أمَل
كان الطّقس جميلا، خرَجت أمَل تتَنزّه في الطُّرُقات مُتأملة في كون الله. تسير عادية مِثل النّاس . بِخُطى ثابتة، هادئة، مُرتاحة البال.........
فجـأة تلبّدت السّماء بالغُيوم، دوّى صوت الرّعد و أرسل البرق شُعاعه المُخيف، ثُمّ بدأ المطر يهطل بِغزارة.
هرَعت أمل تبحث عن مكان تختبئ فيه. فوجَدت غابة قريبة فذهَبت للاحتماء بها، ثُمّ أدركها اللّيلُ بظُلمته داخِلها، فشعَرت حِينها بخوف شديد. مِمّا جعَلها تركض في كُل الاتِّجاهات لِتجِد مخرجا لها.
فكانت تركض ثُمّ تسقط...فتنهض ثُمّ تسقط مرّات عِدّة........تلوّثت بالوحل و أنهكها التّعَب؛ فانهارت ضانّة أنَّ الهلاكَ آتيٌّ لا مُحالة؛ مُستسلمةً لِقَََدرِها.
لكنّها تذكرت خالقَها فتضرّعت إليْه بالدُّعاء والاستغفار و الصّلاة على رسوله (ص). فاستجمعت كُلَّ قُواها مُحاولة تهدئة روعها؛ تزحف مرّة و تتوقف أُخرى و هي مُستمرّة في الدّعاء. حتى أضناها التّعب فغفِيَت و نامت .....
فتحت أملُ عيْنَها فرأت شُعاعا يتخلّلُ أغصانَ الأشجار. فتفاءلت و هي تلتمس الطّريقَ من خِلاله. و أخيرا تجاوزت الغابةَ بعد مِحنة و ألم . لتجد نفسَها أمام منظر رائع: بُحيْرة زُرقة مِياهها كزُرقة السّماء الخالية من الغُيوم وتُحيط بها مُروجٌ خضراءٌ. فشكرت الله على هذه المِنحة بعد صبر و طُول بال.