تخشى ايران انجاز العرب ثورة تدانى ثورتها المزعومة ، ولا أستبعد المكابرة عندما تحولت ثورتهم الى مأساة وفشلت بالارهاب والدم ، فهم يسعون لرسم نفس المصير للثورات العربية حتى لا تنجح وترى النور فيرتفع العرب بثوراتهم وتفجع هى بالخيبة التاريخية . هدف استراتيجى تجتمع الولايات المتحدة وايران عليه تحقيقاً لمصالحهما المشتركة ؛ أن تظل أنظمة الحكم العربية فى عزلة عن شعوبها ، وأن تظل العداوة قائمة وألا تهدأ الفتن ، لتظل دائرة فى الفلك الغربى وحليفه الايرانى . داعش صنيعة المخابرات الايرانية وحاربت الجيش الحر بسوريا وتعاونت مع نظام بشار وأسهمت فى تدمير الثورة السورية وتمكين النظام الأسدى ، وما يحدث فى العراق ثورة حقيقية ضد الاضطهاد والظلم والتمييز الايرانى من خلال المالكى ونظامه ، فاستبقت ايران الأحداث وسعت لتدمير الثورة بتصدير داعش للمشهد ، تمهيداً لدخولها لمواجهة الارهاب المزعوم بغطاء دولى ، أو فرضاً لواقع جديد لتسعير الحرب الطائفية هروباً من مشهد الثورة العربية على نظام حكم جائر ، تسلط بالحديد والنار والسجون السرية والتمييز الطائفى والاغتصاب والذل لعشر سنوات بمباركة ودعم ايران وحلفائها الغربيين ، وصولاً للتقسيم المرسوم مسبقاً . حاولت ايران امتصاص الثورات العربية بتصدير خطاب توافقى ناعم ، ثم سرعان ما كشرت عن أنيابها ووضحت نواياها الوحشية فى اخماد ثورات العرب مهما كلفها ذلك من أموال ورجال ، فى سبيل اعادة العرب لقبضة الأنظمة الاستبدادية المكروهة . تخشى ايران من وصول المد الثورى العربى السنى الى مداه حتى لا يتقلص دورها الاقليمى ، اذا نجحت ثورات العرب فيما فشلت الثورة الايرانية فى تحقيقه . فى العراق ثورة عربية حقيقية من مكونات وقوى الشعب العراقى وتياراته وعشائره لاستعادة العراق من خاطفيه ، والنظام الاستبدادى الطائفى البغيض الموالى لايران ولأمريكا يتبع نفس الأسلوب لحماية نفسه فى مواجهة الغضب الشعبى العارم ، فيضخم من داعش ومن نفوذ الارهابيين ويزعم أنه يخوض حرباً مقدسة ضد الأشرار شبيهى التتار المتوحشين باقرى البطون قاصفى رقاب البشر ، وسرعان ما تم تصوير الفيديوهات وعرضها ، فيغمض العالم عينه عن خطايا ايران ورجالها وكتائبها وعن سوءات وجرائم نظام المالكى طوال السنوات الماضية ، خوفاً من داعش وارهابها ودمويتها ، وهى نفس الطريقة التى مكنت لبشار فى سوريا . ثورة بدأت بالاعتصامات السلمية والمطالبات المشروعة ، وتسلحت فى مواجهة احتلال ايرانى غربى وحشى بغيض ، أذل الانسان العربى العراقى وأهان كرامته وسلب حقوقه ، بالقهر والكبت والتعذيب ، وما كان لنظام بهذه الوحشية والعنصرية الطائفية البغيضة ليستجيب لمطالبات ثوار سلميين يرفعون الرايات البيضاء ويطالبون بحقوقهم . تقرير نشره موقع ديبكا القريب من الاستخبارات الاسرائيلية ، يؤكد أن التعاون العسكرى بين أمريكا وايران فى العراق تزامن مع حرب اسرائيل حليفة واشنطن ضد حماس حليفة طهران - بحسب توصيف الموقع - ، وأفاد التقرير أن الولايات المتحدة وايران اتخذتا الخطوات الأولى للتعاون العسكرى فى العراق فى 16 يونيو الماضى فى الوقت نفسه الذى أعلنت فيه اسرائيل الحرب على على حماس – حليف طهران - ! العرب بين غافل تماماً عن حقيقة ايران ودورها الشيطانى فى اذلال العرب والمسلمين أمام الارادة الغربية ، كحماس التى تغمض عينيها عن هذه الحقائق لتحظى باستمرار تدفق الدعم الايرانى الوهمى ، وبين عاجز اليوم عن فعل شئ حيال التغلغل والتغول الايرانى ، وكان بمقدورهم احتواء ايران والتحالف معها وقت أن كان ميزان القوى يدعم علاقة تقوم على الندية والاحترام ، لكنهم حرضوا عليها أمريكا مطالبين بقطع رأس الأفعى ، وبعد التحالف الغربى الايرانى والمكاسب الكبيرة التى حققتها ايران فى المنطقة ومضاعفة نفوذها يحاولون فعل ما كان ينبغى عمله قبل سنوات أى قبل أن تمتلك ايران هذه القوة وهذا النفوذ الذى تستغنى به عن تحالفات عربية بشروط متوازنة ، وهكذا عادة العرب عندما يتحركون دائماً بعد فوات الأوان . تلعب ايران فى المنطقة بذكاء ودهاء شديدين ، وتلاعب العرب والمسلمين بالدعاية الكاذبة والأموال والدعم ، وأيضاً بداعش وتنظيمات " التتار " الأشرار المتوحشين ، لنبقى رهينتها ، لا نتحرر من أسرها وأسر الغرب الى الأبد . كل داعش وانتو طيبين .