خُذْ مَا أرَدْتَ وَدَعْ لهُ .. الأحْلامَا
هُوَ لَمْ يَزَلْ رُغْمَ المَشِيبِ غُلامَا
يَسْتَنْطِقُ الكَلِمَاتِ يَرْثِيْ نَفْسَهُ:
أنَا وَالشَّوَارِعُ وَالحُرُوفُ يَتَامَى ..!
صُغْنَا مِنَ الدَّمْعِ القَصَائِدَ لَيْتَنَا
كُنَّا تُرَابًا، لَمْ نَكُنْ .. أقْلامَا ..!!!
لَمْ نَقْتَرِفْ إلا ذُنُوبَ العَاشِقِينَ
فَكَيفَ كَانَتْ وَصْمةً وَحَرَامَا
نَحْنُ الأُلَى فِيْ الحُبِّ إلا أنَّنَا
كُنَّا إلى بَعْضٍ جَفَا، وسِهَامَا
وَكَأنَّ طَيْشًا مَّا تَأبَّطَنَا مَعًا
حَتَّى نَعُودَ مِنَ الجمَاحِ نَدَامَى
عَنْ أيِّ قَافِيَةٍ سَيُبْعَثُ شَاعِرٌ
يَتْلُو عَلَى سَمْعِ الرِّفَاقِ مَلامَا
وَبأيِّ قَافِيَةٍ يَكُونُ المُشْتَكَى
أضْحَتْ قَوَافِيْ الحَالِمِينَ لِمَامَا
فِيْ وَطْأةِ الطُّغْيَانِ ألفُ قَصِيدَةٍ
نُحِرَتْ وَلَمْ تَشْفَعْ لَهُنَّ.. عَلامَا
يَأيُّهَا المَزْهُوُّ هَلا قُلْتَ لِيْ
عَنْ أيِّ رَبٍّ قَدْ أتَيْتَ إمَامَا
لَمْ تَعْتَرِفْ بالحُبِّ، لَمْ تُؤْمِنْ بهِ
كالقَادِمِينَ مِنَ الصُّخُورِ تَمَامَا
دَعْ عَنْكَ ثَوْبَ الأنْبيَاءِ وَهَبْ لَنَا
لَيْلاً رَقِيقًا لا يَذِلُّ أيَامَى
أوْ قَسْوَةً تَحْنُو عَلَى الأضْلاعِ إنْ
ضَمَّتْ عُيُونُ الإنْتِظَارِ يَتَامَى
أوَكُلَّمَا أسْرَفْتُ مِنْ شِعْرٍ عَلَيْكَ
تَعُودُ تَسْألُنِي الحُرُوفُ إلامَا
صَدَقَتْ حُرُوفِيَ، آسِفٌ لِجَهَالَتِي
الجُرْحُ أعْمَقُ أنْ يَكُونَ كَلَامَا
أحمد البرعي