[B]
أمتنا واقع وآفاق
من المسلم به أن كل من يمتلك ضميرا حيا يتأثر بوضع أمته؛ التي مازالت تعيش تحت وطأة التخلف والتبعية للعالم المتقدم، الذي يستنزف خيراتها، ويُهَجّرُ أدمغتها، ويضمر لها الحقد والدسائس. إن هذا الوضع المزري لم يكن أبدا لنقص في الموارد والمقدرات والعقول النابغة، ولكن لنقص في الهمة والتحدي والابتعاد عن الدين القيم، وعن العلم والعمل المتقن.
لقد صدق المفكر الجزائري ( مالك بن نبي) رحمه الله عندما قال: " إن القيمة في نجاح أي مشروع اقتصادي هي الإنسان، ليس الاقتصاد إنشاء بنك أو تشييد مصنع ، بل هو قبل كل شيء تشييد إنسان وتعبئة طاقات اجتماعية تحركها إرادة حضارية". وقال أيضا : " إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ، ولكن منطق العمل والحركة فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا ".
* إن تحقيق أهداف التنمية الشاملة في العالم النامي (العربي والإسلامي)؛ مرهون بالأخذ بالأسباب والاستفادة من تجارب الدول التي أصبحت ــ في وقت قياسي ــ قلاعا اقتصادية رائدة في العالم، كما هو الشأن بالنسبة لليابان وألمانيا وماليزيا وغيرها.
ومن نافلة القول، أن الأخذ بالأسباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل العولمة الجارفة، لا يكون إلاّ بالتخطيط المحكم، ووضوح الرؤى، والحكم الراشد، وتأهيل الموارد البشرية، وسن التشريعات اللازمة لتوجيه وترشيد التنمية، وإشراك المصارف الإسلامية في الاستثمار، كبديل منافس للمصارف الغربية التي تسببت في أصعب الأزمات الاقتصادية في العالم ؛ وأبعدت الكثير من الطاقات الاستثمارية الهامة التي ترفض التعاملات الربوية في التجارة والمال وذلك لمخالفتها الشرع.
ومن الأهمية بمكان إنشاء أسواق وتجمعات اقتصادية إسلامية محلية وإقليمية؛ للتبادل وتوحيد الجهد التفاوضي مع نظيراتها في الغرب والشرق، الشيء الذي سيسمح بتضييق الهوة بين الدول المتقدمة والنامية.
اللهم قيض لهذه الأمة رجالا تقاة يحافظون على الأمانة ويعيدون لها مجدها وريادتها وصلاحها الذي لن يكون إلا بما صلح به أولها.
قال الله تعالى:"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ــ سورة الرعد (11),
* موضوع مطروح للنقاش ، أرجو التفاعل معه .. لكم كامل المودة والتقدير.