قبل عامين كتبت هذه القصيده هديه إلى النادي الثقافي في مدينة جده
نفختُ الروحَ في طير القوافي = فطار وحطَّ في النادي الثقافي
ومدَّ إلى المدى كفَّ التداني = وللأذواقِ بالكأسِ السُلافِ
تهادى فوقَ غصن الشوقِ مني = وأيقظَ في ترنُّمِهِ احترافي
سرى بي الشوقُ يحملني حنيني = ومخمصةٌ لألبابٍ حِصافِ
وطافَ عليَّ في الشطان طيفٌ = بكأس البوحِ ذوّبَني ارتشافي
وقلبٌ قد تعلَّقَ من بعيدٍ = بذكركِ إذ يلامسُ بي شِغافي
يُحركني إذا ذكروكِ عندي = ويَسبقُ عبرةَ العين ارتجافي
وأصداءٌ تُثير الوجد عصفاً = تُحدِّثُ عنكِ أرجاء الفيافي
وتأسرُ من أولي الأسماعِ لبَّاً = يطوف بها ويسعد بالطوافِ
فحركني على ساق ارتجالي = خلالكِ مدلجاً والليلُ صافِ
فطِرتُ إليكِ أجنحتي اشتياقي = إذا خفقت يؤرجِحنيي ازدلافي
ألا يا جدةَ الشعراءِ تيهي = من الخيلاءِ بالحسنِ الجزافِ
عرينُ الشعر جدةَ في عيوني = مع الأشبال أفخر باصطفافي
وللشعراءِ في عينيكِ سبقٌ = أُقـرُّ بـهِ وأصدع باعترافي
إذا ضاقت إليك بنا المطايا = فسيرُ الصبِّ في جنبيكِ حافِ
تخافُ مدائن الدنيا العوادي = وأنتِ بما حبيتِ فلا تخافي
وكم أرضٍ جفاها قاطنوها = وأنتِ بَنوكِ ما عرفوا التجافي
وكم مالت قلوبٌ في خفاءٍ = وما ميلُ القلوبِ إليكِ خافِ
فيا لله ما أحلاكِ أرضاً = وما أحلى ضفافكِ من ضفافِ
وجدتكِ في عيون الشعرِ صبحاً = وإشراقاً أنرتُ به صِحافي
رأيتكِ في عناقيد الدوالي = حقيقٌ ما تعتّقَ بالقِطاف
تساقطت المدائن بالتّعرّي = وأنتِ سناءُ أهلكِ بالعفافِ
بحسنِكِ أخصبَ الشعراءُ عيشاً = وعاشوا في سواكِ على الكفافِ
كـأنّـكِ في دلالِـكِ بـالـمـآقـي = عـروسٌ زيـنـوهـا للـزفـافِ
إذا ذكروا لديها الحسنَ قالت = خمائلهُ دثاريَ والتحافي
كفاني ما مدحتُ الناسَ شعري = ولكن إذ مدحتكِ غير كاف
وكم أشفى فؤاديَ في شعابي = ولكن في شعابكِ غير شافِ
لإيلافِ الضوامرِ في فجاجِ = من الأقصى إليكِ سعى إلافي
وكنتُ إذا اغترفتُ من المعاني = وفيتُ وما وفيتكِ باغترافي
الوافر