أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: من رواية ” الإذلال” – فيليب روث

  1. #1
    الصورة الرمزية روضه الموافى قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : دروب الأمل
    المشاركات : 26
    المواضيع : 8
    الردود : 26
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي من رواية ” الإذلال” – فيليب روث

    ..” كان قد فقد سحره، فقد كثيرا من زخمه،لم يعرف الفشل البتة في المسرح،كلّ ما كان يفعله كان قويّا ومقنعا،ناجحا،ثمّ حدث ذلك الشّيء الرّهيب..
    وجد نفسه فجأة غير قادر على اللّعب،الصعود على خشبة المسرح أصبح بالنسبة له عذاب لا يطاق..
    كان يدرك في دخيلته انه يسير نحو الفشل،حدث هذا ثلاث مرّات متتاليّة،في الثالثة،لم يعد احد يهتم،لا احد قدم لمشاهدة عروضه المسرحيّة ،و لم يعد بمقدوره التّواصل مع الجّمهور،ماتت موهبته وأفل نجمه ..
    -"بالطبع، ما زال لديك شيء لا احد يملكه، هذه طبيعة الأشياء، مازلت دائما مختلفا عن الآخرين- يطمئن (آكسلر) نفسه - لأنني أنا ما أنا عليه، ولأنّ هذا الشّيء بداخلي،ملكي أنا"
    لكن الكاريزما التي كانت له، أصالته، تميّزه، تفرّده،ملامحه المميّزة، كلّ ما كان سببا في نجاح (فالستاف)،(بير غينت)و(العم فانيا)،والذّي جعل من سيمون آكسلر أحد أشهر وأفضل المراجع الأمريكيّة الكلاسيكيّة في وقتنا الحالي،لا شيء من هذا أصبح يعمل ..
    كلّ هذا دفعه للجنون، وازداد اضطرابه وخوفه، وازداد يقينه بأنه يسير نحو الهاوية، تلك الهاوية التي كان يخشاها وهو الآن أمامها، يسير نحوها بثبات رغما عنه ..
    في ما مضى عندما كان يلعب، يؤدّي تلك الأدوار التّي تصنع سعادته لم يكن يفكر في شيء، ما كان يفعله بشكل جيّد، كان يقوم به بالفطرة، انها فطرة الفنان الذّي بداخله،
    الآن يفكر في كلّ شيء،وهذا يقتل فيه كلّ عفويته،حيويته، حاول التّحكّم في لعبه بالتّفكير، فنجح فقط في تدمير كلّ ما حاول تنشئته من فوضاه !!
    يطمئن نفسه، قائلا : "انها زوبعة في فنجان , لست أوّل ممثّل مخضرم عاش هذه التّجربة القاسيّة، حدث هذا لكثير من النّاس،هذا شيء قمت به في الماضي - يعتقد - إذا سوف أجد وسيلة لتخطّي كلّ هذا،لا اعرف كيف لكن سأحاول هذه المرّة بشكل مختلف،حتما، ساجد الوسيلة،سأتجاوز هذا "
    ولكن .. دون جدوى !
    لم يعد قادرا على اللّعب، نسي الطريقة التّي كان يتفرّد بها عن غيره في أداء الأدوار في السّابق،التقاط وجذب اهتمام الجّمهور!
    كان مسكونا بأفكار غريبة ومجهولة عنه قبل بداية عروضه التّمثيليّة : لن استطيع أن افعل هذا،ليس بإمكاني القيام به، ليس دورا مناسبا لي، يبدو إنني أبالغ كثيرا،يبدو أن في الأمر خطب ما، لا أعرف حتى كيف اشرع في ردّي الأوّل،وخلال كلّ هذا الوقت، كان يحاول ملء السّاعات بمضاعفات المحاولات التّمهيديّة التّي تبدو له ضروريّة : لا بدّ لي من مراجعة هذا المونولوج، لا بدّ لي أن ارتاح،لا بدّ من أن أمارس قليلا من الجّمباز، وعندما يصل إلى المسرح، يكون منهكا، ويخشى صعود خشبة المسرح،يرى اللّحظة التّي سيؤدّي دوره تقترب أكثر فأكثر، ويدرك تماما انه لن يتمكن من فعل شيء، ينتظر موهما نفسه قدوم تلك الحرية التّي ستخلّصه حسب اعتقاده من كلّ الضّغوط واللّحظة تستولي على الجّسد فيتحرّر، ينتظر بان ينسى بأنه إذا أراد دخول هذا الدور، التّماهي معه..
    وبدلا عن ذلك يجد نفسه مقيدا، مكتوف اليدين، العزيمة والإرادة،تقريبا فارغ،اقصد،لا علاقة له بما سيفعله،يلعب كممثل لا يعرف أين هو، شعور مؤلم بأنّه لا يستطيع أن يعطي ولا أن يحتفظ لنفسه، فقد مرونته مع الأدوار التّي في العادة كان يؤد يها بشكل مدهش،أكثر من هذا لم يعد قادرا على ضبط نفسه و لجمها، يتضمّن اللّعب، ليلة بعد ليلة،هي في الحقيقة محاولة منه لجعل الضّّرر أقل ممكنا ..
    .. بدا كلّ شيء عندما بدا النّاس في الحديث معه، في ذلك الوقت كان بالكاد يبلغ الثالثة أو الرّابعة من العمر،كان مفتونا حقيقة بالكلام،بالحديث معه، منذ البداية،انتابه شعور بأنه موجود في مسرح،انه يملك قدرة غريبة وهي الاستماع بكثافة للآخرين،التّركيز، مستعملا ما تيسّر له من أسرار ذكورته المشرقة،البهرجة، لافت للعين بطرق شتّى تفضي دائما إلى الإعجاب والإبهار به، كانت لديه هذه السّلطة في الحياة، خاصة،عندما كان شابا،بين النّساء اللواتي تجهلن أن لديهن كغيرهن من مخلوقات الله حكاية ما، اقصد حكاية شخصية كغيرها من حكايات الآخرين إلى أن يكشف لهن أن لديهن الكثير والكثير من هذه القصص والحكايات،لديهن أيضا صوت ليس ككلّ الأصوات،”ستايل”لا شبيه له، يقصد ان نمطهن خاص بهن فقط،يندر وجوده عند نساء أخريات ..
    مع” آكسلر”، برفقته يتحولن إلى ممثلات،بطلات حقيقيات في قصص حياتهن !
    قلّة هم ممثلو المسرح يملكون هذه القدرة على الحديث والإقناع والتّأثير على الآخرين، لا يملكون هذه القدرة فقط، بل،يعرفون كيف يصيغون السّمع للآخرين،انه فنّ الاستماع وهي موهبة ليست من نصيب الجّميع ..
    رغم ذلك لم يعد قادرا على فعل هذا أو ذاك، الحديث والاستماع،الأصوات التّي في السّابق تجد طريقها إلى أذنه،تشعره بالخروج ،وكلّ كلمة يقولها تشعره بأنها جافة،فارغة،غير متناسقة مع الدّور الذّي يؤدّيه، المصدر الأوّل لأداء الأدوار كما يرغب فيها هو ما يسمعه،ردّة فعله على ما يسمعه كان مصدره قلبه، يدرك جيّدا انه إذا لم يتمكن من الإنصات والاستماع فلن يجد ما سيعتمد عليه في إتمام المشوار .
    طلبوا منه ان يلعب دور(بروسبيرو)و(ماكبث) في مركز كينيدي،صعب أن تحلم ببرنامجين مزدوجين وطموحين،حدث ما لم يكن يتوقعه،لقد كان فظيعا في كليهما،وخاصة عندما قام بتمثيل دور ماكبث، لا يمكن له ان يقوم بلعب ادوار شكسبير صامتا، ولا يتمكن أيضا من جهة أخرى أن يلعب شكسبير أصمّا، رغم انه لعب طوال حياته شكسبير، ادرك ان ماكبث خاصته كان اخرقا، فضيعا، وكلّ من شاهده اخبروه بنفس الكلام .
    كثير من الممثلين في حالته لجئوا إلى الكحول للخروج من الورطة،نكتة قديمة تحكي أنّ ممثلا كان يسرف في الشّرب قبل صعوده على خشبة المسرح وعندما حذّروه:يجب أن لا تشرب، أجابهم، ماذا قلتم؟،اصعد فوق الخشبة بمفردي!
    لكن آكسلر لم يفكر في الشرب البتة،بدلا من هذا انهار،لقد كان سقوطه هائلا،الأسوأ،انه كان في كامل قواه العقليّة،صاف العقل كما كان نقيّا وشفّافا وهو يمثّل تلك الأدوار المبهرة على خشبة المسرح،عذاباته لا تحتمل،في نفس الوقت،لم يكن متأكّدا إن كانت أصيلة و مما يزيد من سوء الوضع وسوداويته،لا يعرف كيف يمكنه أن يقضي وقته وهو في هذه الحالة، الدقائق بالنسبة له وساوس شيطانيّة مرهقة ومعذّبة، كان لديه انطباع أن عقله ينهار،يفقد حسّ مقاومة الأصوات والعزلة والاكتئاب، الوحدة تشعره بالرّعب،كان غير قادر على النّوم أكثر من ساعتين أو بالأصح ثلاث ساعات في الليلة ،بالكاد يأكل،يخطّط كلّ يوم لقتل نفسه ببندقيته التي يحتفظ بها في مزرعته المعزولة ..
    عندما تراقب نفسك تنكسر، تتكسّر وتنهار،وتلعب دور نهايتك الحتميّة، ذلك شيء آخر تماما،شيء ما يغرق في الخوف والرّعب” ..
    لا وجود لكائن من كان من يهتمّ ويحافظ على موهبته،كما لم يبدو احد منهم مرونة للتّكيّف مع مختلف التّغيّرات التّي تتعرّض لها مهنته كمسرحي في غضون عدّة عقود !!
    التّقاعد من المسرح فجأة لا يمكن شرحه وتفسيره،كما لو بين عشية وضحاها، أثناء النّوم،سلبوا منه كلّ ما يملكه، حرموه من جوهر هويته المهنيّة،القدرة على الحديث على خشبة المسرح والاستماع إليه عندما يتحدّث، هذا هو الذّي يشعر بفقدانه وهذا ما يعتبره الضّائع منه للأبد ” ..

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    لوحة إنسانية ونفسية للفنان عندما تنكسر داخله
    ثقته في نفسه فتنهار موهبته ، فيفقد جوهر هويته المهنية
    أحسنت الإختيار ـ سلمت يداك. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.18

    افتراضي

    بعد ما بلغ الكاتب فيليب الثامنة والسبعين ـ ركبه هاجس الخوف من الشيخوخة لكونها المرحلة
    التي يضيق فيها الأفق، ويتربع داخله القلق من فقدان القدرة على الكتابة التي تشكل المعنى الوحيد لحياته.
    من هذا المنطلق كتب زوايته ( الإذلال) مستمدة من تجربته الشخصية ـ فرسم شحصية المسرحي الموهوب اللامع
    الذي جسد شخصيات شكسبير بمهارة جلبت له شهرة كبيرة ـ فنجده في العقد السادس وقد فقد فجأة سحره وموهبته
    وثقته بنفسه فلم يعد قادرا على الصعود على المسرح.
    قصة رائعة فشكرا لك على إختيارك ـ ولك تحياتي.

  4. #4
    الصورة الرمزية عبدالحكم مندور مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 4,494
    المواضيع : 59
    الردود : 4494
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    جميل رائعة عرضت بأسلوب سلس متدفق جذاب وهي اختيار موفق وفيها عبرة ملحوظة تنبيه لأي مبدع يمكن أن تسيطر عليه مثل هذه الحالة /أحسنت الإختيار والعرض الممتع /خالص الشكر

المواضيع المتشابهه

  1. يا مَنْ تمَكَّنَ مِنْ فُؤادِي حُبُّها
    بواسطة أحمد موسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 03:51 PM
  2. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 02:17 AM
  3. قصيدة متعسرة " سير فيليب سيدني "
    بواسطة محمد الحامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-08-2007, 03:56 PM
  4. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 10:20 PM