كيفية الدفاع عن الصحابة رضى الله عنهم وكشف زيغ من يتهمهم :

لابد ان نضع قواعد كى نعلم كيفية الدفاع عنهم رضى الله عنهم
اولا هل تعتقد اعتقادا جازما انهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لا
ثانيا هل اعتقادك بأن ايمانهما بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علم بمعنى انهم تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى عبادة الله سبحانه ام ان الامر لديك أن ولائهم مجرد ولاءا سياسيا يتغير بتغير الزمن لذلك كل يفعل تصوره الذى يراه وفق الزمن الذى يحيا به
ثالثا هل اتهامك للصحابة رضى الله عنهم هل هو اتهام لاشخاص ام اتهامهم لما يحملوه من رسالة الاسلام

بالنسبة للنقطة الاولى الجواب لابد ان يكون بنعم اولا ولا احتمال ثالث لهما
فان كانت الاجابة بنعم اعتقد انهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد ان نحكم هنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن صفات التابع من المتبوع وليس العكس لأنهم رضى الله عنهم الورقة البيضاء التى يسجل عليها رسول الله صلى الله عليهم الاسلام كى يتم نقله الى الاجيال التالية بالتالى فإن كلامك موجها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس للصحابة رضى الله عنهم
اما ان كانت الاجابة بأنهم ليسوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا النفى يستلزم ان نعطل كل كلمة عن الاسلام وصلت الينا من الصحابة رضى الله عنهم بالتالى نفى الاسلام الذى نقل الينا بالتالى البحث عن مصدر اخر غير الصحابة رضى الله عنهم

ثالثا الانسان ما هو الا منهج يتحرك به وحبى وكرهى للافراد هو فى الحقيقة حب وكره للمنهج الذى يعمل به وليس للشخص ذاته وتلك قاعدة اسلامية الانسان يعاقب على فعله وقوله ولا يعاقب على لون او جنس
و الاسلام قد حقق من العلو ما ينفى عنده الخلل مطلقا بالتالى صار الاسلام هو معيار الصواب المطلق فمن خالفه كان مخطئأ وبقدر مخالفته يكون خطأه
ولابد ان نؤمن بحقيقة ثابته ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبر الصحابة وعلمهم كل الاسلام
اذ لو شككنا فى ذلك يلزمه الشك فى رسول الله صلى الله عليه وسلم والشك فى قدسية الله سبحانه وتعالى
الشك فى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم النزاهة وذلك منفى مطلقا فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ كون الله سبحانه سماه رسول الله يلزم ان ننفى اى سوء كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما اننا ننفى الشك فى قدسية الله اذ لو اننا قلنا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اسر فى نفسه جزءا من الاسلام ولم يعلمه للصحابة لقلنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نفسه ان الله لا يعلم فعله ذلك مما يعد كارثة فى الاعتقاد وفى وصف الله سبحانه وتعالى وذلك منفى عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
كما اننا ننفى لإيماننا بأن الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى ان يكون الصحابة قد علموا الاسلام بتصور خاطىء فى مسألة ما
اذ لو قلنا ذلك لاتهمنا الله سبحانه وتعالى بأن هناك من الخلل فى الفهم لدى الصحابة رضى الله عنهم عن الاسلام ولم يعلمه الرسول ولا الله سبحانه وتعالى ومات محمد صلى الله عليه وسلم وذلك الخطأ ساريا فى الصحابة
لكن لإيماننا بأن الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى ومنزه سبحانه عن النقص فى صفاته سبحانه وتعالى يجعلنا نثبت ان الصحابة رضى الله عنهم صار علمهم بالاسلام فى اعلى درجات الكمال كما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما اننا ننفى نفاق الصحابة رضى الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياته ثم يرتدون بعد مماته
اذ لو قلنا ذلك لكان الاتهام ليس للصحابة رضى الله عنهم ولكن سيكون الاتهام لله سبحانه وتعالى بانه لا يعلم الغيب وان علمه متجدد وفق الاحداث وهذا جرم عظيم فى حق الله سبحانه وتعالى يلزمه نفى ربوبية الله سبحانه وتعالى وتبعا نفى الوهيته سبحانه وتعالى
لكننا نثبت ان الصحابة رضى الله عنهم عاشوا حياتهم على توحيد الله وبالاسلام الذى علموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما اننا نثبت ان الصحابة رضى الله عنهم بلغوا الاسلام كاملا ولم يسر احد منهم شيئا من الاسلام وقصر فى بلاغه لمن خلفه
اذ لو قلنا ان الصحابة قصروا فى نقل الاسلام لكان خللا اذ اننا نثبت بذلك ان الاسلام سوف يسقط وينقطع عن البشرية بالتالى فان حساب البشرية التى وصلها الاسلام مختلا او ناقصا يعتبر ظلما من الله سبحانه وتعالى وذلك منفى فى حق الله سبحانه وتعالى اذ كيف سيكون هو الدين الى قيام الساعة ويكون به خلل ما يتعبد به الى الله سبحانه وتعالى
والاسلام الصحيح يخلو من الخلل كبناء تشريعى كامل حقق الكمال المطلق فى ذاته ويتعدى بذلك الكمال على من اقامه كتشريع يحقق العلاقة بين الفرد وربه سبحانه وتعالى وبين المجتمع المقيم له
لذلك فالاسلام ليس مجرد نصوص تحفظ فى العقول او الاوراق اذ ان العقول تنسى والاوراق تبلى
ولكن الاسلام تشريع بدوام تطبيقه من الصغر يجعل البشرية فى صبغة بالاسلام كاللغة التى يتحدث بها الا ان اللغة لها عضو اللسان فقط بينما الاسلام له كل الجوارح الداخلية والخارجية للانسان
بالتالى فان الخلل الذى بيننا اننا صرنا فى صبغة غير اسلامية ومن خلال تلك الصبغة الغير اسلامية صرنا نحكم على الاسلام اذ جعلنا الاصل فى تلك الصبغة الغير اسلامية والشذوذ هو ما كان مخالفا لها
وبدأنا فى تفسير النصوص كى تتلائم مع تلك الصبغة الغير اسلامية فظهر الاسلام على السنتنا ناقصا فاقدا للكمال يراه غير اهل الاسلام ناقصا ويراه عامة المسلمين بذلك النقص فصار اهل الاسلام فى خوار وبدأ الشك يضرب فى قلوبهم فى الاعتقاد
لذلك كى ننجوا جميعا فالله سبحانه وتعالى لا اله الا هو سبحانه وتعالى وشهد بذلك كل خلق الله المسبح له سبحانه وتعالى ونحن لسنا الا مجرد صنف فى الكون لن ننقص الله سبحانه وتعالى شيئا
وهو الغنى سبحانه وتعالى وهو العزيز سبحانه
لكن نحن البشر من بحاجة للاسلام اذ انه تشريع من له الصفات العلى سبحانه وتعالى بالتالى فاقامة الاسلام بيننا هو اقامة الكمال المطلق الخالى من اى سوء فى الدنيا والاخرة فتتعدى علينا صفات رضى الله سبحانه وتعالى فتكون دنيانا كمالا وتكون اخرتنا فوزا ونعيما
فرضى الله عن الصحابة اجمعين وعن وامهات المؤمنين وصلى الله وسلم على رسوله محمد بن عبد الله ولا اله الا الله وحده لا شريك له



[/align]