نصحو من النوم وقد أدركنا الوقت أحياناً ،
وفي الذهن عشرات المشاكل والقضايا
يدور بعضها إثر بعض في حلقة مفرغة منذ ليلة الأمس وربما أول أمس .
نسارع إلى إرتداء الملابس وتجهيز أنفسنا للخروج .. ونخرج .. !
ثمة علاقة سامية هل وصلنا إليها ؟ هل أخذت يد زوجتك وضغطت عليها قائلاً :
مع السلامة . أراكم بخير ؟
وهل ضممتِ زوجك وعانقِته وهو يهم بالخروج من المنزل
وابتسمتِ داعية له بالخير والسعادة ؟ فمهما ازدحمت المشاغل في ذهنه
وتواردت المشاكل والأفكار فستبقى قبلتك على خده طوال اليوم ، وستبقى ابتسامتك
عالقة في ذهنه حتى يعود ليرى على وجهك أخرى أجمل من الأولى
إن عاملاً له أهمية كبرى في بقاء العلاقة الحميمة مزدهرة يانعة هو حرص
الزوج والزوجة على الإعراب عن حبهما كل يوم من أيام زواجهما ، ولا ريب أن
الزوجين السعيدين يفعلان هذا بطرق شتى ، عبر كلمة رقيقة أو لمسة لطيفة أو هدية غير
منتظرة .
هل يعبران عن الحب بالقول؟
الزوجان السعيدان يقولان : ( أنا أحبك ) أو يقولان شيئاً مماثلاً ، ولا يقولان
: ( ماذا تعني بسؤالك عن حبي لك ؟ ألم أتزوجك ) .
النطق بالكلمات هو طريقة من طرق اللمس ، فالكلمات تنعش الشعور وتستطيع أن
تدعم الحب بقوة وأن تبقيه في المقدمة .
? إنهما محبّان جسدياً
الزوجان السعيدان يتلامسان بأيديهما ، ويتعانقان ، ويتحاضنان ، أول اختبار حب
للطفل يتحقق باللمس ، ويستحيل علينا أن نكبر إلى حد الاستغناء عن هذه الحاجة
يعبران عن حبهما بالممارسة؟
الزوجان المحبّان يختبران ألفتهما الجنسية وكأنها مركبة الاتصال والتعبير
ويبقى الجنس حيوياً لهما وإن مضى زمن طويل على الأيام الأولى من علاقتهما
الوثيقة ، ولا يعني هذا أنهما يعتبران الجنس أبرز ناحية في زواجهما ، بل هما
على الأرجح يؤمنان بأن الاتصال الروحي هو جوهر علاقتهما .
فالجنس جزء لا يتجزأ من حبهم وتعلقهم أحدهما بالآخر ، ولا يكون البتة
غريباً عن هذا الحب والتعلق .
والأهمية التي يختصان الجنس بها تنبع من العواطف التي يضمنانها الممارسة .
يعبران عن إعجابهما؟
الزوجان السعيدان يتحدثان عما يحبانه ويستمتعان به وينشدانه أحدهما في الآخر
وكنتيجة لذلك ، يشعر كل منهما بالأهمية والتقدير في نظر الآخر .
قالت إحدى النساء : زوجي كان في كل حين أفضل المستمعين إليّ ، وأكثرهم انتباها
، سواء تكلمت عن عمل أنجزته في وظيفتي ، أو ملاحظة مهمة أبديتها في جلسة عائلية
، أو طريقة مهمة أبديتها في جلسة عائلية ، أو طريقة ارتدائي لملابسي ، أو وجبة
طعام أعددتها ، إنه يرى منزلتي في عينيه ، وأشعر أني واقفة في أروع مكان تسلط
عليه الأضواء ، إنها طريقته الخاصة في إظهار معرفته وانتباهه ، وهذا النوع
المعرفة والإدراك – والتعبير عنهما بالكلم – هو المعنى المتجسد للحب .
وأتمنى من صميم فؤادي أن أضاهيه في الإعراب عن تقديري له .
وليس أروع من شعور الإنسان بأنه محبوب ، إنه في المنزلة الثانية بعد الحب الذي
تخصّ أحداً به – الحب الذي أمنحه لزوجي .
شركاء في كل شيء؟
الزوجان السعيدان يرغبان في مزيد من الاندماج ، كل منهما يتمنى أن يكون جزءً
من الآخر ، شريكاً في نفسه ، شريكاً في حياته العميقة ، شريكاً في أفكاره
ومشاعره ، وآماله ، وأحلامه ، ومطامحه ، وكذلك في ألمه ، وغضبه ، وحنينه ،
وشوقه ، وذكرياته حتى وإن كانت مؤلمة مربكة .
هذان الزوجان لا يشعران بالحرج متى أفضى الواحد منهما للآخر بما يعتلج في صدره
، هكذا يتضاعف اهتمامهما بتلك الحياة الباطنية التي لا تُرى أو تُلمس .
حتى لو كان أحدهما أكثر فصاحة من الثاني في التعبير عن أفكاره ومشاعره ،
فلن يؤثر هذا في العلاقة ، ولن يؤثر في الثقة المتبادلة .
يشدان أزر بعضهما بعضاً؟
الزوجان السعيدان فريق واحد في المرض ، والكفاح ، في السرّاء والضرّاء ،
في المصاعب متى حلت ، وهما في الأزمات أكثر من صديقين ، يتعاونان ، ويتضافران
ويتبادلان العون بكل محبة ورضا ، وبكل إخلاص وتفانٍ .
في الزواج السعيد الرجال والنساء يفهمون قيمة الرعاية التي تعني تَقبلُ الشخص
الآخر دون قيد أو شرط ، ودون تحفظ أو تردد ، معناها احترام شعوره وتلبية احتياجاته
أما إن كنا لا نرى إلا احتياجاتنا ونتجاهل احتياجات شريكنا في الحياة ، فنحن
نكون أشبه بطفل إزاء أمه أو أبيه لا كإنسان مساو لإنسان . والحب متى كان ناضجاً
لا يحاول الواحد من الاثنين أن يستغل الآخر ، لأن الرعاية تكون متبادلة .
" منقول "