لو خطر ببال أحدٍ أنَّه يكره أحداً آخر ,
فليتخيّل لحظةّ أنَّ هذا الآخر قد مات ,وهو يمشي الآن بجنازتِه ويدفنُه أو يشهدُ دفنَه ,
إن آلمَه الموقف وأحسَّ ببعض الحزن ,فهو بالحقيقة لا يكرهه ,بل يشتبه بذلك ,
لأن بعضُ الغضبِ ليس كرهاً, .بل هو بعض اختلافٍ أو غيرةٍ أو حسد .
/
أما إن فقدتَ إحساسَك بحب شخصٍ أنت في الأصل تحبّه, أو لا تكرهه على الأقل ,
فتخيّل جاداً أنّك ستفقده بالموتِ أو الرحيل الأبدي ,
ساعتها,,, سوف تعلم, كم أنت في الحقيقة تحبه,
وكم حبَّك له هائلٌ وجارف ,
الزعل, الغضب, الغبن, ليست كراهية على الإطلاق.
ليت الهواء الذي نسبح فيه ليلَ نهار كان بحر محبّة .
****
الفاسقونَ فقط, هم اللذين يحتاجونَ أموالاً طائلة كي يعيشوا في الحياة,
لذلك,, تراهم ينحرفون وينهبون ويزوّرون ويرمرمون كالضباع ,ويسلكون كلّ طريقٍ موبوء.
أما الطيّبون, الأعزاء في نفوسهم , والمؤمنون بيوم الدين الأنقياء , لا يحتاجون في الحقيقة إلا لكرامتهم فقط,
ولبعض المال النقي , كي يحفظوا هذه الكرامة من انزلاقٍ او هبوط ٍاضطراريّ,
فهذا مقتلهم .
*****
تمتلئُ حقداً وشغفاً بالانتقام...
عندما تتعرَّضُ للأذيَّة والخدْشِ من غيرِك ,ولا تجرؤُ وقتها على الدّفاع عن نفسك, وردّ الأذيّة والخدشِ بالمثل,
ولا تجرؤ أيضاً على انتزاعِ حقِّك المعنويّ أو الماديّ بالقوة, لسببٍ أو لآخر, والأسبابُ كثيرة ,
ولو كنتَ قد تجرّأتَ يومَها,, لما تجرّأ الحقدُ أن يعشّشَ فيكَ أبداً,
ولما تجرّأت الكراهية أن تسكنك ربَّما عمراً .
لذا,,,
لا تجرح أحداً تعرفُ أنَّه غيرُ قادرٍ عليك, لأنَّك بهذا ستصنعُ عدواً لك بنفسك,
وتصنعُ بيديكَ أو بلسانِك لغماً أو قنبلةً موقوتة ,,,ثمّ تنسى !!!,
تفاجئُكَ بعدها بانفجارٍ مدمِّر سيهلكك أو يكاد ,ويتركك حائراً متسائلاً.
بالتالي,,
فجرحِ الآخرين وخدشِهم واغتصابِ حقوقهم الماديّة أوالمعنويّة, لا يمكن أن تكون من أخلاق الأكرمين والفرسان ,
بل هي أخلاق المنحطّين والزواحف.
اللهمَّ اجعلنا من الأكرمين والفرسان .
آمييين.
ماسة