هلك الشعر ومات الشعرا
وبيان العرْب ويحي اندثرا
أين شوقي والمعري بلسمي
من شجا قلبي كئيبا وبرى
أين مفدي من تغنى وشدا
جاد بالحسن وألقى الدررا
وتسامى ابن حسين للعلا
فأتاه القول طوعا وسرى
ليت لي شعرا كشعر البحتري
شارق الأنوار فاق القمرا
وضليل في الفيافي شعره
قد قضى من كل حسن وطرا
وزهير قد أتاني نظمه
أخضر الأفنان يبدي الثمرا
ملهم الخضراء يشدو ثائرا
أيقظ الأموات من جوف الثرى
وجرير وعتاهي إذا
سجعا باللحن يوما سحرا
ولبيد وابن هاني لاهيا
واعتلى ظهر البيان الشنفرى
فأنا اليوم كئيب إخوتي
قد جفاني النوم وانفض الكرى
لا قصيدي وزنه منتظم
ميت الألحان مكسور العرى
إن للشعر رجالا قد مضوا
ذللوا الصعب اذابوا الحجرا
وبقينا بعدهم في خلف
مثل سارٍ تاه في الأرض العرا