ربوبية الله سبحانه وتعالى وربوبية الشيطان :
معنى كلمة الربوبية ان يكون للرب صفات
الخلق والملك والتدبير
اى خالق كل شىء وهو مالك كل شىء وهو مدبر امر كل شىء
فلما لم يكن لله سبحانه وتعالى شريك فى خلقه وملكه وتدبيره لزم ان الا يكون هناك الاه حق الا الله سبحانه وتعالى
وربوبية الله سبحانه وتعالى كالأتى :
سبحانه خلق كل شىء
وسبحانه مالك كل شىء
الأن من اجل ان يكون هناك كمال فى افعال واقوال الاشياء جميعا لزم ان يكون هناك تشريع من قبل الله سبحانه وتعالى يجعل امرهم فى اعلى درجات الكمال ولا يكون هناك خلل قط فى افعال واقوال تلك الاشياء من الخلق جميعا
والله سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى بالتالى فان شرعه الذى يقيمه خلقه لابد ان تكون تلك صفته بالتالى فان خلقه جميعا بقيامهم بذلك التشريع مع حمدهم لله سبحانه صار الخلل منفيا فى افعالهم واقوالهم
فماذا حدث وما الغريب الذى طرأ ليكون هناك صراع يجعل هناك كفارا بالله سبحانه وتعالى
هذا الخلل جاء لوجود امتين لهم حق عبادة الله سبحانه وتعالى كأمانة يحملونها
بمعنى له حق الاختيار فى اداء تلك الامانة او لا يؤديها اختيارا بلا جبرية
والله سبحانه وتعالى بين حال من اطاعه سبحانه وتعالى باطاعة رسله وحال من عصاه سبحانه وتعالى وعصى رسله
وجعل امامنا تلك الايات البينات فى كمال كل شىء بطاعتها لله سبحانه وتعالى
وهاتين الامتين هما امة الجن وامة الانس
وامة الجن تعلو على امة الانس بصفات انها لها من السرعة فى ذاتها ماليس للانسان وانها ترى الانسان من حيث لا يراها
وامة الانس تعلو على امة الجن فى انها خليفة فى الارض
بمعنى ان لها سلطان على ما بيدها من الارض تشكله وتبدله وتحركه وتضعه حيث شاءت
وتلك صفات لا تملكها امة الجن الا خدمة للبشرية فقط بطلب من البشرية وليس لمراد لذات الجن
كهؤلاء الذين كانوا مع نبى الله سليمان عليه السلام
اما اذ لو اننا اثبتنا ان للجن مراد على الاشياء لذاتهم دون مراد الانس لصار هناك خللا وهو ان ما افعله اليوم من بناء اجده مهدوما غدا
وان ما يجب ان يكون نتيجة لحسن اخلاقى اجده معطلا بالتالى ان اثبتنا خلافة للجن فاننا نثبت خللا فى المنظومة البشرية كلها مما يعنى ارسال الرسل ليس له مبرر اذ ما فائدة ان اصنع سيارة ثم اجدها مفككة غدا فان هذا يعنى عذابا
وما معنى ان امتنع عن شرب الخمر واجد الجن يحمله الى الى المنزل ويضعه فى فمى
وما معنى ان امتنع عن سرقة ما ويحملنا الجن جبرا لأقوم بتلك السرقة
بالتالى لا سلطان للجن مطلقا على البشرية

اذا كان هذا هو وصف البشرية ووصف الجن فكيف نقول فى ربوبية الشيطان التى صدرتها فى العنوان
ربوبية الشيطان ليست كتلك التى لله سبحانه وتعالى ولكنها ربوبية جعل من يكفر بالله سبحانه وتعالى ان تكون صفات الخليفة التى كان لابد ان تكون لله سبحانه وتعالى عاملة وفق امر الشيطان
والشيطان ليس الا خلقا من خلق الله سبحانه وتعالى بالتالى فهو له صفات لن يتعداها وله نهاية لابد له من الوصول اليها
وربنا الرحمن سبحانه وتعالى بين لنا كل شىء فلا مصادفة مطلقا لنا فى افعالنا واقوالنا مع الله سبحانه وتعالى ولا جهل لنا مطلقا بصفات ذلك العدو للبشرية
فماذا فعل الشيطان
الشيطان اتخذ عرشا من صنعه ليجعل له ربوبية على من اتبعه من البشرية
ثم من علمه باسماء وصفات الله سبحانه وتعالى وان هذا العلم فى اعلى درجات الصحة وعلمه بتشريع الاسلام
بدا فى الوقوف على السبل الموصلة لمراد الله سبحانه وتعالى
فكيف يبدا مع الانسان:
الشيطان دوره يدور فقط من خلال تلك الصفات له
قال تعالى {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }الحجر39
قال تعالى لبيان قول الشيطان {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }النساء119
أى ان ربوبية الشيطان هى افعاله الغير جبرية للبشرية ولا يحققها الا اتباعه من البشرية
بداية بجعل البشرية تجهل صفات الله سبحانه وتعالى
بالتالى فان جهلت صفاته سبحانه جهلت مدلول امره وعلو امره
والجهل بصفات الله سبحانه وتعالى لا يعنى نفى صفات الله مطلقا ولكن الجهل بالله يعنى وصف الله سبحانه وتعالى بما لا يليق
بمعنى انه ممكن اثبات الصفة لله سبحانه وتعالى ولكن اثباتها ليس بمراد الله سبحانه وتعالى ولكن وفق امرى ووفق تصورى فكانت الطامة
اذ صفات الله سبحانه وتعالى لا تثبت الا كما اثبتها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهى ليس كمثله شىء
وصفاته سبحانه وتعالى تليق به وليس له كفوا احد
فماذا فعل الشيطان
الان البشرية بدأت فى تحريف معنى صفات الله سبحانه وتعالى عن مراد الله سبحانه وتعالى
بمجرد الوصول الى تلك النقطة القادم صار يسيرا للشيطان
اذ ان كل امر من امور خلافة الانسان على ما بين يديه يوظف وفق الهوى الذى يزينه الشيطان للبشرية
فبدات البشرية توظف منهج الخلافة على ما بين يديها من نعم الله سبحانه وتعالى وفق مراد الشيطان
بالتالى صار للشيطان افعال عبادة تصرف له اذ كون الشيطان زين لك امرا يخالف امر الله سبحانه وتعالى وانت قمت به يعنى انك قمت به وفق ما زينه الشيطان لك اى انك وظفت نعم الله سبحانه وتعالى لمراد الشيطان وتلك هى العبودية
بالتالى صار هناك ربوبية للشيطان فى تحريك هواك وليس فى تحريك اى شىء تتناوله بيدك
اى ان الشيطان سخر منه الكون جميعا بينما هو سخر منك انت ايها الانسان بأن جعلت له ربوبية فى استسلامك له
بالتالى صار هناك فريقان
فريق يدعى انه من المسلمين وفريق يدعى انه كافر بالاسلام
والله سبحانه وتعالى ومردود صفاته سبحانه وتعالى لا يتحقق بمجرد الادعاء
والا لو كان ذلك ظننا لكانت طامة كبرى ولا اختلاف بيننا وبين الكفار فى شىء وصرنا نحن الاعلى فى قيام ربوبية الشيطان
والشيطان يريدها صريحة لا نفاق فيها
فكما ان الله سبحانه وتعالى يكره المنافقين وكرهه لهم اكبر من كرهه لأفعال غيرهم
قال تعالى فى وصف المنافقين {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }النساء143
فان الشيطان يحب ان تكون تلك صفته ايضا فهو يكره المنافقين ايضا وهم من يدعون انهم يحبون زينته وينتسبون الى الاسلام لذلك هو يعاملهم بكبر
فكما ان الله سبحانه وتعالى لابد ان تكون العبادة خالصة له سبحانه
فان الشيطان يكره ان يكون له شريك فى العبادة له ايضا
فصار المنافقون اغبى الخلق اجمعين
اذ ان الله سبحانه وتعالى كرههم لنفاقهم فان الشيطان ايضا كرههم لعدم الاخلاص فى العبادة له وكره الشيطان لهم لا يساوى كرهه لاهل الاسلام المخلصين

والشيطان يزين لأهل الكفر صفات علوه كى يحققوها وان توظف خلافة البشرية لجعل صفاته هى العليا بألا يعبد سواه فى البشرية

والله سبحانه وتعالى له الصفات العلى سبحانه وتعالى وكل شىء يسبحه سبحانه وتعالى
وان اصل سعادتنا التى نستمدها من النعم التى بين ايدينا من نبات وحيوان وكل كنوز الارض انها مسبحة لله سبحانه وتعالى
بالتالى فان حقيقة الشيطان انه ليس له شىء مطلقا فى الارض ولا فى السماء وليس له صفة قط يمكن ان تتعلق البشرية بكسب منها
وان الامر كله لله سبحانه وتعالى
قال تعالى {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }آل عمران154

بالتالى فما يعنينا نحن المسلمين هو تحقيق الاسلام
وتحقيق الاسلام لا يكون الا بجعل ظاهر امرنا وباطنه على مراد الله سبحانه وتعالى والا تكون هناك علاقة بيننا قط على غير مراد الله سبحانه وتعالى
عندها سيهرب الشيطان من ارض المسلمين اذ انه وقتها سينكص على عقبيه {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال48
فهل نحقق ذلك الاسلام ليكون لنا من صفات الله سبحانه وتعالى كسبا لنا فى العلو فنكون نحن الاعلى حيئنئذ فنكون نحن عندها نعم رب البيت للبشرية كأثر تحقيق ربوبية الله سبحانه وتعالى فتكون لنا احاطة بكل شىء علما نتيجة ان صار لنا من اسماء الله تعديا لنا نتعدى بعلوها على الاخرين فكان لنا من الحكمة ما يليق اننا عباد الله ومن العزة ما يليق اننا عباد الله ومن القوة ما يليق اننا عباد الله ومن كل صفة لله سبحانه وتعالى كسبا لنا ما يليق اننا عباد لله سبحانه وتعالى
بان وظفنا كل العلم الذى لدينا لاعلاء كلمة لا اله الا الله

اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله