|
لِمْ كُلُّ شيءٍ نَبْتَغي هُوُ مُضْطَرِبْ |
لِمْ كُلِّ أكْلٍ نَشْتَهي هُوَكالذّهَبْ |
حتَّى البَطاطا يا إلاهي قدْ غَدْتْ |
في السّوقِ تَفْخَرُ كالأكابِرِ بالشّنَبْ |
تِلْكَ المَشاوي قد تَرَكناها لَهُمْ |
ذُلاًّ رَضينَا بالذَّلِيلِ المنْقلبْ |
الأسدُ في أسْرِ تُطيعُ بِهَبْرَةٍ |
ويُطيعُ بالجُوعِ الطليقُ ويَنْتَخِبْ |
لو كانَ فيها بعضُ صِدْقٍ لَمْ تَكُنْ |
هذي المناصبُ بالملايِنِ تُكْتَسَبْ |
قدْ حُمِّلَ الأبْرارُ قَبْلُ مثيلها |
كُرْهًا أتَوْهَا دونَ أجْرٍ يُحْتَسَبْ |
أما بلادي قدْ حَفَتْهَا بالذي |
يُغْرِي اللِّئامَ وكلَّ طَمَّاعٍ خَرِبْ |
النَّاسُ لِلُّقَمِ الكَريمةِ تشتهي |
والمالُ يُرْمَى في الزَّرائدِ لِلَّعِبْ |
والطِّفْلُ يبكي ليسَ مِنْ جوعٍ بهِ |
لكنْ يخافُ غداً عَبُوسا مُرْتَقَبْ |
والشّابُ شَابَ ولمْ يُعَرَّقْ لَحْظةً |
أمْسى الزَّواجُ لَدَيْهِ دَرْسًا في الكُتُبْ |
والعدْلُ ضَاعَ ولا تَسَلْ عَنْ عَهْدِهِ |
وَلَّى زَمانُ العدْلِ ذاكَ ولمْ يَؤُبْ |
لِمْ يا تُرى التَّصفيقُ رغم كآبَةٍ |
أيُكَرِّمُ العُقَّالُ لِصَّا كَمْ نَهَبْ |
أتُوَفَّرُ الأعذارُ للقوم الأُلى |
قد شَرَّدونَا في المآسي والنصب |
وإذا نطقْتَ الحقَّ قيل سفاهة |
هلاّ رضيتَ بما المُبَجَّلُ قدْ وَهَبْ |
كلاّ فإنّي في الشدائدِ قانعٌ |
وطموحُ أيضاً إن تَفَرّجَتِ الكُرَبْ |
ليسَ الرّضا هُوَ ذا الرضوخُ وإنّما |
هو للكريمِ تذلُّلٌ عندَ التَّعَب |
كيف القناعةُ والخزائنُ أُتْخِمَتْ |
ما نلتُ منها غيرَ عظمٍ مُكْتَلَبْ |
جَشِعٌ أرَدِّدُها أنا لا أكتفي |
بطريقِ سيرٍ أو بِزخرفِ ذي الخُطَبْ |
إن قلتُ جُعْنا فالطريقُ غذاؤنا |
أو صحتُ داءً أُسْتَطَبُّ بِذا العَجَبْ |
يكفي نفاقا ذا غُلُوٌّ كاذبٌ |
عشرٌ عجافٌ ثمَّ خمسٌ للكذِبْ |
يكفي فلوْ صَدَقُوا لَشَيَّدَ مالُنا |
في أرْضِنا طُرُقًا تُزَيَّنُ بِالذَّهَبْ |