&& قفا نبكى &&

سريرها إمتلاء بالأشواك وأضحت وسادتها لغم..

جميلة الجميلات التى كان يخطب ودها كل أبناء عمومتها أضحت تنزف قيحً لاتطيق رائحته...

ملامح وجهها سكنتها الندبات والحفر.. حتى ريقها العذب إزداد مرارةً وألما..


الليلُ أرخى ستائرة الحالكة ولف السكونُ بيتها المُحاصر بالأسلاك الشائكة والألغام..

رشقات من رصاص تأتى من بعيد ثم تخبو ليتبعها دوى إنفجار هز أوصالها...

تهرع من سريرها إلى نافذة ضيقوها عليها حتى تختنق.

بينما نام أبناء عمومتهاعلى اعتاب بيتها ..!


ناموا بعدما سجنوها بين الثأرات القديمة وحدود الأدب!..

ناموا بعدما ضاقت حناجرهم من مضغ أبيات الفروسية والمروءة والشجاعة..

تعب الكلام ولم يتعبوا..!

فغدا" لازال لأبيات الشعر مكان فى زمن إتسع للكلام وللشعارات فقط..


إنفجار ودماء" واشلاء..

بينما أبناء عمومتها لازالوا فى ثبات لايقطعه إلا هذيان أحدهم:

( قفا نبكى من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ..)...!

فلربما كان حلمه ذكريات نقشها الحبيب على منازل كانت يومً هنا !..








تتسلل على الدرج إلى حيث الباب الموصد بالأسلاك الشائكة..
تريد أن تهرب فقد سئمت سجنها وكرهت سجانها..خمسة أعوام وهى ملقاة على سريرها تنتحب...

تزحف تحت الأسلاك..
عيونها مشتاقة للنور.. اى نور أوبقايا من ضياء..
ظلام فى ظلام فى ظلام..
ظلام يملاء نفسها.. وظلام بعدما إنقطع التيار الكهربى من وقع الأنفجار..
كل شئ حولها يحاصرها.. لازالت تزحف تحت الأسلاك الشائكة..
جسدها الهزيل يستسلم لوخزات غدرت به.. بينما يداها تتحسس الأرض لعلها تتعلق ببقايا امل فى الهروب...
تزحف وتستجدى الأمل.. تزحف وظهرها مبلل بالدم والعرق..
الأن نصفها العلوى قد هرب من المصيدة.. لازالت ساقيها مكبلتين بين الأسلاك.. أصابع تتسلل فى الظلام لتقبض على ساعدها.. تسحبها للخارج.. ملابسها تمزقت لكن حيائها لايرضخ للظلام فينتفض ليدارى سوءتها..
اليد الباردة تأخذها إلى أعلى... قدميها لاتقوى على الوقوف.. ترتاح على كتف لاتعرفه من قبل.. حتى رائحته لم تتعود عليها ولم تألفها من قبل..
الأن هى خارج السجن.. خارج البيت .. بينما لازال أبناء عمومتها مفترشين أرصفة الثُبات وقفا نبكى ...!

تتوقف سيارة فارهة..

اليد الباردة تدفعها بقوة إلى داخل السيارة فتسقط على وجهها..

لازال دمها يجرى على المقاعد المخملية..بينما رائحة السيجار الكوبى تزكم انفها..

السيارة تنطلق.. والأغلال تتمكن من يديها وساقيها ..

تصرخ ثم تصرخ ثم سكون...........


ويعقبها صوت كاظم يصرخ..


نُفيتُ وأستوطن الأغراب فى بلدى...وحطموا كل أشياءِ الحبيباتِ
.

قصّة من وحي اللحظة، صريحة واضحة رمزها موفق وغضبها بيّن واداؤها جميل
بعض عثرة نحوية وأخرى في رسم الكلم وودت لو حظيت الهمزات من كاتبنا بحقها من المراعاة
امتلأ - لغما
قيحا
الثارات
يوما
يملأ
تتحسسان
ساقاها .. حياءها
قدماها لا تقويان .. لم تعرفه


دمت بخير أيها الرائع
ودامت غزة حرّة أبية عصيّة على الغاصبين

تحاياي

وصف رائع لواقع مؤلم برمزية هادفة
أفلحت في التعبير وأحسنت انتقاء الألفاظ
ورسمت بتميز لوحة المعاناة
تمتلك قلما رائعا
دام إبداعك.

بورك القلم
وصف كما الكمرة
صورت المشهد باحترافيه..
شكرا على هذا الألق

من وحي الحقيقة غرفت قصة مؤلمة بيراع نقي المنبع
معناه وصفتها بدقة ومهارة
دمت متجددا
كل التقدير

بتسلل جميل أخذتنا لنتوغل إلى الأحداث وجاء السرد ماتعا والأسلوب أنيقا والحبكة قوية
حبذا التريث قبل النشر لتجنب الهنات
تقديري الكبير

قصّة من وحي اللحظة، صريحة واضحة رمزها موفق وغضبها بيّن واداؤها جميل
بعض عثرة نحوية وأخرى في رسم الكلم وودت لو حظيت الهمزات من كاتبنا بحقها من المراعاة
امتلأ - لغما
قيحا
الثارات
يوما
يملأ
تتحسسان
ساقاها .. حياءها
قدماها لا تقويان .. لم تعرفه


دمت بخير أيها الرائع
ودامت غزة حرّة أبية عصيّة على الغاصبين

تحاياي

لا زلت أعانى من عبثية النشر والتسرع قبل التدقيق... المعذرة

تحية تقدير وود

عمر

وصف رائع لواقع مؤلم برمزية هادفة
أفلحت في التعبير وأحسنت انتقاء الألفاظ
ورسمت بتميز لوحة المعاناة
تمتلك قلما رائعا
دام إبداعك.

وكأني أعيد نشرها اليوم

سنوات مرت ..ولازالت غزه وجع الأمة..

زيارة راقية

تحياتي

بورك القلم
وصف كما الكمرة
صورت المشهد باحترافيه..
شكرا على هذا الألق

بوركتِ يا سيدتي الراقية

باقة ورد

جميلة في رمزيتها ومعناها ..
قصة تميزت بحبكة تقوم على فكرة قوية ـ ورصد قوي لواقع غزة الأليم
قاص موهوب ومعبر بإحساس مميز وحرف مبدع.
دام ألق حرفك.