نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
اولا ما هو الكنز:
الكنز هو كل شىء مادى او معنوى يجعل هناك حماية زمنية ومكانية لصاحبه
لان الاصل فى الكنز هو رد الشر ابتداءا ثم جلب المنفعة انتهاءا
لذلك ان فقد الكنز قدرته على رد الشر فلن يكون هناك خير له
على سبيل المثال لو ان رجلا عثر على جبل من الذهب ثم فقد القدرة على جلب قطرات من الماء ليشربه ومر عليه رجل ما وقال له سأعطيك قطرات من الماء فى سبيل ان اخذ جبل الذهب ذلك
الجواب الطبيعى هو اعطاء ذلك الجبل مقابل قطرات الماء تلك
بالتالى فالاصل هنا هو رد الشر ابتداءا
هذا بالنسبة للكنز المادى
اما بالنسبة للكنز المعنوى فتلك المناصب التى يدفع بها اموالا جمة للوصول اليها من اجل ان يحظى صاحبها صفات ربوبية ما على الاخرين ربوبية تمنع الاخرين من محاسبته ابتداءا ثم يعملون هم لصالحه انتهاءا

ماذا لو اننى حملت اليكم جميعا تلك الكنوز وجعلتها بين ايديكم
لأن الغرض من الكنز كما قلت هو رد الشر ابتداءا ثم جلب المنفعة انتهاءا بقيمة كل الكنز وليس بقيمة جزءه او بعضه
هنا انا بالنسبة لكم اكون ماذا؟
فان كانت تلك صفتكم جميعا فماذا تكونون حينئذ؟
فتلك المنظومة الكاملة بماذا تسمون من حمل رسالتها ابتداءا؟
لذلك فان الله سبحانه وتعالى وصف رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
تعالوا معى نشرح كيف يكون الكنز بين يدى وبين يدى جميع افراد ذلك المجتمع دون نقصان لشىء منه
الله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى
بالتالى فان شرعه سبحانه وتعالى لابد ان يحمل صفاته
بالتالى فمن اقام شرعه لابد ان تتحقق به صفات ذلك الشرع فى العلو والحسنى فى الاقوال والافعال
وإن لله سبحانه تسعة وتسعون اسما من احصاها دخل الجنة
وداخل مملكة الجنة الملكية الفردية مثبتة لكن الكل ينعم بها
والتشريع الاسلامى يدور على جعل المجتمع فاعلا فى احصاء الاسماء التسعة والتسعون لله سبحانه
ذلك لأن التشريع الاسلامى يدور مع مدار اسماء الله سبحانه وتعالى
بالتالى صفات رضا الله سبحانه وتعالى تتحقق للمجتمع الذى صار تطبيقه لشرعه فى اعلى درجات الكمال
اى من كان احصائه لأسماء الله التسعة والتسعون فى اعلى درجات الكمال
ولأن تشريع الله سبحانه وتعالى هو تشريع الواحد الاحد
بالتالى فان المجتمع المقيم لشرع الله سبحانه وتعالى لابد ان يصير فى لحمة تجعله كالجسد الواحد
بالتالى فجسدك الذى يحمل روحك
هو فى الحقيقة دولة حققت الكمال فى اقامة شرع رب العالمين سبحانه وتعالى بالتالى فهو قد حقق احصاء اسماء الله سبحانه وتعالى باقامته لشرع الله سبحانه فى اعلى درجات الكمال الذى لا خلل فيه
وهذا هو معنى قال تعالى
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الصف1
اذ لا تسبيح دون علم بالله ودون شرع يحقق ذلك التسبيح
وجسدك مكون من بلايين الخلايا فماذا لو اعتبرنا كل خلية بمثابة انسان
فنأتى للسؤال كنوز تلك الدولة المكونة لجسدك مع من من تلك الخلايا ؟
هل هناك خلية او عدد من الخلايا او مؤسسة من مؤسسات تلك الدولة تحتكر تلك الكنوز ؟
اين الكنز؟
الكنز موجود لكن اين؟
الكنز الحقيقى ياسيدى هو التشريع الاسلامى الذى يدير كنوز الدولة جميعا
فمثلا القلب هو البنك الاسلامى لتلك الدولة والقلب عبارة عن مؤسسة مالية وظيفتها استقبال وضخ الاموال من المجتمع واليه
ودائما وابدا الرصيد المالى للخلية لا يساوى صفرا والرصيد المالى للقلب لا يساوى صفرا ولا يقل عن حد استراتيجى للجسم
وان حدث نزف ما من احد الخلايا او لأحد الافراد نتيجة لاعتداء خارج عن منظومة الدولة فان الدولة تشارك فى منع ذلك النزف مع جعل رصيد الخلية من الاموال كما هو كما سبق دون نقص لتقوم بتجارتها او وظيفتها المكلفة بها
والمخ يمثل دون سيادة له على خلية ما وظيفة جهاز جمع المعلومات الصادرة اليه من جميع الخلايا العصبية والرقابية بالجسد ليوظف مؤسسات الجسد الخارجية فى كيفية التعامل مع العوارض التى تقابله مستقبلا كى تظل تلك الدولة فى اعلى درجات الكمال
والجهاز المناعى لتلك الدولة يمثل المؤسسة العسكرية والشرطية والمخابراتية التى تعمل لحماية تلك الدولة دون سيادة لها على خلية اخرى اذ دائما وابدا الكل له نفس القيمة فى دولة الاسلام دون تمييز لعربى على اعجمى او ابيض على اسود
كما ان مؤسسة الجلد تنتمى لمؤسسة الحدود فى منع اى غزو خارجى او اى هروب ما لكنوز دولة الاسلام تلك
كما ان العظام تتبع المؤسسة العسكرية فى قيام تلك الدولة صلبة قوية تحمل الاعباء الخارجية للدولة كلها دو تميز بسيادة ما على خلايا الجسد او افراد الدولة
بالتالى فان الكنوز كلها الوظيفية والمادية الكل يشارك فى حملها والكل يشارك فى عائدها المادى والمعنوى

لذلك فان تطبيق الاسلام يجعل مال الدولة الاسلامية بالبنك الاسلامى مع ثبوت الملكية الفردية وحمايتها يدور فى المجتمع الاسلامى كله دون ربا كان حتى دون ربا معنويا اذ ان الفقراء جميعا يأخذون من ذلك المال من الدولة الاسلامية والكل يزرع ويصنع ويتاجر وكل يمتهن المهنة الطيبة التى يجيدها
ومن لا يعلم شيئا تعلمه مؤسسات الدولة الطيب فقط
بالتالى لما كان شرط قرض المال ان يعمل فيما هو طيب فقط صار الفساد تجارة مستحيلا بالمجتمع
كما انعدم انكسار النفس البشرية لنفس بشرية اخرى
اذ لا انكسار هنا الا لله سبحانه وتعالى فالكل يعلم ان المال الذى بين يديه ويسعد به لم يصل اليه الا بشرع رب العالمين سبحانه وتعالى
بالتالى فان الارض الغير مأهولة لمن يستصلحها فى ذلك المجتمع لتدور مصالحها وعائداتها لذلك المجتمع
كما ان الكنوز المدفونة فى الارض لمن يعثر عليها بعد اعطاء زكاتها اذ ان عائدها سيعمل لصالح ذلك المجتمع
كما ان التسول مرفوض فى دولة الاسلام تلك فلماذا تتسول وتلك صفات دولة الاسلام
ولا يحق لفرد ما ان يتعامل مع دولة اخرى خارجية الا من خلال مؤسسات الدولة ليس لمنع حريته ولكن لأن الفرد فى الدولة الاسلامية جزءا يمثل كل الدولة الاسلامية التى لم تنقصه حقه فى شىء ما
كما ان الفرد الذى يخرج على الفرد فى دولة الاسلام بفعل يسىء فى القول او الفعل يؤدب ويعاقب ليظل الكمال المطلق هو حال دولة الاسلام اذ ليست العقوبة هدفا فى الاسلام ولكن العقوبة لمنع الخلل بالكمال المطلق فان تحقق الكمال حتى صار التسبيح حالنا على مستوى الفرد والدولة كانت جنة الاخرة هى مقامنا ولكن لأن هناك اسم الله التواب واسم الله الغفور فلابد من بعض الخطأ والنسيان على المستوى الفردى وليس على مستوى الدولة اذ لا عصمة الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
والدولة فى الاسلام دولة مؤسسات الكل به على علم اذ انه لا وظيفة الا بعلم فهل هناك خلية ما بجسدك جاهلة بعلم ما تعمل به
طبعا لا
كما ان العلم فى اعلى درجات الكمال اذ ان الخلية فى اعلى درجات الكمال الوظيفى
كما ان الخلية لا تعلم الا الصواب فعلمك للصواب فقط يجعلك على علم أن ما خالف الصواب الذى معك يعتبر باطلا
اذ علمك بكل الباطل مع جهلك بما هو صواب لا يجعلك الا على باطل
كما ان التميز نتيجة القبيلة او الجنس او الشكل الجمالى اختفى فى دولة الاسلام تلك اذ صار التميز له معنى اخر الا وهو تقوى الله سبحانه وتعالى لنظفر بذات الدين
لذلك فدولة الاسلام التى ادعوا لانشائها وتركيبها دولة لا انفصال لها فى شىء ما عن اسلام الكون
دولة تجعل الطفل يولد ويهبط من دولة الاسلام بأمه الى دولة الاسلام بالمجتمع فيحمل الطفل بفطرته ليصبغ فى دولة الاسلام حتى يكون هناك التقاء بين نقاء فطرته مع نقاء المجتمع المسلم فلا يكون الا طيبا حيثما كان
لنحيا مملكة الجنة فى الدنيا قبل جنة الاخرة نتيجة اننا حققنا احصاء اسماء الله سبحانه اذ صار لنا من احصاء كل اسم وصفا كنتيجة
مملكة صار لها من المنعة الداخلية والخارجية ما يجعل لها نتيجة احصاء اسم الله العزيز عزة فى القدر والقدرة والامتناع من وصول غزو لها او اعتداء خارجى عليها وتعدت بصفاتها على غيرها لتنقل الرحمة من مكان الى اخر
فيصير لها ربوبية ادارة على غيرها نتيجة احصاء كل اسماء الله سبحانه فتتكسر صفات الكفار عند قدمها كما تكسرت صفات الهتهم بعلو صفات الله سبحانه وتعالى
وتلك هى دولة الاسلام التى افهمها وابينها وادعو لاقامتها فى البشرية واتمنى الحياة بها وفيها والموت عليها والبعث عليها معتقدا

فهل بعد ذلك تقتلنى لتأخذ الكنز وانا احمله اليك؟
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
ورحم الله الشيخ ابن العثيمين رحمة واسعه