|
لعينيكَ مَا تُهدي قِطافُ الخَمَائِلِ |
فَجُلْ بينهَا وامْتَحْ عِذَابَ الجَدَاوِلِ |
وَزُرْ وَاحَةَ الشِّعرِ الأَصيلِ مُسَلِّمًا |
تَجِدْ بَيدَرًا من مُثْقلاتِ السَّنابِلِ |
بِهَا مَدَّ قَلبٌ في (السِّويدِ) مقَامُهُ |
هَديَّةَ مَشغُولٍ بِمَجْدِ الأَوَائِلِ |
بَليغٌ لَوِ ارْتَادَ المَواسِمَ أَطربَتْ |
نَثَائِرُهُ قِسًّا وَسَحبانَ وَائِلِ |
وَلوْ حَلَّ ضَيفًا في عُكَاظَ لأَبهَرَتْ |
قَصَائِدُهُ سَمعَ الشُّدَاةِ الفَطَاحِلِ |
فَطُبْ أَيُّهَا العُمَريُّ نَفسًا ومَحتدًا |
فَمِنْ جَدِّكَ الفَاروقِ أَبهَى الشَّمائِلِ |
ويَا أَيُّها الحُرُّ الّذي فّيضُ حِبْرهِ |
تَعَهَّدَ بِالسُّقيا صِغارَ الفَسَائِلِ |
يُنادي بكَ (الجُوسيلُ) عُضوًا مُفوّهًا |
فكنْ وفدَهُ السّامي بِأَغلى الرَّسَائِلِ |
تأَهّبْ لِفَجرِ الأمنياتِ فإنّهُ |
على بُعدِ صَبرٍ من ليالٍ قَلائِلِ |
إِذَا نَحْنُ مَازِلنَا ثَلاثينَ كَوكَبًا |
فَإِنَّ تَمَامَ البَدرِ سَبرُ المَنَازِلِ |
غَدًا نُلبِسُ الضّادَ الفَصيحةَ حُلَّةً |
وَنُشرِقُ حَرفًا في كِبارِ المَحافِلِ |
نبلّغُ بالفكرِ المنيرِ رسالةً |
ونسكبُ للأّذواقِ شَهدَ المَنَاحِلِ |
فَلسنا إِلى الدُّنيا تُشَدُّ رِحَلُنا |
وَ لّمْ تلْهِنا الشّحناءُ بينَ القَبَائِلِ |
ولكنّنَا رَكبٌ تَعَاهَدَ مُخلِصًا |
عَلى المَجدِ رُغمًا عن أُنوفِ العَوَاذِلِ |
سَلامٌ عَلينا حِينَ لا شيءَ عندَنا |
نُبَاهي بِهِ الأَيَّامَ غَير الفَضائِلِ |