرِيهَا |
إنّنِي أمسَيتُ فِي وَجدٍ فَقُومِي |
أخبِري الدُّنيَا إذَا مَا تَشْهَدِيهَا |
سَوفَ أبكِي عَن عُيُونٍ لاحَ فِيهَا |
أمنُ قَلبِي أرْضَهَا .. وَالرّمشُ تِيهَا |
عَن عُيونٍ فِي دُمُوعِ الهَجرِ تَنسَى |
هَل تِلَالُ الدّمعِ مِنهَا أو إلَيهَا ؟ |
وَاسْتَكَانَ الحُزنُ فِي الأحْدَاقِ قَهرًا |
كَيفَ ضَاعَت فِيكِ روحٌ أحتَوِيهَا |
كَيفَ يُحيِي بَعضُ أحْلَامي نِدَاكِ |
وَالأمَانِي فِي شُحُوبٍ يَعتَرِيهَا |
كُلّمَا أشتَاقُ بَعضًا مِن شَذَاكِ |
تَشهَقُ الأنْفَاسُ رُوحاً تَحرِقِيهَا |
لَم يَعُد فِي العُمرِ عُمرًا قَد يُدَاوِي |
لَم تَعُد سَاعَاتُ قُربٍ نَشتَرِيهَا |
إنّنِي وَالهَمُّ صِرنَا أصدِقَاءَ |
وَحَياةُ الخَوفِ دَومًا أرتَدِيهَا |
كَيفَ لا ألقَى بِرُوحِي نَسِيمًا |
أو رَبِيعًا يَغزِلُ النّسيَانَ فِيهَا |
إنني يَا عُمرُ ضَاعَ الحُلمُ فِينَا |
قَد قُتِلنَا فِي عُيُونٍ نَشتَهِيهَا |
هَكذَا نَمضِي حَيَارَى فِي شُجُونٍ |
إنّهَا دُنيَا .. كُؤُوسًا نَرتَوِيهَا |
إنّ فِي حبّي قُيُودٌ كَبّلَتنِي |
عِشتُ فِي سِجنِي سِنِيناً أشتَكِيهَا |
وَانزَوتْ فِي العِشقِ رُوحِي وَالتّمَنِّي |
فِي يَدِي قَيْدٌ .. فَهَيّا حَرّرِيهَا |