أرجوا إفادتي ان كان هذا يعد شيئا ولكم خالص تقديري وامتناني
المكان هوقمة جبل قاسيون :
* * * * *
ونظرنا من تلك القمة إلى دمشق تعوم في بحر الظلمة
تلمع فيه
تتلألأ فيه
تطفو وتغرق
ترخي أطرافها بكسل شديد
والليل يلفها "بقفطانه" القديم
وهواء قاسيون
نسيمه العابث بالأعين
يدغدغ الأنف
يصفر بالاذان
يداعب شفاه التائهين في بحر الصمت
بلا تردد
يطوق جيد النسوة
يلسع الوجنات
بتودد
يصرخ وحده
بتوحد
يشرح للملأ
بتجرد
عصر ما بعد الشدة
يصعد . . يهبط
لا يخشى الردة
...
ويمتد
نسيم الجبل المارد
إلى الخد
فيحتد
والحمرة تأتي بها الحدة
فتخف الخد
بكف اليد
وبريق الأعين يتوهج
يزداد ويشتد
...
ويمتد
نسيم البر الشارد
يمتد ..
للورد
للنرجس
وإقحوان الارض
لعسل مدفون ومغطى
بالشهد
ينبشه .. ينكشه
فيتصاعد
يغزونا
يهجم .. ينقض
على آدم يرتعد من البرد
يرقب زنبقة منسية
بالعمد
صفحة ظلم مطوية
بالعمد
زنبقة متأرجحة .. مروية
بحليب الأم المعطية
لابن العم بحد السيف
...
أضواء المدينة
شبكة صياد
تغري الجبل لِيُقبِل ويُقَبّل
جبين الليل
تغريه بابتسامتها
بنظرتها
ومواقف انسانية ..
تدغدغ أقدامه
فيهبط
تداعب "خصلات" شعره
فيهبط
تغفو على صدره
تلقي فرعها على وجهه
فيهبط
يجثو على ركبتيه
تضع يدها على خذه
يقبل اليد بدوره
وينظر لها نظرة مكبر
نظرة محب مقدر ..
كان يفكر
كيف يأخذها معه للقمة
يريها العالم من القمة
عالم يختلف عما تعرف
أحبها كثيرا كثيرا
كاد يصدق
...
لكنها ما عانقته
لا ولا قبلته
ما أحبته
ما أعطته يدها ليرفعها اليه
بل ارادت أن تكون سيدة عليه ..
طلبت منه أن يسجد!!
أن يمشي ورائها .. يركض !!
لم يع ما يسمع
لم يصدق أذنيه
فرك عينيه
هز برأسه
مسح على وجهه
شعر بالحاجة لأن يقذف ما في جوفه
أفاق من غفوته
ثاب لرشده
وقف منتصبا ينظر لها ببرود
...
حاولت أن تعيده مبهورا بها
أن تغريه ..
أن تثنيه عن عزمه
دغدغته
داعبته
شدته
كشفت له عن مفاتنها
فعلت كل شيء
لكنها ما خدعته ..
ركلها برجله ..
واستمر يركلها برجله
وقد أصبحت عجوزا شمطاء
ويزداد هو شبابا وعطاء
مازال يركلها برجله
يوثق قلبه .. يزجره
يعلمه أنها
لا تستحق هواه .